رحّلت السلطات التركية الناشط الإعلامي منيب العلي، إلى الداخل السوري، بعد توقيفه في السجن لعدة أشهر، على خلفية انتقاده في منشور على "تويتر" تصرّف الشرطة التركية ورشّ الرذاذ على مصلين في مسجد بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، بعد أن خالفوا قرار منع الحظر بسبب كورونا وأقاموا صلاة جماعة.
وقال الناشط الحقوقي المتابع لقضايا اللاجئين السوريين في تركيا طه الغازي، لـ "العربي الجديد"، إنّ السلطات التركية رحّلت العلي إلى الداخل السوري، بعد اعتقاله، منذ شهر مايو/أيار 2021.
ونقل الغازي عن العلي، الذي تواصل معه، قوله إنّ قرار الاعتقال كان "بعد مشاركتي لخبر تناقلته المواقع الإعلامية التركية لواقعة اقتحام عناصر الشرطة لأحد المساجد في ولاية غازي عنتاب"، موضحاً أنّ الفترة الأولى من الأعتقال كانت في مركز Harmandalı بولاية إزمير، وكان قرار التوقيف قائماً على المادة 216 من قانون العقوبات العام التركي، والذي يتضمن تهمة "التحريض على مشاعر الكراهية والبغضاء وبثّ الفتنة".
ونُقل العلي لاحقاً إلى مركز الترحيل في ولاية أرضروم، وأثناء ذلك مُنع من التواصل مع المحامية أو مع أفراد عائلته، بحسب الغازي، وبقي في مركز الحجز قرابة 7 أشهر، وفي نهاية المطاف تم زجّه في مركز ترحيل Oğuzeli التابع لولاية غازي عنتاب.
وأضاف الغازي أنّ السلطات التركية أرفقت في ملف الدعوى ضد العلي رمز G87 (يدرج الكود للأشخاص الذين يشكّلون خطراً على الأمن القومي التركي) حيث خُيّر بين البقاء في مركز Oğuzeli لمدة عام ومن ثم ينظر في أمره، و إما التوقيع على قرار العودة الطوعية إلى الداخل السوري.
وتعليقاً على قضية ترحيل الناشط السوري، قال الغازي، لـ "العربي الجديد"، إنه تم التواصل مع منظمات حقوقية تركية ومنظمة "هيومن رايتس ووتش"، كما تم التواصل مع محامية العلي، ميرال كبان، التي أكدت أنّ مشاركة منيب مقطع الفيديو على صفحته يعتبر تعبيراً عن الرأي ولم يسئ لأي شخص أو جهة، كما لم يستهدف أي شخصية حكومية.
ولفت إلى أنّ "السلطات التركية زادت مؤخراً عمليات ترحيل اللاجئين السوريين إلى الداخل السوري، عبر العديد من الحجج منها عدم وجود إذن سفر، أو لقضايا بسيطة، لكن للأسف يتم استخدام تهمة "تهديد الأمن القومي التركي" كحجة دائمة للترحيل".
وأشار إلى أنّ بيان معبر باب الهوى الحدودي الصادر في 2 يناير/كانون الثاني الحالي، يشير إلى وجود 1420 لاجئاً سورياً تم ترحيلهم من تركيا إلى سورية عبر المعبر، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول فقط؛ أي تم ترحيل كل هذا العدد خلال شهر واحد.
يشار إلى أنّ منيب العلي هو ناشط في قضايا حقوق اللاجئين السوريين في تركيا، وكان له دور بارز في متابعة الاعتداءات والوقائع ذات الدافع العنصري، وبات بعيداً عن والدته التي تقيم في ولاية إزمير، كما يؤكد الغازي.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد اتهمت، في تقرير صدر عنها في يوليو/تموز 2019، السلطات التركية باحتجاز السوريين وإجبارهم على توقيع استمارات تُفيد برغبتهم في العودة إلى سورية ثم ترحّلهم قسراً إلى هناك، الأمر الذي نفاه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو.