- الخطر يزداد بين الأشخاص في مناطق ذات حرمان اجتماعي واقتصادي، والنساء المشخصات بسرطان الثدي قبل سن الخمسين أكثر عرضة للإصابة بسرطان ثانٍ.
- المؤلف الرئيسي، إسحاق ألين، يؤكد على أهمية الوعي بزيادة خطر السرطانات الثانوية وضرورة الوصول العادل إلى الفحوصات والعلاج لتحسين النتائج الصحية وتقليل الخطر.
كشفت دراسة جديدة أن الناجيات من سرطان الثدي معرَّضَات أكثر إلى خطر الإصابة بسرطانات أخرى، بما في ذلك سرطان بطانة الرحم والمبيض للنساء. في الدراسة التي نُشرت يوم 24 إبريل/نيسان في مجلة The Lancet Regional Health Europe، درس الباحثون بيانات ما يقرب من 600 ألف مريض في إنكلترا. ووفقاً للدراسة، فإن الإصابة بسرطان الثدي تزيد خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان الثانوية في وقت لاحق من الحياة بهامش كبير.
وأفاد الباحثون بأن النساء اللاتي لديهن تاريخ من سرطان الثدي، لديهن خطر أعلى بنسبة 87 في المائة للإصابة بسرطان بطانة الرحم، و58 في المائة خطر أعلى للإصابة بسرطان الدم النخاعي، و25 في المائة خطر أعلى للإصابة بسرطان المبيض، وارتفاع خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 18 في المائة. أما في حالة الرجال، فكان الناجون من سرطان الثدي أكثر عرضة إلى الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 62 في المائة، وسرطان الدم النخاعي بنسبة 31 في المائة، وسرطان القولون والمستقيم بنسبة 17 في المائة مقارنة بأقرانهم الذين لم يصابوا بالسرطان. ولأول مرة، أظهر البحث أن هذا الخطر أعلى لدى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تعاني من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي الأكبر.
ويعد سرطان الثدي لدى الذكور نادراً، إذ يشكّل الناجون من الذكور 3562 فقط من مجموعة الدراسة مقارنة بـ581 ألفاً و403 ناجيات من السرطان في فترة الدراسة بين عامي 1995 و2019. في الدراسات السابقة، أفاد الباحثون بأن النساء والرجال الذين نجوا من سرطان الثدي هم أكثر عرضة بنسبة 24 في المائة و27 في المائة على التوالي، للإصابة بسرطان ثانٍ مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بسرطان الثدي مطلقاً.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، إسحاق ألين، باحث الدكتوراه في قسم الصحة العامة والرعاية الأولية في جامعة كامبريدج، في تصريح لـ"العربي الجديد": "كان الناجون من سرطان الثدي من الإناث والذكور الذين درسنا بياناتهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدد من أنواع السرطان الثانية. إن معرفة ذلك يمكن أن تساعد في إثراء المحادثات مع فرق الرعاية الخاصة بهم للبحث عن علامات الإصابة بسرطانات جديدة محتملة". وأوضح ألين أن العلاج الإشعاعي لأحد أشكال السرطان يمكن أن يعرّض بعض الأشخاص إلى خطر الإصابة بسرطان ثانٍ، مثل أنواع عدة من سرطان الدم. وربط الباحثون أيضاً أنواعاً معينة من العلاج الكيميائي بالسرطان الثاني مثل متلازمة خلل التنسج النقوي، وسرطان الدم النقوي الحاد، وسرطان الدم الليمفاوي الحاد.
وذكر مؤلفو الدراسة أن هذا الاختلاف قد يكون بسبب أن حالات سرطان الثدي لدى الإناث الأصغر سناً من المرجح أن تحدث لدى النساء اللاتي لديهن استعداد وراثي ليكنّ أكثر عرضة للخطر. وأوضح المؤلِّف الرئيسي أن هذه الدراسة هي عبارة عن تحليل بأثر رجعي، إذ تُفحص كميات كبيرة من البيانات. هذا النوع من الدراسات مهم للبحث عن الارتباطات والاتجاهات، لكن من أجل إثبات الارتباط بشكل مباشر، فإننا غالباً ما نحتاج إلى دراسات مستقبلية.
ووجد الباحثون أيضاً أن زيادة خطر الإصابة بالسرطان الثاني بين الناجيات من سرطان الثدي، يمكن أن يعتمد على العوامل الاجتماعية والاقتصادية؛ إذ أفاد الفريق بأن الشريحة الخمسية الأكثر حرماناً اجتماعياً واقتصادياً في الدراسة كانت أكثر عرضة بنسبة 35 في المائة للإصابة بالسرطان مقارنة بالأقل حرماناً اجتماعياً واقتصادياً. "إن الافتقار إلى الوصول إلى موارد سرطان الثدي هو أمر شائع جداً في المجتمعات المحرومة. لذلك، فإن الدعوة إلى الوصول العادل إلى فحوصات سرطان الثدي المنقِذة للحياة والعلاج والتعليم هو أمر بالغ الأهمية"، وفقاً لألين.