3 فصول في كتابٍ واحدٍ، يحاول مؤلّفه، الروائي والناقد الفلسطيني سليم البيك، طرح أسئلة تتناول واقع السينما الفلسطينية وراهنها، من دون ادّعاء معرفة إجابات عليها. لذا، يختار مفردة "تأمّلات" في العنوان (تأمّلات في الفيلم الفلسطيني)، ليتجنّب إسقاطاتٍ ثابتة على مسألةٍ، يرى أنّها محتاجةٌ إلى نقاشٍ نقدي معمّق.
في الكتاب (المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، الطبعة الأولى، 2023)، بعد المقدّمة (4 صفحات)، 3 عناوين أساسية: النقاشات (41 نصّاً)، القراءات (12 فيلماً روائياً ووثائقياً، طويلاً وقصيراً)، المقابلة (مع إيليا سليمان). منطلق الـ"تأمّلات" كامنٌ في تساؤل يطرحه سليم البيك في المقدّمة. فبعد نصف قرنٍ على الأفلام الأولى لـ"سينما الثورة الفلسطينية"، وبعد "مشاركات وتكريمات في مهرجانات، شرقاً وغرباً، على طول تلك العقود"، وأيضاً بعد "أسماءٍ لمعت فنياً على مستوى عالمي"، لا تزال السينما الفلسطينية "غائمةً من حيث تعريفها، أو حتّى تحديد معالم لها، شكلاً ومضموناً" (ص. 9).
يكتب البيك أنّ التفاوت في الشكل والمضمون "يُميّز هذه السينما"، لأسبابٍ ربما يكون أكثرها "بنيويةً" كامنٌ في "تشتّت المجتمعات الفلسطينية، وبالتالي التجارب الحياتية والفنية" في الأصعدة كلّها. يرى أنّها "سينما أمكنة فلسطينية (لا "مكان فلسطيني")"، كما أنّها، بالنسبة إليه، "سينما منفى" و"سينما نضالية"، و"سينما فنية أو تجارية"، و"سينما خارجة لا من بيئة متآلفة، بل من بيئات متفاوتة متباعدة". يُضيف أنّ أساس هذا كلّه "الحالة الاجتماعية والسياسية والثقافية، التي يعيشها الفلسطينيون في الوطن وخارجه، وبالتالي تلك التي تعيشها الشخصيات في أفلام الفلسطينيين عموماً".
عناوين الفصل الأول (النقاشات) متنوّعة، فتبدو كأنّها "مُقدّمات" مقتضبة لبدء نقاشٍ، يُفترض به أنْ يتوسّع ويتعمّق في المسائل المطروحة في تلك العناوين، وأولها سؤال يُشكّل، أو على الأقلّ هذا ما يُتوقّع منه، مدخلاً إلى تحويل الـ"تأمّلات" إلى بحوثٍ وقراءات لاحقة: "ما هي السينما الفلسطينية؟". ثم: "سياق روائي لأفلام الثورة"، و"من الخيمة إلى المعسكر"، و"أي أفلام تصنع سرديتنا؟"، و"قصص فلسطينية على نتفليكس"، و"العلاقة بين الفيلم وجمهوره"، وغيرها.
هناك أيضاً "الأفلام النضالية في 3 كتب": "السينما الفلسطينية في أيام الثورة" (بالإنكليزية، جامعة تكساس، 2018) لنادية يعقوب، و"فرسان السينما: سيرة وحدة أفلام فلسطين" (الدار الأهلية، عمّان، 2020) لخديجة حباشنة ("العربي الجديد"، 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، و5 سبتمبر/ أيلول 2022)، و"فلسطين في السينما" (كتاب جماعي، تحرير وليد شميط وغي هينبل، النسخة الأصلية بالفرنسية صادرة عام 1972، والنسخة العربية الجديدة صادرة عام 2022 عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" أيضاً، بالتعاون مع "فيلم لاب فلسطين").
الأفلام المختارة: "إنْ شئت كما في السماء" لإيليا سليمان، و"حمى البحر المتوسط" و"أيار" لمها حاج، "واجب" لآن ـ ماري جاسر، و"الهدية" لفرح النابلسي، و"200 متر" لأمين نايفة، و"فرحة" لدارين ج. سلاّم، و"تل أبيب ع نار" لسامح زعبي، و"علم" لفراس خوري، و"مفك" لبسام جرباوي، و"شقيقة موسوليني" لجونا سليمان، و"فلسطين الصغرى" لعبدالله الخطيب.