اكتشف باحثون آلية غير معروفة من قبل تشرح كيف تنتقل الخلايا السرطانية غير الخبيثة من أورام الثدي في المراحل المبكرة إلى أعضاء أخرى وتتطور، وفي النهاية "تنشط" وتتحول إلى سرطان الثدي النقيلي.
في الدراسة التي نشرت يوم الثلاثاء 26 إبريل/ نيسان في دورية "كانسر ريسرش"، أظهر الباحثون قدرة عامل النسخ NR2F1، وهو بروتين يتحكم في التعبير الخارجي للجين، على منع الخلايا ما قبل الخبيثة من الانتشار، والتي يمكن أن تكون أداة تشخيصية مهمة للتنبؤ بالانتكاس. استخدم الباحثون نماذج حيوانية وخلايا سرطان الثدي ما قبل الخبيثة من المرضى، والفحص المجهري عالي الدقة للتحقيق في كيفية انتشار هذه الخلايا ما قبل الخبيثة.
على الرغم من أنه يمكن القضاء على الأورام الموجودة في الثدي عن طريق الجراحة أو الإشعاع، إلا أن الأدلة تشير إلى أن الخلايا ما قبل الخبيثة يمكن أن تخرج من أنسجة الثدي في مراحل مبكرة جداً وتدمج في أعضاء أخرى لتصبح سرطانية لاحقاً. يؤدي هذا إلى بقاء خطر الوفاة من سرطان الثدي كما هو حتى بعد إزالة الأورام الموضعية في الثدي جراحياً أو علاجها باستخدام الإشعاع. لذلك، فإن اكتشاف انتشار الخلايا السرطانية في المراحل المبكرة، أي قبل ظهور أي أعراض، يشكل تحدياً سريرياً طبياً، وفقاً للمؤلفين.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، ماريا سوسا، المتخصصة في علاجات الأورام، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "التحدي الحالي لعلاج مرضى سرطان الثدي في المراحل المبكرة هو أنه على الرغم من تقليل بعض العلاجات لموضعية بعد الجراحة أو الجراحة بالإشعاع، فإن خطر الوفاة من سرطان الثدي يظل كما هو. ويشير هذا إلى أنه قبل الكشف عن كتلة الورم وإزالتها انتشرت بعض الخلايا ما قبل الخبيثة واستقرت في مواقع أخرى في انتظار إعادة التنشيط لاحقاً".
وأضافت الباحثة أنه على الرغم من الإبلاغ عن بعض المؤشرات الحيوية التي تشير إلى الخلايا السرطانية في المراحل المبكرة، إلا أن الآليات التي تنظم الانتشار المبكر للخلايا السرطانية غير واضحة. "إن تحديد بصمة الانتشار المبكر في أنسجة الثدي، والتي يمكن أن تحدد المرضى المعرضين لخطر الإصابة بانتكاسات لاحقة، وبالتالي يكونون مرشحين للعلاج الإشعاعي هو أمر بالغ الأهمية لتقليل معدل الوفيات لدى هؤلاء المرضى".
تحدد الدراسة الجديدة مستقبلات نووية متفردة وعامل نسخ في اتجاه مجرى الجين الورمي الذي يعمل كحاجز أمام الانتشار المبكر للخلايا السرطانية.
هناك نسبة صغيرة، ولكن مهمة، من النساء المصابات بسرطان الثدي في مراحله المبكرة لا تتطور حالتهن إلى سرطان الثدي النقيلي، وبدلاً من ذلك يمتن بعد ظهور آفة ما قبل الخبيثة في ورم خبيث في أعضاء أخرى. تظهر الآلية التي تم الكشف عنها في هذه الدراسة كيف تكتسب الخلايا السرطانية ما قبل الخبيثة سمات متنقلة وغازية تسمح بالانتشار والاستعمار في الأعضاء الأخرى.
وأوضحت المؤلفة أن الخسارة أو الزيادة في تعبيرات بعض العوامل في خلايا سرطان الثدي ما قبل الخبيثة يمكن استخدامها كمؤشرات حيوية محتملة للتنبؤ بحدوث الانتشار المبكر. في المستقبل، ومع المزيد من الدراسات السريرية، يمكننا تحديد ما إذا كانت النسبة في التعبير عن عاملي النسخ NR2F1 وPRRX1 يمكن أن تتنبأ بارتفاع مخاطر الانتكاسات لدى مرضى سرطان الثدي في مراحله المبكرة.
في الدراسات المستقبلية، يعتزم فريق البحث إجراء دراسات على مجموعة أكبر من المرضى للكشف عن القوة التنبؤية لنسبة تعبير العاملين المذكورين في الدراسة، من خلال إجراء دراسات متابعة حول البقاء على قيد الحياة بشكل عام والبقاء على قيد الحياة بدون ورم خبيث لدى المرضى المبحوثين. "نحن مهتمون أيضاً بالتحقيق في آليات السكون وإعادة تنشيط خلايا سرطان الثدي المبكرة بمجرد وصولها إلى الأعضاء الثانوية. قد تكون معرفة كيفية استهداف الخلايا السرطانية المنتشرة في وقت مبكر أمراً بالغ الأهمية لمنع ورم خبيث وتقليل معدل الوفيات لدى مرضى سرطان الثدي في مراحله المبكرة"، وفقاً لماريا.