وجهت "هيئة الإعلام والاتصالات العراقية"، اليوم الجمعة، خطاباً رسمياً إلى إدارة موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، تطلب منهما التراجع عن قرار حظر منشورات وإغلاق صفحات متعلقة بـ"هيئة الحشد الشعبي"، المظلة الجامعة لأكثر من 70 فصيلاً مسلحاً، عدد كبير منها مرتبط بإيران.
ودعت "هيئة الإعلام والاتصالات العراقية" شركة "فيسبوك" إلى "إعادة النظر في قرار الحظر، كونه يمس مؤسسات الدولة العراقية واحترام حرية الرأي"، لافتة إلى أنها "تلقت كثرة في الشكاوى حول موضوع حجب أو حظر الصفحات والحسابات، بسبب وجود منشورات تتعلق بمؤسسة حكومية وهي (هيئة الحشد الشعبي) وبعض رموزها وقادتها".
هيئة الاعلام والاتصالات تناشد فيسبوك وتويتر لرفع القيود عن حسابات الحشد، وتقول منشوراتنا لا تروج للعنف ولا تحرض على القتل.
— Maan Habib - معن حبيب (@MhabibAhi) January 14, 2021
على اساس مصطلح الجوكرية ابن المقفع ابتكره! pic.twitter.com/W1cliyVLwd
وحثت الهيئة الشركتين الأميركيتين على مراجعة قرارهما "كونه يمس مؤسسات الدولة العراقية واحترام حرية الرأي، وإتاحة الفرصة لمنتسبي (هيئة الحشد الشعبي) وجمهورها ومؤيديها في التعبير عن التضحيات التي قدمتها هذه المؤسسة في سبيل تحرير الأراضي العراقية".
واعتبرت أن "منشورات (الحشد الشعبي) لا تروج للعنف، ولا تحرض على الإيذاء تجاه الآخرين على أساس العرق أو الطائفة أو الانتماء الديني، إنما الهدف هو التذكير بمواقف شهداء هذه المؤسسة...".
كان موقع "فيسبوك" أغلق عشرات الصفحات المرتبطة بعناصر "الحشد الشعبي"، بسبب نشر صور تتضمن أسلحة وأخرى تحتوي على مشاهد عنف. كما حظرت تداول صور قيادات في "الحشد الشعبي"، بينها أبو مهدي المهندس الذي اغتيل العام الماضي بغارة أميركية قرب مطار بغداد.
كما أن صورة زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي باتت محظورة من التداول، وصورة الجنرال الإيراني الذي اغتيل العام الماضي قاسم سليماني، وصورة زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله.
وقال أحمد عدنان، وهو موظف في مديرية الإعلام التابعة لـ"الحشد الشعبي"، إن "بعض صفحات (الحشد الشعبي) تحتوي على أكثر من نصف مليون متابع على (فيسبوك)، وقد أغلقت نهائياً، بسبب ما اعتبرته الشركة انتهاكات معايير النشر. لكن نحن لا ننشر إلا بعض الصور من الأرشيف العسكري لعمليات حربية قام بها (الحشد الشعبي) خلال الأعوام الماضية".
وبيَّن لـ"العربي الجديد" أن شركة "تويتر" "تستهدف منشورات (الحشد الشعبي)، عبر إغلاق الصفحات العامة، وحتى الشخصية، ومنها صفحات بعض القادة العسكريين"، مشيراً إلى أن "غالبية قادة الفصائل المسلحة باتوا يلجؤون إلى تطبيق (تيليغرام) الذي لا يتضمن الكثير من التعقيدات وإجراءات الغلق".
من جهة ثانية، أوضح المبرمج والخبير في التطبيقات الرقمية، مروان البكري، أن "أكثر الصور التي تمثل خرقاً لمعايير النشر في (فيسبوك) و(تويتر) هي تلك التي تتضمن وجوهاً لبعض الرموز، سواءً من السياسيين أو العسكريين أو الذين تضعهم بعض دول العالم على لوائح العقوبات والإرهاب، وبالتالي فإن تعمد نشر مثل هذه يؤدي إلى تعليق النشر في الصفحة لمدة أو إغلاقها نهائياً"، مؤكداً أن "مواقع التواصل الاجتماعي تستشعر المنشورات التي تدعو إلى التفرقة أو الطائفية، وبالتالي فإن المعالجة تكون بطريقة سريعة وإلكترونية من دون تدخلات بشرية".
وأغلق موقع "تويتر"، أخيراً، الحساب المعروف باسم "أبو علي العسكري" المتحدث باسم مليشيا "كتائب حزب الله" في العراق الذي يُرجح أنه حسين مؤنس، أحد أعضاء مجلس شورى "كتائب حزب الله"، المعروف بهجماته المستمرة على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وجاء الإغلاق في أعقاب عرض "أبو علي العسكري" مساعدة المليشيا بتقديم المشورة و"التدريب المباشر وغير المباشر"، لما سماه بـ"الحركات التحررية الأميركية". وأظهر "تويتر" أنه أغلق الحساب "لمخالفته قواعد النشر".
قبل ذلك تعرض حساب قيس الخزعلي وغيره من قادة "الحشد الشعبي" للإغلاق على "تويتر"، وهو ما دفعه نحو استخدام "تيليغرام". كما أن صفحة "الحشد الشعبي" في "فيسبوك" أغلقت العام الماضي، بعد أن اقترب عدد متابعيها من المليون. وأنشأت مديرية إعلام "الحشد الشعبي" صفحة جديدة تتعرض الأخيرة باستمرار إلى التقييد والحظر.