فوجئ الشابان الأميركيان راي لوكاس وشيان براون بالتضامن الواسع الذي أظهره أكثر من 8200 متبرع، قدّموا ما يزيد على 294.266 دولاراً أميركياً، حتى الآن، تبرع المئات منهم بمبالغ بسيطة.
التضامن الكبير جاء بعد تسليط الضوء من قبل العديد من وسائل الإعلام الأميركية على بطولة الأب راي، الذي ألقى بنفسه وسط منزله المحترق في محاولة منه لإنقاذ ابنتيه التوأم، البالغتين من العمر 18 شهراً.
في 17 يوليو/تموز، عاد راي وشيان من المتجر القريب بعد شراء الحليب للطفلتين ليجدا البيت مشتعلاً وأمه تصرخ في الخارج محاولة الحصول على مساعدة لإنقاذ الطفلتين.
يقول راي، لشبكة "سي أن أن": "كنت عاجزًا عن الكلام، ركضت إلى المنزل لأنقذ أطفالي.. لقد تصرفت كأب، وفعلت ما ينبغي أن يفعله أي أب آخر".
في المنزل المكون من ثلاثة طوابق والذي كان يحترق بالكامل، حاول راي تلمّس طريقه وسط الدخان، ليجد ماليزيا وميلانو في سريرهما. يقول: "كانت إحدى الفتاتين واقفة في السرير، وكانت البنت الأخرى مستلقية، لكنهما كانتا هادئتين... أعتقد أنهما كانتا في حالة صدمة بسبب الحريق والدخان المحيط بهما".
كان لبطولة راي ثمنها، حيث أصيب بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، كما أصيب بالعمى لمدة ثلاثة أيام، لأن قرنيته تضررت بسبب التعرض للدخان، "ذراعاي محترقتان، وأذناي محترقتان، والجانب الأيمن من وجهي محترق، ورقبتي محترقة".
كما أصيبت الطفلتان بحروق خطيرة. وتم نقلهما إلى مستشفى الأطفال في ميتشغان.
قضى كل من الأب وبناته خمسة أيام في وحدة العناية المركزة. ورغم تجاوزهم مرحلة الخطر؛ فإن الأب يبدو حتى الآن غير قادر على استيعاب ما حدث.
دمر الحريق البيت تماماً، ووجدت العائلة نفسها مفلسة مع فواتير طبية باهظة، الأمر الذي دفع إحدى قريبات العائلة إلى إطلاق حملة تبرع إلكترونية لدعم العائلة المنكوبة، بمبلغ أولي يقدر بـ40 ألف دولار، إلا أن اهتمام وسائل الإعلام الأميركية بمأساة الزوجين غيّر من مسار الحملة.