ترامب يحشد قاعدته الأكثر تطرفاً عبر "تروث سوشال"

12 أكتوبر 2024
ترامب وهاريس يتصافحان خلال المناظرة الرئاسية، 10 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

كتب دونالد ترامب خلال شهر ما يزيد على ألف منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، هاجم في أكثر من ثلثها كامالا هاريس، ويرى باحثون أن فيها قدراً كبيراً من التضليل وتغذّي غضب قاعدته الأكثر تطرفاً. وعدد متابعي المرشح الرئاسي الجمهوري لانتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني أقل بكثير من متابعيه على حسابه في منصة تويتر التي أصبحت تسمى "إكس"، الذي مُنع من استخدامه مؤقتاً بعد هجوم أنصار له على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 لمنع إقرار نتائج الانتخابات التي فاز بها الديمقراطي جو بايدن. لكن وتيرة نشره للتدوينات لا تزال منتظمة، بأكثر من 30 مرة يومياً كمعدل خلال سبتمبر/أيلول الماضي، وغالباً ما تنشر في وقت متأخر من الليل، وفق تحليل أجرته وكالة فرانس برس.

ويمكن قراءة تدوينات تصف كامالا هاريس بأنها "مذنبة بارتكاب جرائم" و"يجب طردها أو محاكمتها"، مع الحفاظ على منسوب العنف المرتفع الذي يظهره في خطاباته واجتماعاته. لا يتردد ترامب في وصف منافسته بأنها "مجنونة" أو "متخلفة عقليّاً"، أو بأنها تدفع مقابلاً لمؤيديها. كذلك يعد أنصاره في حال فوزه بأن "يعاقب" بشدة من "غشوا" في انتخابات 2020 التي لم يعترف بنتائجها قطّ، ويواصل تشكيكه في إجراءات تنظيم انتخابات 2024. ويرى خبراء أنه بهذا السلوك يحشد قاعدته الأكثر تطرفاً، ويضع مؤشرات لرفض محتمل لنتائج انتخابات نوفمبر، عبر مواصلة إطلاق التحذيرات من احتمال حدوث تزوير. ولم يستجب فريق حملة ترامب لطلب وكالة فرانس برس الرد على استفساراتها في هذا الصدد.

يؤكد المحلل من جامعة فيرجينيا، لاري ساباتو، أن قاعدة ترامب "تحب هذا الهراء"، مضيفاً: "لكن هناك الملايين من الأشخاص الآخرين، يقتربون من (قرار) التصويت لصالحه، لكونهم ربما أصبحوا يشعرون بالرعب". ويتابع: "قد يشعر الناس وكأنهم مرغمون على قراءة منشوراته عند الاستيقاظ صباحاً". فيما تتجاوز بعض المنشورات الحد الأقصى المسموح به على "تروث سوشال"، وهو ألف حرف، يأتي بعضها موجزاً. وكتب مرة: "أنا أكره تايلور سويفت"، في انتقاد لنجمة موسيقى البوب التي تدعم هاريس علناً. ويعجّ حسابه باستطلاعات رأي تمنحه تقدماً، وبروابط لمواقع وسائل إعلام محافظة، وكذلك بمعلومات كاذبة عن ملفات مثل الإجهاض والهجرة. كذلك يحمّل في منشوراته هاريس المسؤولية عن الهجرة غير النظامية عبر الحدود مع المكسيك، ويستخدم في كثير من الأحيان إحصاءات قديمة أو مضلّلة حول الجريمة بين صفوف المهاجرين.

تتجاهل المرشحة الديمقراطية معظم هذه الإهانات والهجمات، وتفضل استفزاز غرور خصمها من خلال وصفه بـ"غريب الأطوار" أو التشكيك في عدد المؤيدين الحاضرين في اجتماعاته الانتخابية. لكن حملتها لا تتردد في الإشارة إلى كل معلومة كاذبة ينشرها ترامب، وإن كان ذلك لا يوقف انتشارها. ويرى أستاذ علم النفس والسياسة في جامعة نيويورك، جون جوست، أن "ترامب رجل يائس ومستعد لقول أو فعل أي شيء، بغضّ النظر عن الحقيقة"، معتبراً أن سلوكه يغلب عليه "الخوف الكلي والقلق الشديد والكراهية" حينما يتعلق الأمر باحتمال خسارة الانتخابات.

بعد تعرّض ترامب لانتقادات بسبب إعادة نشره تدوينة جاء فيها أن هاريس حصلت على امتيازات سياسية مقابل "خدمات" جنسية، أكد أخيراً في برنامج بودكاست أن "إعادة مشاركة المنشورات تخلق الأعداء". لكن ذلك لم يمنعه من مشاركة ونشر نظريات مؤامرة أو نظريات عنصرية فجّة. إثر اعتقال مغني الراب "باف ديدي" بتهم الاتجار بالجنس، شارك ترامب صورة مفبركة تظهر هاريس بجانب هذا المغني الشهير. ويقول الباحث لاري ساباتو: "بالنسبة إليّ، وأنا أتابع ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي منذ تسع سنوات، فإن هذا الأمر صادم"، معتبراً أنه في السابق "لم يكن لأي مترشح أن ينال ترشيح حزبه لو نشر تعليقاً أخرق كهذا".

شارك ترامب أيضاً على نطاق واسع في نشر الاتهامات الكاذبة لمهاجرين هايتيين في ولاية أوهايو بسرقة حيوانات أليفة لأكلها، ما أثار جدلاً ألقى بظلاله على الحملة الانتخابية لفترة طويلة. ونتيجة للاتهامات، أصبح المهاجرون الهايتيون عرضة للتهديدات في هذه الولاية الواقعة شمال شرقيّ البلاد. ويشير جاريد هولت من "معهد الحوار الاستراتيجي" إلى أن "منشوراته تشجع وتطبّع وتنشر الأيديولوجيات المتطرفة"، وعبّر عن خشيته من أن يحمس ذلك "الأطراف الأكثر تطرفاً في الحركة المحافظة الحديثة".

(فرانس برس)

المساهمون