ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية في عددها الصادر الاثنين، أن موظفي كتلة السياسة الداخلية في ديوان الرئاسة الروسية تلقوا في بداية الشهر الحالي، توجيهات باستبدال أجهزة "آيفون"، في حال كانوا يستخدمونها، بأجهزة ذكية من علامات أخرى مع نظام تشغيل آخر، وسط مساع روسية لمراعاة التوازن بين ضمان الأمن المعلوماتي وأداء الموظفين.
وأوضح مصدر مطلع على هذا القرار للصحيفة أن ديوان الرئاسة قد يشتري هواتف آمنة جديدة لموظفيه حتى يسهل عليهم عملية التخلي عن المعدات الأميركية، بينما لفت مصدر مقرب من ديوان الرئاسة إلى أن موظفي كتل السياسة الداخلية الإقليمية سيتلقون توصيات مماثلة.
وتلقى موظفو كتلة السياسة الداخلية خلال ندوة انعقدت مطلع مارس/آذار في ضواحي موسكو، تعليمات بضرورة الاستغناء عن "آيفون" بحلول بداية إبريل/نيسان المقبل. وقال أحد المصادر: "أجهزة "آيفون" إما ترمونها أو تسلمونها لأبنائكم. خلال مارس، سيضطر الجميع للقيام بذلك".
وأوضح مصدر آخر أنه في البداية جرى نقاش بين المشاركين حول ضرورة اللجوء إلى مثل هذا الإجراء، ولكن النائب الأول لمدير ديوان الرئاسة، مسؤول السياسة الداخلية بالكرملين، سيرغي كيريينكو، حسم الجدل محدداً لموظفيه الموعد وهو مطلع إبريل المقبل لاستبدال أجهزة "آيفون".
وتضم كتلة السياسة الداخلية لديوان الرئاسة أربع إدارات معنية بالسياسة الداخلية، والمشاريع الاجتماعية، وتسيير نشاط مجلس الدولة، وتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصال والبنية التحتية للاتصالات. وسيتولى موظفو الإدارات الثلاث الأولى حملة الانتخابات الرئاسية في عام 2024 والتي ازدادت نشاطاً في بداية عام 2023، وسط توقعات بترشح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لولاية خامسة مدتها ست سنوات.
وأوضحت مصادر "كوميرسانت" أن طلب التخلي عن "آيفون" يعود إلى اعتبارات أمنية، إذ يرى هؤلاء أن هذه الأجهزة أكثر عرضة للاختراق والتجسس من قبل خبراء غربيين مقارنة مع الأجهزة الذكية الأخرى. وأضاف مصدر آخر أن موظفي ديوان الرئاسة جرت توصيتهم بشراء هواتف مزودة بنظام تشغيل "أندرويد"، أو مثيلاتها الصينية، أو "أفرورا" من تصميم إحدى الشركات التابعة لشركة "روس تيليكوم" الروسية للاتصالات.
وتعتزم المؤسسة الوطنية للحاسوب في روسيا تطوير أجهزة "أندرويد" ذكية ولوحية للسوق الاستهلاكية الروسية باستثمارات تبلغ 10 مليارات روبل (130 مليون دولار تقريباً)، آملة بالاستحواذ على نحو 10 في المائة من السوق الروسية.
إلا أن مسؤول التنمية في شركة "بورصة تيليكوم"، فاسيلي بيمينوف، شكك في حديث سابق لـ"العربي الجديد" في القدرة التنافسية للأجهزة الذكية الروسية من جهة أسعارها قياساً بأدائها ما لم تحصل على دعم مهم من الدولة، وهو ما تتجه إليه الأمور، وسط سعي السلطات الروسية للحد من الاعتماد على التكنولوجيا الغربية.