أطلقت شركة محاماة أميركية دعوى قضائية جماعية ضد شركة أوبن إيه آي، المطورة لبرنامج المحادثة الآلي الذي يستند إلى الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي"، زاعمة أنها انتهكت بشكل كبير حقوق الطبع والنشر والخصوصية لعدد لا يحصى من الأشخاص عندما استخدمت البيانات المأخوذة من الإنترنت لتدريب برنامجها.
تسعى الدعوى إلى اختبار نظرية قانونية جديدة: "أوبن إيه آي" انتهكت حقوق الملايين من مستخدمي الإنترنت عندما استخدمت تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، والتدوينات، ومقالات "ويكيبيديا"، والوصفات العائلية.
"كلاركسون"، وهي المؤسسة القانونية التي تقف وراء الدعوى، رفعت في السابق دعاوى جماعية واسعة النطاق بشأن قضايا تراوح بين انتهاكات البيانات والدعاية الكاذبة. وقال الشريك الإداري رايان كلاركسون إن مؤسسته تريد تمثيل "أشخاص حقيقيين سُرقت معلوماتهم واختلست تجارياً لإنشاء هذه التكنولوجيا القوية للغاية"، وفق ما نقلته عنه، أمس الأربعاء، صحيفة واشنطن بوست.
تغوص الدعوى القضائية في سؤال رئيسي معلّق وسط زيادة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل روبوتات المحادثة ومولدات الصور. تعمل هذه التكنولوجيا عن طريق استيعاب مليارات الكلمات من الإنترنت المفتوح وتعلم بناء استنتاجات. بعد استهلاك ما يكفي من البيانات، يمكن أن تتنبأ "النماذج اللغوية الكبيرة" بالإجابات عن أسئلة المستخدمين، وهي قادرة على كتابة الشعر، وإجراء محادثات معقدة، واجتياز الاختبارات المهنية. لكن مَن كتبوا تلك المليارات من الكلمات لم يوقعوا إطلاقاً بالموافقة على استخدامها من قبل شركات، على غرار "أوبن إيه آي"، في تحقيق أرباح.
الشركة لديها بالفعل مجموعة من المدعين، ولا تزال تفتش عن آخرين.
لا تزال شرعية استخدام البيانات المأخوذة من الإنترنت المفتوح لتدريب الأدوات، التي يمكن أن تدر أرباحاً طائلة على مطوريها، غير واضحة. جادل بعض مطوري الأدوات التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي بأن استخدام البيانات من الإنترنت يجب اعتباره "استخداماً عادلاً"، وهو مبدأ قانوني يتيح استخدام المواد المحمية بموجب حقوق الطبع والنشر، في ظروف محددة، من دون الحصول على الإذن من مالك هذه الحقوق. قد يتباين تطبيق استثناءات وقيود حقوق النشر من بلد لآخر. ولكن عامة، يجب ألا يضر استخدام الأعمال المحمية بحقوق نشر بشكل غير معقول بمصالح مالك الحقوق.
تجدر الإشارة إلى أن "أوبن إيه آي" ليست الشركة الوحيدة التي تستخدم مجموعات من البيانات المأخوذة من الإنترنت المفتوح لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. إذ تقدم "غوغل" و"فيسبوك" و"مايكروسوفت" على الأمر نفسه. لكن مؤسسة كلاركسون قررت ملاحقة شركة أوبن إيه آي، بسبب دورها في تحفيز منافسيها وتأجيج المنافسة في هذا القطاع، وذلك منذ إطلاقها "تشات جي بي تي" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.