استمع إلى الملخص
- **مرافقة زملاء المصابين:** سيرافق كريستينا زميلها ديلان كولنز، الذي أصيب أيضاً في الاستهداف الإسرائيلي، وأعربت وكالة فرانس برس عن تقديرها لشجاعة كريستينا.
- **تحقيقات ودعوات للتحقيق:** منظمات دولية دعت للتحقيق في "جريمة حرب" بعد أن خلصت تحقيقاتها إلى أن قذيفة دبابة إسرائيلية قتلت المصور عصام العبدالله وجرحت آخرين.
ستحمل المصورة في وكالة فرانس برس كريستينا عاصي، التي بترت ساقها اليمنى جراء إصابتها بقصف إسرائيلي استهدف صحافيين، جنوبي لبنان، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الشعلة الأولمبية في فينسين الفرنسية، الأحد المقبل، "تكريماً لمَن قضوا في أثناء أداء مهمتهم".
أصيبت كريستينا عاصي (29 عاماً)، بقذيفة دبابة إسرائيلية في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينما كانت تغطي الاشتباكات على الحدود الجنوبية للبنان، إلى جانب ستة صحافيين آخرين. الضربة الإسرائيلية نفسها أدت إلى استشهاد المصور الصحافي في وكالة رويترز عصام العبدالله.
سيرافق عاصي في أثناء حملها الشعلة الأولمبية زميلها في "فرانس برس" الصحافي الأميركي ديلان كولنز، الذي أصيب بالاستهداف الإسرائيلي خلال اليوم نفسه.
وقال مسؤول قسم الرياضة في "فرانس برس" بيير غالي، في بيان: "حين طلب من فرانس برس حمل الشعلة الأولمبية، فكرنا في كريستينا التي يقدر الجميع في الوكالة شجاعتها وصلابتها. إن حملها لهذه الشعلة التي ترمز إلى السلام يعني الكثير لها ولزملائها الذين تضرروا خلال أداء واجبهم".
وعلقت كريستينا عاصي في البيان نفسه قائلة: "حمل الشعلة الأولمبية تجربة عاطفية، وخاصة بعد إصابتي بهجوم متعمد حين كنت أؤدي عملي. قصتي واحدة من بين قصص كثيرين خلال عام حصد أرواح أكثر من مائة صحافي". وأضافت المصورة اللبنانية: "بحمل هذه الشعلة، نكرم تضحيات من سقطوا، ونلفت الانتباه إلى الضرورة الملحة لحماية من يواصلون التغطية رغم الثمن النفسي والجسدي الذي يدفعونه".
أما ديلان كولنز، فقال: "شرف لي أن أحمل الشعلة الأولمبية إلى جانب زميلتي كريستينا عاصي بعد نحو عام من استهدافنا من قبل الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية. بقاؤنا على قيد الحياة معجزة". كولنز كان قد أصيب أيضاً في يوليو/ تموز 2023 في هجوم بمسيرة قرب باخموت في أوكرانيا.
وأضاف كولنز (36 عاماً): "نحمل الشعلة تكريماً لكل الأصدقاء والزملاء الذين خسرناهم هذا العام، ولكل الصحافيين الذين قتلوا أو جرحوا حين كانوا يمارسون مهنتهم".
في 13 أكتوبر، استهدفت ضربتان إسرائيليتان متتاليتان مجموعة صحافيين، وتسببت باستشهاد المصوّر في وكالة رويترز عصام العبدالله (37 عاماً)، بينما كان مع ستة صحافيين آخرين عند أطراف بلدة علما الشعب، قرب الحدود مع فلسطين المحتلة، في تغطية للاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، على وقع العدوان المستمر في غزة. أصيبت حينها مصورة وكالة فرانس برس كريستينا عاصي، التي بُترت ساقها اليمنى ولا تزال تتلقى العلاج في المستشفى، وزميلها ديلان كولنز، ومصورا وكالة رويترز ماهر نزيه وثائر السوداني، ومراسلة قناة الجزيرة كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا.
وخلصت تحقيقات أجرتها منظمتا العفو الدولية (أمنستي)، وهيومن رايتس ووتش، ووكالة فرانس برس، ووكالة رويترز، إلى أن قذيفة دبابة إسرائيلية قتلت المصور الصحافي اللبناني عصام العبدالله وجرحت آخرين في 13 أكتوبر. ودعت المنظمتان الدوليتان إلى التحقيق في "جريمة حرب"، وذلك في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود قد أكدت، في نهاية أكتوبر، أن استشهاد العبدالله "كان نتيجة ضربة مستهدفة من اتجاه الحدود الإسرائيلية". وأضافت المنظمة: "بحسب التحليل الباليستي (مسار المقذوف)، الذي أجرته مراسلون بلا حدود، جاء إطلاق النار من شرق المكان الذي كان الصحافيون واقفين فيه، من اتجاه الحدود الإسرائيلية... ضربتان في المكان نفسه في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن (أكثر بقليل من 30 ثانية)، من الاتجاه نفسه، تشيران بوضوح إلى استهداف دقيق".
كما توصل تحقيق للأمم المتحدة إلى أن دبابة إسرائيلية قتلت عصام العبدالله في لبنان في 13 أكتوبر الماضي، بإطلاق قذيفتين من عيار 120 ملليمتراً على مجموعة من "الصحافيين يمكن التعرف إليهم بوضوح"، في انتهاك للقانون الدولي.
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صحافيَين آخرين في جنوب لبنان منذ أكتوبر الماضي، هما مراسلة الميادين فرح عمر وزميلها المصور ربيع المعماري، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي مايو/ أيار الماضي، أصدر مجلس الوزراء اللبناني قراراً بالرجوع عن تكليف وزارة الخارجية تقديم إعلان إلى مسجّل المحكمة الجنائية الدولية بقبول اختصاصها في التحقيق والملاحقة القضائية لكل الجرائم المرتكبة على الأراضي اللبنانية منذ السابع من أكتوبر، والتي تدخل في نطاق ولايتها القضائية بما فيها تلك التي طاولت الصحافيين والمسعفين ومتطوعي الدفاع المدني.