رغم توقف بعض مظاهر الحياة نسبياً في المدن الليبية بسبب الاشتباكات التي تقع من وقت لآخر، إلا أن احتفالات سباقات الخيول لا تتوقف غالباً، وذلك لحب الجميع الفروسية، وتربية الخيول، والتباهي بأنسابها وسلالاتها.
ووسط جمع كبير من محبي الخيول وبحضور عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي ورئيس الحكومة الليبية عبدالحميد دبيبة في مدينة مصراتة الواقعة على الساحل الغربي في ليبيا، اختتم مهرجان "كأس الجيد" للفروسية الذي شارك فيه عدد من الفرسان من مختلف مدن ليبيا، وبعض الدول العربية، في تأكيد من الحضور أن هذه المهرجانات تكرس لمعاني السلام بعد السنوات العجاف التي عاشها الليبيون.
يقول عماد الشعاب رئيس مجلس إدارة الهيئة الليبية لسباق الخيل لـ "العربي الجديد" إن "سباق الخيل في ليبيا عريق، إذ بدأ في ثلاثينيات القرن الماضي في مضمار "أبو ستة" بالعاصمة الليبية طرابلس في عام 1936 واستمرت السباقات إلى يومنا هذا".
وأضاف أن هذه السباق هو الأكبر في تاريخ ليبيا، حيث يعد تجار ومشجعو الفروسية ثاني فئة في البلاد بعد مشجعي كرة القدم.
من جهته، يقول المعلق الرياضي العماني الذي علق على هذا السباق إن "الفرسان الليبيين متمكنون"، واصفاً إياهم بـ"الشجعان"، ومشيراً إلى أن الدول العربية لا تقل شأناً لجهة الخيول العربية وأن الجواد العربي يعتبر الأفضل في سلالاته.
هذا ما يؤكد عليه أيضاً الفارس محمد آدم الذي حصل على الترتيب الأول في سباق الخيل لمسافة 1600 متر من دولة السودان، إذ قال إن ليبيا تتنفس فروسية والشعب متيم بها، وليبيا تتميز عن بقية الدول العربية باستمرار هذه السباقات على مدى العام.
ووفقاً له فإن مدينة مصراتة قدمت الكثير للفرسان في وقت وجيز، مبيناً أنه بدأ مسيرته المهنية في سباق الخيول عام 1990 واستمر حتى اليوم.
وتحدث عن تدريبه حصانه "كايدي" قائلاً إن السر لا يكمن في طول زمن التدريب، بل في نوعيته، فإجهاد الحصان لن يأتي بالأثر المرغوب، ومن المهم الإبقاء على الحصان بحالة نفسية جيدة.
ختاماً فإن جائحة كورونا لم تمنع الجمهور من حضور الكأس الكبرى في سباق الخيل، وترجم ذلك بالتوافد الكثيف إلى ساحة مدرسة مصراتة للفروسية بمنطقة السكت لمشاهدة السباق.