رحلت يوم أمس رائدة الغناء الشعبي في قطر ومؤسسة الفرقة النسائية للفنون الشعبية، فاطمة شداد، بعد مسيرة طويلة غنت فيها مختلف صنوف الغناء التراثي.
وتركت شداد عدداً كبيراً من الأغاني المسجلة بصوتها، ومنها الأغنية الأشهر "غربي هواكم يا هل الدوحة"، إلا أن جهدها الرائد في تشكيل فرقة غنائية نسائية عام 1996 حفر اسمها أعمق، رغم ما تعرضت له من مضايقات نجمت عن عدم تقبل "المجتمع القطري أن نغني للجمهور المختلط، إذ كان الغناء مسموحاً في مجالس النساء فقط"، وفق ما صرحت به لـ"العربي الجديد"، عام 2014، وقد أصبحت الراحلة وقتذاك نجمة المهرجانات الشعبية.
وتشكلت تجربة فاطمة شداد في طفولتها في أرجاء بيتها، إذ كان والدها يقود مجموعة غنائية هاوية يجمعها حب الغناء، دون أن يتقاضى أي منهم أجراً، وفق تصريح تلفزيوني سابق لها.
فقدنا اليوم رائدة الفن الشعبي في قطر الفنانة القطرية فاطمة شداد رحمها الله. تعازينا الخالصة لأسرتها الكريمة، سائلين المولى ان يتغمدها بواسع رحمته. pic.twitter.com/6ZX3ig2tep
— Al Mayassa Al Thani (@almayassahamad) November 22, 2020
وكما هي الحال مع الشرنقة التي تنمو على مهل حتى يتشكل جناحاها، كان لا بد لفاطمة شداد أن تكتشف بنفسها المشهد الغنائي خارج البيت. وهنا تعرفت للمرة الأولى إلى أبرز فنانات الغناء الشعبي في قطر، مثل أسماء الحارب وحليمة بنت مرزوق.
الله يرحم مطربتنا الشعبيه فاطمه شداد https://t.co/lP5ZAmH8mi
— Al-Hitmi , Al-binali (@alhitminbinali) November 23, 2020
وتوالى على صفحات التواصل نعي فاطمة شداد التي شكلت ظاهرة غنائية بين الجيل الغنائي القديم والجيل الجديد، الذي شهد على يدها حفظ التراث وتجديده عبر عمل مؤسسي.
رحم الله الفنانة القطرية فاطمة شداد التي خلدت ذكراها بـ "غربي هواكم ياهل الدوحه" ، عمل جميل سكن في قلوبنا جميعاً .
— فهد الكبيسي (@FahadAlkubaisi) November 23, 2020
غفر الله لها وأسكنها فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون pic.twitter.com/xX8j7msgOj
حتى وفاتها، ظلت فاطمة مؤمنة بهويتها ورسالتها، إذ تقول "منذ ولدت إلى اليوم أعرف طريقي وأعرف انني ولدت لأغني ولأحفظ التراث القطري الغنائي من الاندثار وأنقله للأجيال".