المقصورة الملكية في استاد الإسكندرية: متحف يجسّد معالم العصر الملكي

07 اغسطس 2024
الملك فاروق فى المقصورة الملكية لاستاد الإسكندرية عام 1938 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **معلم تاريخي وسياحي**: المقصورة الملكية في استاد الإسكندرية تُعد وجهة سياحية ومتحفاً يوثّق تاريخ الحكم الملكي بمقتنياتها الفريدة مثل الوثائق والصور النادرة والتحف.

- **أهمية تاريخية ومعمارية**: وُصفت المقصورة بأنها "تحفة معمارية نادرة" وذاكرة تاريخية، حيث ارتبطت بالعديد من الأحداث السياسية والرياضية المهمة، وتضم صالونات ملكية نادرة وشرفة تطل على الملعب.

- **تاريخ البناء**: بُني استاد الإسكندرية عام 1929 لاستضافة كبار الزوار، ويضم أثراً إسلامياً من القرون الوسطى. يحتوي على دورين مخصصين للملك وضيوفه والملكة والأميرات، بالإضافة إلى جناحين لأعضاء اللجنة الأولمبية والوزراء.

تشكل المقصورة الملكية في استاد الإسكندرية الرياضي معلماً بارزاً في تاريخ التراث المصري، بعدما صارت وجهة سياحية ومتحفاً مفتوحاً يوثّق تاريخ وثقافة عصر الحكم الملكي، من خلال مقتنياتها الفريدة إضافة إلى بنائها المميز.

تضمّ المقصورة التي يحتضنها أقدم استاد في مصر وأفريقيا (افتتح في عهد الملك فؤاد الأول عام 1929) كنوزاً ومقتنيات تركها أفراد الأسرة الحاكمة، من بينها مجموعة من الوثائق والصور النادرة، وجوازات السفر الشخصية، إلى جانب تحف وأثاث فاخر، وأزرار ونياشين توثق تاريخ تلك الفترة، فضلاً عن مجموعات من الكؤوس والميداليات والإهداءات الدولية من الرياضيين والهيئات الرياضية.

المقصورة الملكية استاد الإسكندرية (إكس)
تضم كنوزاً ومقتنيات تركها أفراد الأسرة الحاكمة (إكس)

ويقول المستشار السابق للمجلس الأعلى للآثار أحمد عبد الفتاح إن المقصورة الملكية "تحفة معمارية نادرة تتزين بها مدينة الإسكندرية حتى اليوم، وذاكرة تاريخية لا يمكن أن تُمحى، تحتفظ بها الأجيال إرثاً غالياً عبر الزمن، بعدما اقترنت بالعديد من الأحداث العظمى والمناسبات السياسية والرياضية المهمة التي وقعت في المدينة الساحلية". ويوضح لـ"العربي الجديد" أن مقصورة الاستاد التاريخية في الإسكندرية حفظت الكثير من الذكريات التي شهدها عهد الملكية في مصر، وتمثل أجزاء مهمة من تاريخ مصر الحديث، بداية من الملك فؤاد ومن بعده الملك فاروق والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ما يجعلها امتداداً للقصور الملكية والرئاسية في مصر.

ووفقاً لعبد الفتاح، تحولت المقصورة الملكية ومقتنياتها النادرة إلى مقصد سياحي دائم لزوار الإسكندرية، وكأنها متحف متخصص يجسد معالم وتاريخ العصر الملكي، "فهي تضم العديد من الصالونات الملكية النادرة التي جرى استقدامها من خارج البلاد وكانت تصنع خصيصاً للملك، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات الخاصة والصور واللوحات التاريخية ورسومات للتاج الملكي، ما يجعلها تشبه القصور الملكية بنسخة مصغرة، كما تضم شرفة مفتوحة تطل على الملعب، ودرجاً داخلياً يؤدي مباشرة إلى أرضية الملعب".

المقصورة الملكية استاد الإسكندرية (إكس)
تضم العديد من الصالونات الملكية النادرة (إكس)

وعن تاريخ المقصورة، تتحدث أستاذة التاريخ والآثار الإسلامية علا عبد المنعم لـ"العربي الجديد": "لقد بنيت لتستقبل كبار الزوار داخل استاد الإسكندرية بمبناه التراثي الذي يزين وسط المدينة الساحلية، فهو الاستاد الوحيد في مصر الذي يضم بين جنباته أثراً إسلامياً يرجع إلى القرون الوسطى، وهو جزء من سور الإسكندرية القديم أو ما يسمى ببوابة الزهري التي تعود إلى العصر الإسلامي، بخلاف البوابات التي بنيت على طراز أقواس النصر اليونانية الرومانية".

وتصف المقصورة الملكية بـ"بوابة التاريخ التي تنقلك إلى الماضي من خلال الأحداث التاريخية التي شهدتها منذ افتتاح الاستاد، واتخذت مكانة رسمية لحضور العائلة المالكة، حيث كان الملك فؤاد الأول، ثم ابنه الملك فاروق الأول، دائمي الحضور إليها، كما شهدت إعلان الرئيس عبد الناصر قانون الاشتراكية عام 1964".

وتضيف أستاذة التاريخ أنّ التفكير بدأ لأول مرة فى إنشاء الاستاد فى عام 1910 من خلال مندوب مصر في اللجنة الأولمبية أنجلو بولانكي، الذي أراد أن تتمكن الإسكندرية من تنظيم أول دورة ألعاب أولمبية في مصر، فطلب من بلدية المدينة تخصيص قطعة أرض لهذا الغرض. وتذكر أن مهمة تصميم استاد الإسكندرية أسندت إلى المهندس الروسي فلاديمير نيكوسوف، فيما كلفت شركة إنشاءات إيطالية بالأعمال بمعاونة عمال مصريين، واعتمد في تصميمه على دمج أشكال من الحضارة الرومانية واليونانية بالتصميم الحديث لربط الفكرة بالألعاب الأولمبية القديمة.

المقصورة الملكية استاد الإسكندرية (إكس)
دمج أشكال من الحضارة الرومانية واليونانية بالتصميم الحديث (إكس)

وتشير إلى أن الاستاد كان يحمل اسم ميدان الرياضة البدنية، وافتتح عام 1929 بمباراة بين نادي الاتحاد السكندري ونادي القاهرة، بحضور الملك فؤاد الأول وضيوفه في المقصورة الملكية. وسكت ميدالية تذكارية للافتتاح، نقش على أحد جانبيها وجه الملك فؤاد، وعلى الجانب الآخر بوابة الماراثون.

يقول مدير استاد الإسكندرية هشام لطفي لـ"العربي الجديد: "إن المقصورة تتكون من دورين، الأول خُصص للملك وضيوفه، والثاني خُصص للملكة والأميرات، كما يوجد فيها جناحان، أحدهما خُصص لأعضاء اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة الأولمبية المصرية وأعضاء الاتحادات الرياضية، والآخر خُصص للوزراء وأعضاء مجلس البلدية والقضاة. ويضيف أنها تضمّ بهواً كبيراً فيه ثلاث قطع من أطقم الصالونات ذات التصميم الملكي لاستقبال الملك وضيوفه، وملحقة به غرفة خاصة فيها صالون آخر كان يستخدم لخصوصية الملك وملحق به حمام.

المساهمون