داخل عالم "ويستروس": سير على خطى أبطال "صراع العروش"

محبو "صراع العروش" Game of Thrones مدعوون لدخول عالم "ويستروس"، من خلال موقع كلّف 40 مليون جنيه إسترليني (نحو 54 مليون دولار أميركي)، ويضم أزياء وإكسسوارات والكثير مما يتعلق بالمسلسل الشهير وأبطاله.
"جولة استديو صراع العروش" The Game of Thrones Studio Tour انطلقت، الجمعة، في استديوهات "لينين ميل"، وهو أحد المواقع التي صور فيها "صراع العروش"، في أيرلندا الشمالية.
ولم تفكك الاستديوهات موقعي "وينترفيل" و"كاسل بلاك" حيث تجري أحداث المسلسل، حتى بعد توقف تصويره عام 2018. كما أعيد بناء مواقع أخرى لأحداث المسلسل، وأضيفت أغراض مميزة، مثل العرش الحديدي، لجذب الزوار إلى المكان الذي تبلغ مساحته 10.200 متر مربع.
ويمكن لزوار المكان السير على خطى أبطال "صراع العروش"، ومشاهدة أبرز السمات التي طبعت المسلسل عن قرب.
السياحة المستندة إلى مواقع تصوير "صراع العروش" كانت شديدة الازدهار في أيرلندا الشمالية قبل تفشي فيروس كورونا، إذ قال واحد من كل 6 زوار إن المسلسل أثر في قراره بالسفر إلى هناك، عام 2018. وبلغ عدد هؤلاء 350 ألف شخص، أنفقوا 50 مليون جنيه إسترليني في الاقتصاد المحلي، وفقاً لمجلة "توريزم إن آي".
لا يزال النجاح غير المسبوق الذي حققه مسلسل "صراع العروش" موضع نقاش بعد مرور أكثر من عشر سنوات على بدء عرضه، ولا جواب جازماً بعد في شأن السرّ وراء جذبه أعداداً كبيرة من المشاهدين من كل أنحاء العالم.

يرى البعض أن سرّ "لعبة العروش" يكمن في الإكثار من المضمون الدموي والجنسي، فيما يرى آخرون أنه يعود إلى الإبداع السردي أو البصري.
في 17 إبريل/ نيسان 2011، بدأت قناة "إتش بي أو" الأميركية عرض هذا المسلسل المستوحى من روايات "أغنية الثلج والنار" لجورج آر. آر. مارتن، من دون أن يتوقع أحد أنه سيحقق هذا النجاح العالمي منقطع النظير الذي يبدو من الصعب اليوم تحقيق مثله.

من بين التفسيرات التي تُعطى في معظم الأحيان، القدر الكبير من الجنس والعري، وخصوصاً النسائي، في المسلسل، ما عرّض المسؤولين عنه لاتهامات بالتمييز على أساس الجنس منذ الحلقة الأولى.
وتقول أستاذة أدب القرون الوسطى في جامعة "أكسفورد" كارولين لارينغتون، التي أصدرت عدداً من الكتب عن هذا المسلسل: "أعتقد أنّهم استقطبوا الجمهور الخطأ في البداية. كان مسلسلاً شبه إباحي".
إلّا أنّ "صراع العروش" لم يكن صاحب الرقم القياسي بين المسلسلات في هذا المجال، إذ رصد فيه موقع "مستر سكين" المتخصص 82 مشهد عري، في مقابل 236 مشهداً في الدراما الكوميدية "شيملِس"، و137 في مسلسل "ترو بلود" عن مصاصي الدماء.
تميّز "صراع العروش" بعنصر أساسي آخر، هو القدر الكبير من العنف (الاستئصال، التعذيب، الذبح...) الذي لم يسلم منه الأبطال، إذ تراكم عدد الموتى على الشاشة من 59 في الموسم الأول إلى 3523 في الموسم الأخير، وفقاً لمنصة "ستاتيستا".

حتى إنّ "صراع العروش" بقي البرنامج الأكثر استقطاباً للتعليقات عام 2020، بعد عام من انتهاء عرضه، وفقاً لشركة "باروت أناليتيكس".
وجاء إطلاق لعبة "صراع العروش" في الوقت المناسب مع ظهور الشبكات الاجتماعية، التي غيرت طريقة استهلاك التلفزيون، وأثرت حتى في العلاقات الدولية، كما عندما هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إيران بتغريدة مستخدماً شعار المسلسل، ومحذراً من أنّ "العقوبات آتية".