الهجمات الإلكترونية تستهدف الصحافيين... كيف تحمون أنفسكم؟

30 يونيو 2024
المقرصنون يتبعون دولاً أو يعملون لحسابهم الخاص (دينيس دويل/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تزايد الهجمات الإلكترونية ضد الصحافيين عالميًا، خاصة في مناطق النزاع مثل غزة وأوكرانيا، تهدف لتعطيل العمل الإعلامي وحجب المعلومات.
- منظمة مراسلون بلا حدود توصي الصحافيين باتخاذ تدابير حماية متقدمة مثل استخدام كلمات مرور قوية وتشفير الاتصالات لضمان سلامتهم الرقمية.
- التكنولوجيا والأمن السيبراني يلعبان دورًا حيويًا في حماية الصحافيين، مع التأكيد على أهمية استخدام أدوات الحماية والتحقق المستمر من الأمان الرقمي.

تتصاعد الهجمات الإلكترونية ضد الصحافيين حول العالم، في منحى يثير قلق العاملين في هذه المهنة، إذ باتوا هدفاً لعمليات ترعاها دول أو مجموعات وتعرضهم لمجموعة من الأخطار، ما يتطلب ترسانة من الاحتياطات الواجبة خلال عملهم اليومي لحماية أنفسهم.

الهجمات الإلكترونية وسط العدوان على غزة

في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مثلاً، استهدفت الهجمات الإلكترونية على الخصوص الصحافيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية المحلية والعربية التي تغطي العدوان. وشملت الهجمات تعطيل موقع وكالة الأنباء الفلسطينية، واختراق موقع نقابة الصحافيين الفلسطينيين. وطاولت الهجمات الإلكترونية موقع قناة المملكة الأردنية وقناة الجزيرة. واشتكى الصحافيون والمؤثرون في مواقع التواصل من هذه الهجمات الإلكترونية، من بينهم بلستيا العقاد ويارا عيد.

على الجانب الإسرائيلي، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست، في 9 أكتوبر، أن موقعها الإلكتروني تعطل بسبب سلسلة من الهجمات الإلكترونية في اليوم السابق. وأعلنت مجموعة "أنونيموس السودان" مسؤوليتها عن هذه الهجمات حينها.

الهجمات الإلكترونية وحرب أوكرانيا

أما في سياق الحرب الروسية على أوكرنيا، فلاحظت شركة كلاودفلير زيادة في الهجمات السيبرانية، وأصبح الصحافيون أهدافاً متكررة. وأوضحت "كلاودفليز" أن تغطية مواضيع مثل الحرب والفساد الحكومي والجريمة تجعل الصحافيين عرضة للعدوان عبر الإنترنت وخارجه. وإلى جانب الهجمات الإلكترونية، قرّرت السلطات الروسية حجب المواقع الإلكترونية التي تعتبرها غير مرغوب فيها، ما أعاق قدرة المواطنين على الوصول إلى الأخبار.

ووصف مشروع غاليليو لدعم الناشطين أمنياً عدد الهجمات الإلكترونية على الصحافيين بأنه "مذهل"، إذ وجد أن مواقع الصحافة والإعلام المحمية بموجب المشروع تتعرض لأكثر من 30 مليون هجمة إلكترونية يومياً. وتزامن الاجتياح الروسي ضد أوكرانيا مع نمو كبير في هجمات الضغط على الخوادم DDoS التي استهدفت قطاع الصحافة. وشهد مشروع غاليليو مجموعة من الهجمات الإلكترونية غير المتطورة ضد المنظمات التي تعمل في مجال حقوق الإنسان والصحافة. وبغض النظر عن ارتفاع الهجمات، ارتفعت زيارات المؤسسات الصحافية بمقدار ثلاثة إلى أربعة أضعاف عن المعدل الطبيعي.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

كيف يحمي الصحافي نفسه من الهجمات الإلكترونية المحتملة إذاً؟

توصي منظمة مراسلون بلا حدود بمزيد من "اليقظة"، واتباع النصائح التالية:

