خيمة رمضانية في قصر عابدين الرئاسي تثير الجدل بين المصريين
عبّر مغردون مصريون عن غضبهم من استمرار استغلال الأماكن التاريخية في تحقيق مكاسب مالية، عقب انتشار مقاطع دعائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لخيمة رمضانية باسم "مولاي" في قصر عابدين الرئاسي، في قلب القاهرة.
وتعرض الخيمة برنامجاً لتناول وجبة الإفطار خلال شهر رمضان داخل القاعة الملكية في القصر بنظام البوفيه المفتوح، مع الاستمتاع ببند شرقي وآخر غربي، وجولة مطولة في القصر الذي بناه الخديوي إسماعيل عام 1863، وكان مقراً لحكم مصر حتى عام 1952.
وعلم "العربي الجديد" أن شركة "الوطنية للمعارض والمؤتمرات الدولية" مسؤولة عن خيمة "مولاي"، بالتعاون مع فنادق "فور سيزونز" الشهيرة، وأنّ الشركة تأسست عام 2017، ومملوكة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة (الجيش).
وبحسب مسؤولين عن إدارة الخيمة، فإنّ وجبة الإفطار معدّة بالكامل من فندق "فور سيزونز القاهرة نايل بلازا"، وتكلفة الفرد فيها تبلغ 1800 جنيه (58 دولاراً) للمصريين شاملة رسوم الخدمة والضريبة، و70 دولاراً للأجانب.
ونشرت صفحة "مولاي" في "فيسبوك" صوراً لعدد من الشخصيات العامة ورجال الأعمال، الذين حرصوا على تناول الإفطار في الخيمة خلال الأيام الماضية، فضلاً عن أعضاء بعض السفارات الأجنبية بالقاهرة.
وقصر عابدين يمثل اللبنة الأولى لظهور القاهرة الحديثة، وتصميمها على النمط الأوروبي بميادين فسيحة وقصور ومبانٍ وجسور على النيل. ويحتوي القصر على قاعات وصالونات تتميز بلون جدرانها الأبيض والأحمر والأخضر، والمخصصة لاستقبال الوفود الرسمية أثناء زيارتها إلى مصر.
كما يضم القصر مكتبة تحوي نحو 55 ألف كتاب، ومسرحاً فيه مئات الكراسي المذهبة، وأماكن معزولة بالستائر خاصة بالنساء، والعديد من الأجنحة مثل الجناح البلجيكي الذي صمم لإقامة ضيوف مصر البارزين، ويضم سريراً يعتبر من التحف النادرة لما يحتويه من الزخارف والرسومات اليدوية.
وتساءل الصحافي أحمد سعيد طنطاوي، في تغريدة له على "تويتر"، بتعجب: "ما رأيكم بوجود مطعم للإفطار والسحور في قصر عابدين؟!".
ما رأيكم بوجود مطعم للأفطار والسحور في قصر عابدين؟! pic.twitter.com/mRss27m4jC
— أحمد سعيد طنطاوي (@ahmedtantawi) April 8, 2023
وغرّد فيليب: "قصر عابدين فتحوا فيه مطعم ؟؟ ده بجد؟ إيه الهبل ده، ده بدل ما يتعمل متحف؟".
قصر عابدين فتحوا فيه مطعم ؟؟ ده بجد ؟ ايه الهبل ده ، ده بدل ما يتعمل متحف؟ 💔💔 https://t.co/n4a91wIeyp
— Phillip ♐ (@Phil39618) April 7, 2023
وكتبت سناء: "قصر عابدين بقي مطعم !!!؟ وممكن نأجر أوض النوم بالساعة للي يحب يقيلل شوية بعد الأكل".
قصر عابدين بقي مطعم !!!؟
— Sᑎᑎᗩ㋛︎ (@snnawnnas) April 8, 2023
وممكن نأجر اوض النوم بالساعة للي يحب يقيلل شوية بعد الاكل pic.twitter.com/kv302hes3t
في المقابل، غرّد عبد الواحد عاشور: "لا أعرف لماذا الضجة التي افتعلها البعض بسبب هذا الفيديو ومنشن لرئاسة الوزراء وللرئيس؟!
هذه ليست بدعة، فكل الدول تستفيد من القصور التي لا تستخدمها و#قصر_عابدين لمن لا يعلم هو أقدم قصر رئاسي، ولا يستخدم منذ سنوات، واستخدام جزء منه كمطعم فخم هو ترويج للسياحة".
لا أعرف لماذا الضجة التي افتعلها البعض بسبب هذا الفيديو ومنشن لرئاسة الوزراء وللرئيس؟!
— عبدالواحد عاشور (@AA_Ashour) April 8, 2023
هذه ليست بدعة،فكل الدول تستفيد من القصور التي لا تستخدمها و #قصر_عابدين لمن لا يعلم هو أقدم قصر رئاسي،ولا يستخدم منذ سنوات،واستخدام جزء منه كمطعم فخم هو ترويج للسياحة.
لابد من تغيير تفكيرنا. https://t.co/HeOwUZuPg0
وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعليمات باستغلال قصر عابدين وقصر القبة الرئاسيين في تنظيم الأنشطة الترفيهية كالحفلات الغنائية، والمعارض العقارية، وفعاليات شركات الأدوية وغيرها؛ بهدف تحقيق الاستفادة المالية منها نظراً لعدم زيارته القصرين أو استقباله أي وفود أجنبية فيهما منذ عام 2016.
وتمتلك مصر نحو ثلاثين قصراً واستراحة تابعة لرئاسة الجمهورية، أشهرها عابدين والعروبة وحدائق القبة والطاهرة في القاهرة، ورأس التين والمنتزه في مدينة الإسكندرية، بالإضافة إلى ثلاثة قصور واستراحات في الإسماعيلية، واستراحات أخرى في القناطر الخيرية وأسوان.
ورغم ذلك، صرّح السيسي في فعاليات مؤتمر الشباب عام 2019 أنه سيبني المزيد من القصور الرئاسية، سواء في العاصمة الإدارية الجديدة أو في مدينة العلمين على البحر المتوسط، حتى تكون بديلة عن القصور القديمة، بدعوى أن القصور الجديدة ستكون مملوكة لمصر، وليس لشخصه.
وقال السيسي (آنذاك): "هو مش هايبقى موجود في مصر غير قصور محمد علي (باشا) ولا إيه؟ أنا ببني دولة جديدة في العاصمة الإدارية الدنيا كلها هاتتفرج عليها، وهأعمل مدينة فنون وثقافة هي الأكبر في العالم!".
وكان الفنان المعارض من الخارج محمد علي قد فضح فساد نظام السيسي بالأرقام والمعلومات، مستشهداً بإنشاء مجموعة من الفيلات والقصور الرئاسية في مناطق عديدة، عن طريق شركة مقاولات كبرى مملوكة له في مصر تعمل مع الجيش مباشرة، بتكلفة تبلغ مليارات الجنيهات من أموال الخزانة العامة للدولة.