اعتقلت السلطات الأمنية العراقية الناشط والمدون ياسر الجبوري في مطار بغداد الدولي، أثناء مغادرته البلاد قبل يومين، من دون الكشف عن الاتهامات الموجهة إليه.
وعرف الجبوري بصفته ناشطاً مدنياً ومدوناً على منصة إكس، التي يعبر من خلالها عن معارضته لقوى سياسية وفصائل مسلحة.
ولم يتضح سبب اعتقال ياسر الجبوري، على الرغم "من دخوله العراق دون مشكلات"، بحسب شقيقه، الذي قال في تعليقات لوسائل إعلام محلية، إن الجبوري "دخل العراق بتأشيرة، باعتباره حاملاً لجواز سفره الأجنبي".
كما أفادت مصادر قريبة من الجبوري، بأنه "بدأ إضراباً عن الطعام بسبب سجنه التعسفي"، مبينةً أنّ "الجبوري قضى حتى الآن 48 ساعة في المعتقل، وهناك دعوى قضائية مرفوعة ضده، وبالرغم من أن القضية تحتمل الإفراج عنه لقاء كفالة، ترفض السلطات ذلك".
وذكر المرصد العراقي لحقوق الإنسان أنّ "السلطات الأمنية العراقية اعتقلت الجبوري في مطار بغداد الدولي أثناء مغادرته البلد"، مطالباً السلطات بالكشف عن سبب اعتقال الناشط المعروف بانتقاداته للقوى السياسية العراقية والفصائل المسلحة.
وأشار المرصد، في بيان، إلى أنّ "الجبوري كان في زيارة لوالدته المريضة، وأن عائلته لا تمتلك أية معلومات حول أسباب الاعتقال الذي جرى من دون صدور مذكرة قضائية في حقه".
واشتهر الجبوري بانتقاداته وآرائه الناقمة لمشكلات الأداء الحكومي والسياسي في العراق، واعتبر ناشطون أن اعتقاله يأتي ضمن منهاج القمع السياسي الذي تمارسه أحزاب السلطة ضد المعارضين في البلاد.
من جانبه، قال عضو المكتب التنفيذية لحراك البيت العراقي، محمود الدباغ، إن "ما حدث مع الناشط ياسر الجبوري، هو وصمة تضاف إلى جملة الإجراءات التعسفية التي تقوم بها السلطات تجاه الصحافيين والناشطين والمدونين، حتى وصل الأمر إلى مراقبة الحوارات الخاصة للناشطين".
وأضاف الدباغ لـ"العربي الجديد"، أن "اعتقال الجبوري يتعارض مع حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية التي يفترض أن يلتزم بها المنهاج الحكومي الذي وعد الشعب بتطبيقها"، مبيناً أن "السلطات تعتمد على مواد قانونية رجعية لا تناسب الحاضر، مثل مادة 266 من قانون العقوبات التي تنص على حبس من يقدم على انتقاد مؤسسات الدولة الرسمية، وهذه المادة فضفاضة لأنها تحتمل تأويلات عديدة".
وتساءل الصحافي عامر إبراهيم عبر موقع إكس: "ها قد مضى يوم كامل على اعتقاله (ياسر الجبوري) من جهة حكومية في المطار، لماذا لم يصدر أي بيان أو تصريح يوضح أسباب الاعتقال إن كانت تتعلق بآرائه، أم أنه اعتقال تم بناءً على شكوى او تهمة جنائية. لماذا هذا الغموض والتجاهل؟ لماذا لم يستطع الوصول إليه أي من أهله او أصدقائه؟ مهما كانت تهمته، ألا يحق له أن يستعين بمحامٍ؟".