بحث علمي يؤكد وجود كهف على سطح القمر

15 يوليو 2024
الربع الأول من القمر من إيطاليا، 13 يوليو 2024 (مانويل رومانو/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اكتشف العلماء كهفًا على سطح القمر يمكن استخدامه في مهام طويلة الأمد، ويقع عند بحر الهدوء على بعد 400 كيلومتر من موقع هبوط "أبولو 11".
- الكهف ناتج عن انهيار أنبوب حمم بركانية، ويُعتقد بوجود مئات الكهوف الأخرى التي يمكن أن تؤوي رواد الفضاء في المستقبل.
- الكهف قد يحتوي على جليد مائي، وهو مورد ضروري للمهام القمرية، ويحتاج إلى تقييم الاستقرار الهيكلي وتعزيز جدرانه وأسقفه.

أكد علماء وجود كهف على سطح القمر يمكن لرواد الفضاء استخدامه في مهام طويلة الأمد في المستقبل. وبحسب نتائج بحث نشرتها مجلة ناتشير أسترونومي العلمية، تبيّن وجود الكهف بعد تحليل العلماء قياسات الرادار لمركبة استكشاف القمر التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، ومقارنة النتائج مع أنابيب الحمم البركانية على الأرض.

كهوف يلجأ إليها زوار القمر

ذكر العلماء الذين أجروا البحث أن الكهف يقع عند بحر الهدوء على بعد 400 كيلومتر تقريباً من مكان هبوط المركبة الفضائية "أبولو 11"، أي غير بعيد عن المكان الذي هبط فيه نيل أرمسترونغ وباز ألدرين قبل 55 عاماً. وذكروا أن الكهف ظهر نتيجة انهيار أنبوب حمم بركانية، ويشتبهون في وجود مئات أخرى يمكن أن تؤوي رواد الفضاء في المستقبل، وأن الكهف الكبير يمكن الوصول إليه من أعمق حفرة معروفة على سطح القمر.

وقالت هيلين شارمان، أول رائدة بريطانية تسافر إلى الفضاء، لـ"بي بي سي نيوز"، إن الكهف المكتشف حديثاً يبدو وكأنه مكان جيد لقاعدة، واقترحت أن البشر من المحتمل أن يعيشوا في حفر قمرية خلال 20 إلى 30 عاماً. لكنها قالت إن هذا الكهف عميق جداً لدرجة أن رواد الفضاء قد يحتاجون إلى استخدام "الحزم النفاثة أو المصعد" للخروج.

كهوف على القمر مثل إسبانيا

اكتشف لورينزو بروزوني وليوناردو كارير من جامعة ترينتو في إيطاليا الكهف باستخدام الرادار لاختراق فتحة حفرة في سهل صخري يسمى ماري ترانكويليتاتيس. وتمكن رؤيته بالعين المجردة من الأرض، ويحوي كوة على سطح القمر تؤدي إلى جدران عمودية متدلية، وأرضية مائلة قد تمتد تحت الأرض. وقد تكوّن منذ ملايين أو مليارات السنين عندما تدفقت الحمم البركانية على القمر، ما أدى إلى إنشاء نفق عبر الصخور. وأقرب معادل على الأرض هو الكهوف البركانية في لانزاروت بإسبانيا.

ويحرص الباحثون على دراسة الصخور الموجودة داخل مثل هذه الكهوف، إذ من المحتمل أن تحمل أدلة حول تكوين القمر والتاريخ البركاني. وقد تحتوي الكهوف أيضاً على جليد مائي، وهو مورد ضروري للمهام القمرية طويلة المدى وعند الاستيطان. واستعداداً لعودة البشر إلى القمر، تتساءل وكالات الفضاء بالفعل عن كيفية تقييم الاستقرار الهيكلي للكهوف وتعزيز جدرانها وأسقفها. وقد تحتاج هذه المواطن أيضاً إلى أنظمة مراقبة للتحذير من الحركة أو النشاط الزلزالي، ومناطق منفصلة لرواد الفضاء للتراجع إليها في حالة انهيار أجزاء من الكهف، تورد صحيفة ذا غارديان. 

(الأناضول، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون