لن تعرض هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حلقة من برنامج المقدم المخضرم ديفيد أتينبورو عن الحياة البرية البريطانية، خوفاً من أن يثير تطرقها إلى قضية تدمير الطبيعة ردود فعل عنيفة من السياسيين المحافظين والصحافة اليمينية، وفقاً لما كشفته "ذا غارديان" الجمعة.
وأشارت صحيفة ذا غارديان إلى أن هذا القرار أغضب صنّاع البرنامج وبعض العاملين في "بي بي سي" الذين تخوفوا من خضوعها لجماعات الضغط التي تعتمد "أساليب ديناصورية".
لكن "بي بي سي" نفت صحة الأمر، وأكدت أنها لم تكن تنوي أصلاً عرض الحلقة، وهي ضمن برنامج ديفيد أتينبورو المرتقب الذي يحمل عنوان "وايلد آيزلز" Wild Isles الذي يتتبع جمال الطبيعة في الجزر البريطانية.
هذا البرنامج سيعرض على "بي بي سي وَن"، ويتوقع أن يحقق نجاحاً كاسحاً. ووفقاً لـ"ذا غارديان"، فإن تصوير حلقته السادسة انتهى، وتدور حول الخسائر الطبيعية في المملكة المتحدة وأسبابها. ويرجح أن تتضمن أمثلة حول نظام استعادة الحياة البرية (Rewilding)، وهي مسألة تثير جدلاً في الدوائر اليمينية.
هكذا، لن تعرض الحلقة السادسة إلى جانب الحلقات الأخرى على "بي بي سي وَن"، وستكون متاحة فقط على خدمة آيب لاير iPlayer التابعة للهيئة البريطانية.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في "بي بي سي"، لـ"ذا غارديان"، إن قرار عدم عرض الحلقة السادسة اتخذ لتفادي انتقادات محتملة من اليمين السياسي.
وبالفعل، كانت صحيفة تليغراف انتقدت "بي بي سي" هذا الأسبوع، لابتكارها المسلسل ولحصولها على تمويل من "مؤسستين خيريتين انتقدتا سابقاً بسبب الضغوط السياسية التي تمارسانها"، وهما الصندوق العالمي لصون الطبيعة (WWF) والجمعية الملكية لحماية الطيور (RSPB).
وأضاف مصدر طلب عدم كشف اسمه، لـ"ذا غارديان"، أن "مجموعات الضغط التي تتمسك بشدة بأساليبها الديناصورية ستثور ثائرتها" إذا تضمن البرنامج رسائل سياسية شديدة الوضوح.