أعلنت مجموعة بي إم جي الألمانية للإدارة الموسيقية، الخميس، استحواذها على حقوق كامل أعمال رائد الموسيقى الإلكترونية الفرنسي جان-ميشال جار. وتشكل هذه الصفقة التي لم تُكشف قيمتها، "أكبر عقد تبرمه بي إم جي في فرنسا على الإطلاق"، وفق بيان للمجموعة.
يندرج العقد في إطار منحى آخذ في التوسع أخيراً لشراء حقوق المجموعات الموسيقية الكاملة، من شركات كبرى في القطاع تستهويها تحديداً الإيرادات الضخمة المتأتية من خدمات البث التدفقي.
وباع جان-ميشال جار (73 عاماً) 85 مليون ألبوم خلال مسيرته، وحطم أرقاماً قياسية عدة مع حفلات ضخمة حول العالم، بينها حفلة في منطقة لا ديفانس في العاصمة الفرنسية سنة 1990 التي حضرها مليونان ونصف المليون متفرج.
وقال جار في تصريحات أوردها بيان المجموعة: "أنا سعيد أن حقوق مجموعتي الموسيقية الكاملة ستكون هنا في أوروبا، وأن عملي سيستمر في التطور في أيادٍ أمينة".
توفر حيازة حقوق المجموعات الموسيقية التي تتيح تقاضي إيرادات عن كلّ استخدام لأغنية، سواء من خلال التحميل أو الاستعانة بها في فيلم أو إعلان، أرباحاً طائلة على المدى الطويل. ويبدي المستثمرون اهتماماً متزايداً بهذه الحقوق، بعدما أتت جائحة كوفيد-19 على نسبة كبيرة من الإيرادات في القطاع.
وبلغت صفقات أجريت أخيراً مستويات قياسية، وإن لم يؤكَّد بعضها رسمياً، إذ كشف موقع مجلة بيلبورد، العام الماضي، أنّ فرقة الروك البديل الأميركية "رِد هوت تشيلي بيبرز" باعت سجلّ أغنياتها إلى صندوق بريتيش هيبنوسيس الاستثماري، أحد أكبر صناديق إدارة الحقوق الموسيقية، مقابل مبلغ قدّر بين 140 مليوناً و150 مليون دولار أميركي.
العام الماضي، أعلن العضوان في فرقة "فليتوود ماك" ليندسي باكينغهام وميك فليتوود عن صفقات بيع تشمل حقوق أغنية "دريمز" الصادرة في 1977 لشركة بي إم جي الألمانية. وحصلت ستيفي نيكس من "فيلتوود ماك" على مائة مليون دولار أميركي، لحيازتها أكثرية الحصص من المجموعة الموسيقية الكاملة للفرقة.
وتملك مجموعة "بي إم جي" أصلاً حقوق ملكية عدد من الفنانين البارزين كديفيد بوي وبرونو مارس وليني كرافيتز وكايلي مينوغ. وأعلنت، في مارس/ آذار عام 2021، أنها ستتعاون مع شركة الاستثمار الأميركية كيه كيه آر، للاستحواذ على حقوق أعمال موسيقية. وأوضح الطرفان أنّ سبب الشراكة الجديدة بينهما هو "زيادة الطلب على المحتوى عالي الجودة".
في حديث سابق لوكالة فرانس برس أوضحت ناري ماتسورا من شركة ماسارسكي كونسلتينغ المتخصصة في تقييم المجموعات الموسيقية، أنّ الزيادة "المذهلة" في أسعار المجموعات الموسيقية بدأت قبل عام 2020، لكنّها تعززت بقوة خلال الجائحة. وأشارت ماتسورا إلى أنّ اهتمام المستثمرين في القطاع يزداد أيضاً بفعل ارتفاع إيرادات البث التدفقي، في منحى مرشح للاستمرار طويلاً. وقالت: "نرى أسماء فنانين أعلام لم نكن نتخيل يوماً أنّهم سيبيعون" حقوق مجموعاتهم الموسيقية.