انطلق، أخيرًا، في بيروت تصوير عمل درامي جديد بعنوان "عنبر 6"، يغوص في حكايا سجون النساء، مستوحياً أحداثه من مجموعة قصص حقيقية هزّت الرأي العام، بمعالجة درامية لهاني سرحان ودعاء عبد الوهاب وتحت إدارة المخرج البحريني علي العلي. وتشارك في العمل المتوقع عرضه في شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل ضمن الأعمال الأصلية لمنصة "شاهد"، مجموعةٌ كبيرةٌ من النجوم من مختلف الجنسيات العربية، من بينهم الممثلة اللبنانية رانيا عيسى، التي تؤدّي أحد الأدوار البارزة في المسلسل، بشخصية "حليمة" زعيمة العصابة في سجن النساء، على ما تكشف عيسى نفسها، في هذا الحوار الخاص لـ"العربي الجديد".
لا تخفي الممثلة اللبنانية التي يمتدّ مشوارها الاحترافي لأكثر من 20 عاماَ حماستها إزاء اقتراب موعد عرض المسلسل الذي تنتجه شركة "إيغل فيلمز" وتعتبره من أضخم المسلسلات التي شاركت فيها الى اليوم، "فقد استغرق التحضير له أكثر من ستة أشهر تم خلالها بناء ديكورات خاصة على مساحة واسعة لتصوير أحداث المسلسل".
كما تعتبر عيسى أن "من أبرز نقاط قوّة (عنبر 6) هو مشاركة أسماء كبيرة من مختلف البلدان العربية، مثل مصر ولبنان وسورية والسعودية والعراق والأردن وسواها، فالعمل يجمع نخبة من ألمع الأسماء، مثل سلاف فواخرجي وصبا مبارك وأيتن عامر وفاطمة الصفي وجمانة كريم ونايف الظفيري وسواهم من النجوم العرب، أما من لبنان فتشارك فيه أيضاً مجموعة كبيرة من الممثلين، مثل رنين مطر وكريستين شويري وفاديا أبي شاهين وفادي إبرهيم ورندة كعدي وبيار داغر وغيرهم".
وتكشف أنها تؤدّي "شخصيّة "حليمة"، وهي امرأة تدير عصابةً داخل سجن النساء الذي تدخله سلاف فواخرجي بعد توريطها بقضيّة معيّنة. عيسى، التي تعرب عن سعادتها بأن العدد الأكبر من مشاهدها يجمعها بفواخرجي، تعتبر هذه الأخيرة "عسل بشهده، وسيّدة محترمة إلى أقصى الحدود وممثلة رائعة"، وترى أن "الأعمال الدرامية التي تتناول السجون ربما تكون كثيرة في السنوات الأخيرة، ولكن المختلف في (عنبر 6) هو أن أحداثه مستوحاة من مجموعة قصص حقيقية من داخل سجن النساء الذي يغوص العمل في عوالمه بطريقة مختلفة وعميقة، وذلك إلى جانب مميزاته الإنتاجية الضخمة، وطريقة تصويره التي تضاهي الأعمال الهوليوودية، فضلاً عن جمعه لهذا العدد الهائل من الجنسيّات في طاقم الممثلين". وتفصح عن أن المسلسل يتألّف من 12 حلقة، ومن المتوقع عرضه في شهر كانون الأوّل/ ديسمبر المقبل.
أحداث عنبر 6 مستوحاة من مجموعة قصص حقيقية من داخل سجن النساء
عيسى، التي تشارك حالياً في مسلسل "عالحلوة والمرّة" بدور طبيبة نفسية إلى جانب نيكولا معوّض ودانا مرديني وباميلا الكك، كانت قد أطلّت أخيراً بدور الزوجة الغيورة إلى جانب عبّاس شاهين في مسلسل "لا قبلك ولا بعدَك"، التي ترى أنه استطاع بتوليفته الكوميدية، أن يرفّه قليلاً عن المشاهد اللبناني وينسيه بعضاً من همومه، ولكنها تعتبر أن "المشهد الدرامي المحلّي تغيّر كثيراً في ظلّ ما يشهده لبنان من أزمات، فمثلاً لم يعد الموسم الرمضاني هو موسم الذروة الإنتاجية تلفزيونياً، لأن التلفزيونات المحليّة اليوم تعاني من أزمة غير مسبوقة أفقدتها قدرتها على الاستمرار في سوق الإنتاجات الضخمة، وهي تعتمد بشكل أساسي على الإنتاجات المحدودة أو المنخفضة. ولكن في المقابل هناك سوق درامية مزدهرة جداً على صعيد المنصّات، ما بات يؤمّن فرصاً بديلة للممثل اللبناني وبقوالب مختلفة عن الدراما التلفزيونية".
وتضيف: "على عكس الأعمال المعروضة على الشاشات المحليّة، لا يمكن تحديد نسب مشاهدة المسلسلات المخصصة للمنصات بشكل فوري، لأن متابعتها لا تتمّ بالضرورة عند انطلاق عرضها، إذا يمكن لجمهور المنصات أن يختار متابعتها في أوقات مختلفة وأحياناً بعيدة عن تاريخ انطلاقها، ولكن اللافت في موجة الـmini series الطاغية اليوم هو أنّها أدّت إلى دسامة أكبر في النصوص بعيداً من الحشو والمطوّلات الحوارية بحكم عدد حلقاتها القليل نسبياً، ما قدّم للمشاهد أعمالاً مركّزة وسريعة الإيقاع تستطيع أن تأسره بسرعة". ورانيا، التي استطاعت بدورها أن تجذب المشاهد بمجموعة أدوار لافتة قدّمتها في السنوات الأخيرة ضمن المواسم الرمضانية ولا سيّما منها في مسلسلي "زوج تحت الإقامة الجبرية" و"أولاد آدم"، تعترف بأن هذا الأخير "كان باكورة أعمالي في الدراما العربية المشتركة وقد حقق لي انتشاراً لافتاً مقارنةً بأعمالي في الدراما المحلية".
وعن تجربتها ضمن مسلسل "البريئة"، الذي عُرَض أخيراً عبر منصّة "شاهد"، وجمعها بكارمن بصيبص وبديع أبو شقرا، تقول: "كانت التجربة مهمّة جداً بالنسبة لي وحققت أصداء لافتة. وهذا كان التعاون الأوّل الذي جمعني بالمخرج رامي حنّا، وأنا سعيدة جداً بعملي معه ومعجبة كثيراً باحترافيته وبطريقته الخاصة في إدارة موقع التصوير وإدارة الممثلين بمقاربةٍ حديثة تشبه الى حدّ بعيد معايير العمل الإخراجي في الأعمال الأجنبية، وأتمنّى أن نكرّر التجربة في أعمال لاحقة".
أما عن ثنائيتها مع بديع أبو شقرا، فتقول: "سبق والتقينا في أعمال سابقة، من بينها فيلم سينمائي ومسلسل (لولا الحب)، ولكن هذه المرّة كانت ثنائيتنا أقوى بحكم قصة الحب التي تجمعنا ضمن سياق العمل. هو ممثل رائع وأنسجم كثيراً بالعمل معه، وهذا مهم جداً لمصداقية الأداء والانسجام".