الملكة إليزابيث في تمثال... كما لو أنّها السيدة داوتفاير

23 سبتمبر 2024
هاجم روّاد مواقع التواصل الاجتماعي التمثال وقالوا إنه لا يشبه الملكة (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم الكشف عن تمثال برونزي للملكة إليزابيث الثانية في حدائق قلعة أنتريم، من تنفيذ الفنان أنتوني برينان، وأثار انتقادات بسبب عدم تشابهه مع الملكة.
- دافع المجلس المحلي عن التمثال واعتبره تكريماً مناسباً لإرث الملكة، رغم الانتقادات والميمات الساخرة، وأكد أن ردود الفعل من الزوار كانت إيجابية.
- تماثيل ونصب تذكارية سابقة لأفراد العائلة المالكة، مثل الأميرة ديانا والملك تشارلز وكيت ميدلتون، تعرضت لانتقادات مماثلة.

تمثال جديد للملكة البريطانية الراحلة، إليزابيث الثانية، تكريماً لذكراها، أُعلن أخيراً عن إقامته، وهو تمثال بالحجم الطبيعي مصنوع من البرونز. أضيف التمثال الذي نفذه الفنان البريطاني، أنتوني برينان، إلى آخر لزَوج الملكة إليزابيث الثانية، الراحل الأمير فيليب، في حدائق قلعة أنتريم، في أيرلندا الشمالية. غير أن التمثال الذي أزيح عنه الستار، قبل أيام، أثار عاصفة من الانتقادات والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه على ما يبدو لا يشبه الملكة. التمثال الذي تظهر فيه الملكة إليزابيث مرتدية معطفاً وغطاءً خفيفاً للرأس، بدا أكثر شبهاً، كما يقول أحد المعلقين، بشخصية السيدة داوتفاير التي جسدها الممثل الأميركي الراحل روبن ويليامز في فيلمه الذي يحمل الاسم نفسه. 
امتدت السخرية من التمثال لتشمل جميع التفاصيل الأخرى المتعلقة به، من أزرار المعطف التي وصفها بعضهم بأنها غير مناسبة، وحتى الحذاء الجلدي البسيط الذي كانت ترتديه الملكة في جولاتها الريفية، ووُصف بأنه أقرب للأحذية التي يرتديها المشردون، ويمثل إهانة لذكرى الملكة الراحلة.
على الرغم من هذا الهجوم الذي قوبل به التمثال على مواقع التواصل الاجتماعي، ومئات الميمات الساخرة التي انتشرت فور رفع الستار عنه، فإن المسؤولين المحليين كان لهم رأي آخر. في بيان أصدره المجلس المحلي الذي كلف الفنان بالعمل، دافع المسؤولون عن التمثال، ووصفوه بأنه أفضل تكريم لإرث جلالتها، وأنهم فخورون بأن يكون هذا التمثال جزءاً من المشهد الثقافي في المدينة. أعرب البيان أيضاً عن تقديره الشديد للفنان، وزعم أن ردة فعل الزوار والسكان المحليين تجاه التمثال كانت إيجابية إلى حد كبير، لأنه يصور الملكة في وضع مهيب، يعكس ثباتها وتفانيها أثناء حياتها في الخدمة العامة.
بدا البيان على هذا النحو كأنه يشير إلى تمثال آخر غير المقصود على وسائل التواصل الاجتماعي، فالتعليقات التي اجتاحت الإنترنت والبرامج الحوارية لم تكن معجبة أبداً بالتمثال. وصل الهجوم على تمثال الملكة إلى حد أن طالب بعضهم بمحاسبة المسؤولين عنه، واصفين إياه بأنه إهدار للمال العام.
لم تكن التعليقات على التمثال كلها سلبية بالطبع، فقد أعرب بعضهم عن تعاطفهم مع منفذ التمثال، أنتوني برينان، الذي أصبح ضحية لحملة انتقادات ساخرة. رأى بعض المعلقين أن الفنان، وإنْ جانَبَه التوفيق في هذا العمل، إلا أنه نحّات جيد، وله تجربة مهمة ومميزة. غير أن التعليقات الساخرة والانتقادات الموجهة لبرينان كانت لاذعة إلى حد دفع المسؤولين عن صفحة المجلس المحلي على "فيسبوك" إلى إيقاف ميزة التعليقات على المنشور الخاص بالتمثال. يُذكر أن أنتوني برينان فنان معروف بصنع تماثيل صغيرة وذات طابع كاريكاتيري لسياسيين من أيرلندا الشمالية، ولم يعلّق حتى الآن على الانتقادات.
لم تتوقف الانتقادات حول التمثال على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، إذ أثار التمثال انقساماً بين أعضاء المجلس المحلي نفسه، فقد صرحت قبل أيام فيرا ماكويليام، المستشارة في المجلس لموقع بي بي سي، أن التمثال لا يشبه الملكة بالفعل. ورداً على هذه الانتقادات، أقر المجلس بأن الفن يمكن أن يثير آراءً مختلفة، لكنه انتقد وسائل التواصل الاجتماعي، واتهمها بأنها تعمل على تضخيم بعض وجهات النظر السلبية.
يُذكر أن منحوتة الملكة إليزابيث ليست أول تمثال لأحد أفراد العائلة المالكة يتعرض إلى الانتقاد. ففي عام 2021، اجتذب نصب تذكاري للأميرة ديانا تعليقات سلبية كونه بلا حياة ولا يشبه الأميرة الراحلة. حملة الانتقادات والسخرية من تمثال الملكة إليزابيث جاءت أيضاً بعد أسابيع لانتقادات مماثلة تعرضت لها أول صورة رسمية يُكشف عنها للملك تشارلز في مايو/أيار الماضي. كما وجهت انتقادات مماثلة في وقت لاحق للوحة أخرى تصور كيت ميدلتون أميرة ويلز وزوجة الأمير ويليام وريث العرش.

تُظهر الصورة الرسمية للملك تشارلز التي رسمها الفنان البريطاني جوناثان ييو الملك واقفاً بفخر بالزي الأحمر للحرس الملكي، على خلفية من الألوان الحمراء والوردية الصارخة.

وصف بعضهم الملك في اللوحة بأنه يحترق في الجحيم، أو أنه يستحم في بحر من الدماء. وتوارت الانتقادات الموجهة لصورة الملك تشارلز، بعد انتشار صورة كيت ميدلتون التي رسمتها الفنانة البريطانية الزامبية هانا أوزور، وظهرت فيها الأميرة وعليها علامات المرض.
 

المساهمون