مع انقضاء مرحلتي "تجارب الأداء" و"المجموعات"، من برنامج اكتشاف المواهب الغنائية السعودية "سعودي آيدول"، يشعر المشاهد أنه وقع ضحية التكرار والملل والحضور الضعيف للأصوات التي تمّ اختيارها للظهور تلفزيونياً، أمام لجنة تحكيم متمرّسة غنائياً، لكن تفتقد لروح المنافسة والانسجام فيما بينها، على الرغم من كم الخبرات الكبير التي يمتلكونها فنياً.
ويبدو أن استسهال خلق البرنامج والاستعجال في تقديمه، لم يسعف القائمين عليه من التنقيب جيداً عن المواهب السعودية الأكثر تميزاً كأصوات لتقديمها أمام الجمهور الخليجي والعربي، على الرغم من أن كل برامج اكتشاف المواهب العربية، التي تم تقديمها خلال السنوات العشرين الماضية، كانت حُبلى بالمواهب السعودية التي كانت تنافس نظيراتها العربية حتى الحلقات الأخيرة.
في العودة للنسخ القديمة من برامج اكتشاف المواهب العربية، كان القائمون عليها يقضون شهوراً طويلة في التحضير لانتقاء الأصوات، والقيام بجولات مكوكية بين عدد من العواصم العربية لاختيار الأصلح غنائياً. لكن قرار المستشار تركي آل الشيخ بضرورة تقديم نسخة سعودية خالصة من "آراب آيدول"، والذي تم تناسيه منذ عدة سنوات، جعل القائمين على "سعودي آيدول" يسلقون عملية الاختيار والتصوير والإعداد للبث في فترة تزيد قليلاً عن الشهر. مما جعل حلقات مرحلة "تجارب الأداء" الأربعة، ضعيفة بأصوات مشتركيها ولا تصل إلى العادي في أحسن الحالات، ولم يكن الحال أفضل في مرحلة "المجموعات" التي تم اقتصارها على حلقة واحدة الأربعاء الماضي.
إذْ تم جمع الأصوات المتأهلة من مرحلة "تجارب الأداء" في مجموعات مكونة من أربعة أو خمسة مشتركين، مع فصل أصوات الشباب عن الفتيات، واختيار أغنية لكل مجموعة تقدمها، لاختيار أفضل الأصوات بينها للتأهل إلى مرحلة "المرور الأخير" التي ستعرض يوم الأربعاء11 يناير/كانون الثاني، لاختيار الأصلح من الأصوات للظهور في حلقات البث المباشر اعتباراً من مساء الأربعاء. واعتماداً على رأي لجنة التحكيم وتصويت الجمهور، سيبدأ خروج المواهب الأقل فنياً حتى يتم اختيار فائز واحد بلقب "محبوب السعودية".
واللافت أن الحلقات الخمس التي مرت لغاية الآن من البرنامج، لم تنبئ بظهور صوت أو موهبة يمكن أن تحمل إرث الغناء السعودي، حتى أن الأصوات المشاركة لم تفرض نفسها على جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن محاولة فرض الأصوات على الجمهور لن تجدي نفعاً، في الوقت الذي استطاعت فيه أصوات غنائية شبابية سعودية أن تتألق وتلفت نظر الجمهور إليها بتجارب بسيطة ودون برامج، لاقت دعماً لاحقاً من هيئة الترفيه، مثل زينة عماد وعايض وبدر الشعيبي.
أما لجنة التحكيم فمكونة من المطربة الإماراتية أحلام، وهي الأكثر خبرة في هذا النوع من البرامج وهي الأكثر حضوراً بين زملائها عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، في الترويج للبرنامج، والمطربة السورية أصالة نصري التي شاركت سابقاً في برنامجين لاكتشاف المواهب خليجياً، ومن المطرب السعودي يمني الأصل، أصيل أبو بكر، الذي تطغى العاطفة عليه في اختياراته للأصوات المشاركة رغم تمتعه بخبرة فنية ثقيلة، وهو ما دعا زملاءه في لجنة التحكيم لإطلاق لقب "مستر يس" عليه نظراً لتعاطفه مع المواهب وقبول معظمهم، والمطرب السعودي عراقي الأصل ماجد المهندس، الذي يظهر لأول مرة في هذا النوع من البرامج كمحكم. وعلى الرغم من هدوئه الكبير وابتساماته الدائمة، لكنه هو الأكثر دراية بين زملائه بألوان الغناء ودائماً ما يكون حكمه على المواهب أكاديمياً، وبسبب خبرته الطويلة وميله لحساسية الصوت، فيظهر وكأنه المرجع الأول لزملائه في الحكم على الأصوات المشاركة.
المثير في حضور المواهب المشاركة، هو تدخل رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ العلني في الحكم على الأصوات، فغرد مبدياً إعجابه بصوتين مشاركين، على الرغم من تنبيهه اللجنة بألا تأخذ بكلامه، فغرد من خلال صفحته على منصة "تويتر"، قائلاً: "أنا فيه صوتين عجبوني ولمسوني، وأرجو أن اللجنة ما تاخذ بكلامي.. هذا رأي متابع"، مشيراً إلى أن الصوت الأول كان من الحجاز واسمه زياد عبد القادر أدى "المجس"، والثاني من جيزان واسمه سعد النجعي، كان قد غنّى في آخر الحلقة الثانية. وهي التغريدة التي أعادتها الفنانة أصالة نصري، مؤكدةً أن الصوتين اللذين اختارهما رائعان، وأن هناك المزيد من الأصوات القادمة، التي ستكون بالمستوى نفسه ولكن بنكهة مختلفة، مختتمةً تغريدتها بالقول إن ملاحظته وصلت، ومتمنيةً أن يبقى البرنامج عند حسن الظن.