خزنة الشاهد... حفاظاً على أرشيف الصحافيين الفلسطينيين

01 أكتوبر 2024
جرافة إسرائيلية أمام مجموعة من الصحافيين في جنين، 1 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الجرائم الإسرائيلية في غزة ولبنان: توثق الجرائم الإسرائيلية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع أكثر من 41 ألف شهيد و96 ألف جريح، وسط دمار ومجاعة. استشهد 173 صحافياً.
- خطر اختفاء أرشيف الصحافيين: يواجه أرشيف الصحافيين خطر الاختفاء بسبب التضييق على المحتوى الفلسطيني عبر منصات الإنترنت وخوارزميات تستهدف هذا المحتوى.
- مشروع Witness Vault: أطلق مشروع Witness Vault لحفظ حسابات الصحافيين على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام أدوات تقنية متطورة، ويعتمد على تبرعات وجهود المتطوعين للحفاظ على الأدلة البصرية.

يقسم الاحتلال الإسرائيلي جرائمه حالياً على جبهتَين: غزة ولبنان. وبينما توجّهت أنظار أغلب المؤسسات الإعلامية في الأسبوع الأخير نحو لبنان، لا يزال الصحافيون الفلسطينيون داخل قطاع غزة، يوثقون الجرائم المتواصلة من دون توقف منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقد خلّف العدوان حتى يوم الخميس أكثر من 41 ألف شهيد، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، بالإضافة إلى 96 ألف جريح، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال. هذه الأحداث تشكّل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. كما استشهد حتى الساعة 173 شهيداً من العاملين في المؤسسات الإعلامية، وفق أرقام مكتب الإعلام الحكومي.
في ظل هذا الواقع، يواجه أرشيف الصحافيين الذي يوثق هذه الجرائم خطر الاختفاء. فعلى الرغم من الدعوات الدولية لوقف العدوان، بما في ذلك قرار مجلس الأمن بإنهائه فوراً، وتدابير محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية وتحسين الأوضاع الإنسانية، يعمل الاحتلال على طمس الأدلة التي قد تدينه. هذه الجهود تشمل التضييق على المحتوى الذي يفضح جرائمه، سواء من خلال الضغط على منصات الإنترنت، أو عبر استخدام خوارزميات تستهدف المحتوى الفلسطيني.
في يناير/كانون الثاني الماضي، نشر المصور الصحافي محمد الريفي عبر حسابه على "إنستغرام" مقاطع فيديو توثّق معاناة سكان غزة، من بينها مشهد لرجل يحاول جمع بقايا الدقيق عن الأرض الرملية. الريفي، الذي انضم إلى قافلة شهداء الصحافة بعد استشهاده ضمن 173 صحافياً، يواجه أرشيفه الشخصي خطر الاندثار. وأوضح الباحث في الأنثروبولوجيا، فيليب براودفوت، لمجلة "كولومبيا جورناليزم ريفيو" أن حسابات مثل حساب الريفي قد تُصنَّف على أنها غير نشطة وتُزال.

مشروع لإنقاذ أرشيف الصحافيين في غزة

في مواجهة هذا التهديد، أطلق براودفوت وآخرون مشروعاً يُدعى Witness Vault (خزنة الشاهد)، الذي يهدف إلى الحفاظ على حسابات الصحافيين، مثل الريفي، على وسائل التواصل الاجتماعي. يعتمد المشروع على أدوات تقنية متطورة لكشط المحتوى وتخزينه على محركات بيانات خارج سيطرة منصات الإنترنت.
كما يسعى فريق "ويتنيس فولت" إلى تقديم خدمات النسخ الاحتياطي حتى لغير الصحافيين، بهدف الحفاظ على الصور والفيديوهات التي وثّقها الفلسطينيون عبر الهواتف المحمولة. ويخزّن الفريق هذه المواد على خوادم متعددة، مع خطط لإتاحتها للباحثين مستقبلاً.
"ويتنيس فولت" جزء من مشروع أوسع يُعرف باسم The Accountability Archive (أرشيف المساءلة)، الذي يهدف إلى جمع المواد المرتبطة بغزة من مصادر متعددة. المشروع يعتمد كثيراً على تبرعات بسيطة تقارب 5300 دولار، وعلى جهود المتطوعين والمطورين الذين يساهمون في بناء البنية التحتية للأرشيف.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

يأمل فريق "ويتنيس فولت" أن يُساهم هذا المشروع في الحفاظ على الأدلة البصرية والمحتويات الرقمية التي قد تكون ذات أهمية كبيرة للباحثين والمحققين في المستقبل، ليس فقط في غزة، بل في أماكن أخرى من العالم التي تشهد صراعات مماثلة. كما يؤكد براودفوت أن الأدوات التي طوّرها هذا المشروع قد تفتح آفاقاً جديدة لتوثيق الأدلة وجمعها من الجمهور في أوقات الأزمات.
وتتهم المنظمات الحقوقية إسرائيل بقتل الصحافيين قصداً خلال عدوانها على غزة، بهدف إخفاء الأدلة على الجرائم التي ارتكبت في القطاع منذ السابع من أكتوبر، في ظل منع الصحافيين والمراسلين الأجانب من الدخول.

المساهمون