  • التشكّك: بتجنب أعين المتطفلين عن طريق تجنّب العمل وظهرك إلى النافذة، واستخدام فلتر يمنع الرؤية الجانبية للشاشة، وعدم الابتعاد عن المعدّات الخاصة بك، وإضافة ذاكرة تخزين مؤقت لكاميرا الويب، وعدم تنزيل أي ملفات أو النقر على أي روابط مرسلَة من مصادر غير معروفة، والتحقق بعناية من عنوان البريد الإلكتروني أو سمعة الوجود الرقمي لأي شخص يشارك رابطاً معك.
  • كلمات المرور: استخدام كلمات المرور لحماية نشاطك على الإنترنت، واستخدام عبارة مرور بدلاً من كلمة مرور، من خلال التنويع بين الأرقام والحروف المكتوبة بأحرف كبيرة وصغيرة لإنشاء تسلسل معقد نسبياً ولكن يسهل تذكره، واستخدم عبارة مرور مختلفة لكل خدمة عبر الإنترنت، والاستعانة بمدير كلمات المرور مثل LastPass، المتوفر كملحق لمتصفحات "فايرفوكس" و"كروم" و"سفاري"، حيث يمكن استخدامه لتخزين جميع عبارات المرور في مكان آمن.
  • التحقق بخطوتين: لحماية الحساب الإلكتروني، بحيث لا يمكن الوصول إلى بريدك الإلكتروني من دون إدخال الرمز المختلف الذي يُرسَل في كل مرة عبر الرسائل النصية القصيرة إلى هاتفك المحمول. ومن دون هاتفك المحمول، لا يمكن لأحد الدخول إلى حساب بريدك الإلكتروني. ومع ذلك، قد يكون لدى المنظمات الإجرامية والقراصنة الذين يتقاضون رواتبهم من الحكومة القدرة على اعتراض هذه الرسائل النصية القصيرة ومن ثم الاستيلاء على حسابات الصحافيين المستهدَفين. وعند الدخول إلى "جيميل" انقر أسفل يمين الصفحة على رابط "التفاصيل"، ما سيفتح نافذة تعرض جميع الاتصالات الحديثة بحسابك وتسمح برصد الأنشطة المشبوهة.
  • تقسيم الحسابات: تنصح "مراسلون بلا حدود" الصحافي بتقسيم أنشطته الرقمية واستخدام عناوين بريد إلكتروني متعددة: عنوان شخصي، وعنوان احترافي، وعنوان للشراء عبر الإنترنت، وما إلى ذلك، مع فصل الاتصال عند انتهاء العملية عبر الإنترنت.
  • الحرص في استخدام مواقع التواصل: التحقق من قواعد السرية الخاصة بشبكات التواصل، وتنظيف الحسابات الشخصية، مع الأخذ في الاعتبار أن جمع المعلومات والاستخدام العدواني للتفاصيل الشخصية الموجودة على الإنترنت، خاصة على الشبكات الاجتماعية، يُستَخدم بتزايد في حملات المضايقة ضد الصحافيين.
  • تفعيل أدوات الحماية: باستخدام مضاد فيروسات ومضاد برامج ضارة مثل Malwarebytes، وتنشيط جدار الحماية، والتحديث المستمر لنظام التشغيل، وإضافة أكثر من مسؤول لإدارة الموقع الإخباري، حتى يستمر الموقع في العمل حتى بعد حظر بروفايل أحد المسؤولين.
  • حذف المسارات الرقمية: باستخدام Namecheckr للتحقق من وجودك على الإنترنت، وقطع الاتصال بعد التحقق من البريد الإلكتروني أو حساب "فيسبوك" أو "إكس"، ومحو سجل التصفح، وعدم حفظ كلمة المرور في متصفح جهاز كمبيوتر عام. إذا حدث هذا بالخطأ فامسح سجل التصفح عند الانتهاء من العمل، وحذف ملفات تعريف الارتباط (كوكيز)، مثل استخدام وضع التصفح السري في "فايرفوكس" أو "كروم".
  • تشفير الوصول عبر الإنترنت: باستخدام تطبيقات المراسلة المشفرة مثل "سيغنال" وإضافة FlowCrypt لمتصفح "كروم" و"موزيلا" لتشفير الشامل للبريد الإلكتروني، واستخدام الرسائل المشفرة ذاتية التدمير بعد قراءتها من Privnote وZeroBin، والتحدث إلى المصادر عبر الإنترنت باستخدام تطبيقات مثل Jitsi Meet.
  • تأمين التصفح: بتثبيت "في بي أن" لتشفير اتصالات الإنترنت الخاصة بك، واستخدام متصفح Tor للتصفح المجهول.
  • الانتباه من الهاتف: بعدم تسجيل الأسماء الحقيقية في قائمة الأرقام، واستبدالها بأسماء مستعارة، حتى لا تتمكن الشرطة أو الجماعات المسلحة أو غيرها من الحصول على تفاصيل شبكة جهات الاتصال الخاصة بك إذا استولوا على هاتفك أو بطاقة SIM، وأخذ بطاقات SIM الاحتياطية تحسّباً لمصادرة الشريحة الأصلية في المظاهرات أو المعابر الحدودية أو نقاط التفتيش وغيرها، وإذا اضطررت في أي وقت إلى التخلص من بطاقة SIM، فحاول تدميرها فعلياً. كذلك تنصح المنظمة بقفل الهاتف بكلمة مرور، وتغيير رقم التعريف الشخصي الافتراضي لبطاقات SIM وقفلها بهذا الرمز. كذلك من الأفضل تشغيل وضع الطيران في الهاتف في المواقف التي قد تستهدف فيها قوات الأمن الأشخاص الذين يستخدمون هواتف محمولة (في التظاهرات، أو أثناء الانتفاضة، أو كلما كان من الممكن القيام بحملة قمع). ويمكن للسلطات لاحقاً أن تطلب سجلات المكالمات أو الرسائل النصية القصيرة أو بيانات الهاتف لأي فرد في مكان معين وفي وقت معين من أجل تنفيذ اعتقالات جماعية.
  • إيقاف تشغيل تحديد الموقع الجغرافي في تطبيقاتك إلا إذا كنت في حاجة إلى استخدامها. وإذا كنت تستخدم هاتفك المحمول لبث الفيديو مباشرة، فأوقف تشغيل وظائف "جي بي إس" وتحديد الموقع الجغرافي. إذا كان هاتفك يستخدم نظام التشغيل "أندرويد"، فإن برنامج تشفير التصفح والمحادثات والنصوص والرسائل الصوتية متاح من Guardian Project و"سيغنال". عند استخدام هاتفك للاتصال بالإنترنت، استخدم ملحق HTTPS Everywhere.
المساهمون