تسجّل الممثلة ومقدّمة البرامج اللبنانية ساشا دحدوح تجربتها الدرامية الرابعة من خلال مشاركتها في مسلسل DNA، الذي انتهت أخيراً من تصويره، وهو من تأليف ريم حنا وإخراج المثنى صبح. دخلت دحدوح مجال التمثيل منذ عامين عبر مسلسل "بيروت سيتي"، لتشارك بعده في الدراما العربية المشتركة من خلال مسلسل "العودة"، وصولاً إلى أحدث أدوارها ضمن مسلسل "أولاد آدم"، الذي عُرض في رمضان الماضي.
دحدوح، التي تطلّ على الجمهور حالياً من خلال برنامج "صباح اليوم" عبر شاشة "الجديد" إلى جانب مجموعة من الإعلاميين، تعترف في مقابلة خاصة مع "العربي الجديد"، بأن تقديم البرامج لا يستغرق حالياً الكثير من وقتها وجهدها، حيث تقول: "أطلّ في البرنامج ليوم واحد في الأسبوع، وبإطار عفوي جداً ويشبه شخصيتي إلى حدٍّ بعيد. وأجده مساحةً جميلة أكون فيها على طبيعتي بالكامل، فأتشارك الهواء بكل عفوية مع الناس الذين اشتقت أن أطلّ عليهم ببرنامج يواكب يومياتهم". في المقابل، تعترف الإعلامية اللبنانية التي بدأت بتقديم البرامج منذ أكثر من 14 عاماً، وتنقّلت خلالها بين عدد من الشاشات اللبنانية والعربية، بأن تركيزها حالياً هو على مجال التمثيل، حيث تؤكّد "أرغب حالياً بالتركيز على المهنة، وأجد أن التمثيل هو علاج لي، لأنه يسمح لي بلعب شخصيات متنوّعة والتعمّق في خلفياتها وطباعها والغوص معها في عوالم مختلفة جداً، ما يمنحني الشعور بأنني أستطيع أن أعبّر عبر هذه الأدوار عن طاقتي، وأن أعيش تجارب مُكثّفة قد لا تشبه حياتي الحقيقية في شيء".
وفيما ترى أن مجالي الإعلام والتمثيل لا يتضاربان بالنسبة إليها، تكشف ساشا، التي خاضت في بداياتها مجال عرض الأزياء وتحمل عدداً من الألقاب الجمالية، من بينها الوصيفة الثالثة لمكلة جمال لبنان لعام 2007، أن "الجمال ليس عائقاً أمام التمثيل الجيّد. وفي عام 2020 لم نعد نسمع الانتقادات التي كنا نسمعها سابقاً حول الممثلين الآتين من عالم الجمال. وذلك لأن المشاهد ذكي ولا يمكن خداعُه بتقديم شكل جميل له على حساب مضمون خاو. والدليل أن الأدوار الثانية باتت تأخذ أصداءً أكثر من الأدوار الأولى أحياناً. والسبب أن المشاهد انفتح على أمور كثيرة في التمثيل، وأصبح مطلعاً أكثر على المجال الذي باتت مادته متنوعة جداً ومفتوحة على مختلف أشكال الأعمال من حول العالم عبر المنصات الرقمية والإنتاجات المشتركة. وبالتالي هو يبحث عن الأداء الجيّد الذي يشدّه، وليس عن الشكل الجميل الذي يمكن أن يلفته في البداية فقط".
وتقول: "أعمل بشكل مستمرّ على تطوير موهبتي من خلال الخضوع لورشات عمل مستمرّة والإعداد الجيّد والعميق للشخصيات التي أؤديها في الأعمال الدرامية، بالإضافة إلى تبادل التجارب والخبرات مع زملائي من الممثلين". وتكمل: "بالنسبة لي المفتاح الأساسي لأي دور ألعبه هو تركيب الشخصية بشكل مقنع وفهمها جيّداً من دون الحكم عليها. فالدور الجيّد لا حُكم مسبقاً عليه، لأن لكل شخصية أبعادها وخلفياتها وماضيها الذي يحكم تركيبتها السيكولوجية وتصرفاتها وانفعالاتها. وأجد أن فهم الشخصية هو ما يجعلني أتبع إحساسي في الأداء، وبالتالي أقدّم الدور بشكل تلقائي وطبيعي".
وتتحدّث دحدوح عن تجاربها مع المخرجين، إذْ أشارت إلى أنّ "المخرج إيلي السمعان، الذي عملتُ تحت إدارته في مسلسل (العودة)، صارم على صعيد النصّ، وقد ساعدني على تطوير الشخصية التي لعبتها، وهو يعطي الممثل الوقت اللازم للإجابة عن كل تساؤلاته حول الشخصية، مهما بلغ انشغاله بضغط العمل". وتعترف: "شعرت ببعض القلق قبل وقوفي أمام عدسة المخرج الليث حجو في مسلسل (أولاد آدم)، لسماعي الكثير حول مدى جدّيته في العمل، فمن المهم بالنسبة إليه أن يكون الممثل قد حضّر جيّداً شخصيته، وأن يكون ملتزماً إلى أقصى حدّ بالجهوزية التامة لأداء المشهد. أما تعاوني الأخير مع المخرج الكبير المثنى صبح، فقد كان بدوره قيّماً جداً بالنسبة لي. فكل تعليق منه هو مهم ويصبّ مباشرةً في مصلحة المشهد والممثل في آن".
وساشا، التي اجتمعت بالممثلة دانييلا رحمة في المسلسلات الأربعة التي شاركت فيها إلى اليوم، تؤكّد على صداقتها مع النجمة الشابّة وترى أن "أجواء العمل التمثيلي تغذّي الصداقات بين الزملاء الذين يتشاركون العمل فيصبحون كعائلة واحدة، لا سيّما أنهم يجتمعون بشكل مكثّف طيلة فترة التصوير، إذْ يمكن أن تدور العدسة لساعات طويلة متواصلة وفي ظروف لا تكون دائماً بالسهولة التي يظنّها البعض. فأحياناً نصوّر في البرد الشديد أو الحرّ أو رغم المرض والتعب. المشاهِد يرى نتيجة جميلة على الشاشة، ولكنه لا يعرف التحديات التي تواجه الممثل في الكواليس".
وعن دورها في مسلسل DNA، الذي تنتجه شركة "إيغل فيلمز"، تكشف: "أؤدّي دور معالجة نفسية تدعى (هادية)، تكون حياتها مليئة بالأحداث والتعقيدات ضمن سياق واقعي جداً وجذّاب. المسلسل مؤلف من 10 حلقات، وأنا سعيدة جداً بالمشاركة فيه وسعيدة بشكل خاص أن مشاهدي تجمعني بالممثل الكبير عمار شلق، الذي أحبّه كثيراً، وذلك ضمن سياق قصة مميزة سيكتشفها المشاهد تباعاً مع تقدّم الحلقات". والإعلامية اللبنانية التي عبّرت عقب انفجار المرفأ في بيروت عن خوفها من المستقبل في لبنان في مقدّمة مؤثّرة انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تعترف بأن "تبعات الانفجار بالإضافة إلى انعكاسات جائحة كورونا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية أساساً أثّرت بشكل سلبي، ليس فقط على الإنتاجات الدرامية بل على مختلف القطاعات في البلد. وهذا ما لمسته مع المغنين الذين استضفتهم في الفترة الأخيرة".