منذ أيام، أعلنت الفنانة السورية سلاف فواخرجي انفصالها عن زوجها الفنان وائل رمضان، عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. ونشرت قصيدة شعرية طويلة من كتابتها تتغزل فيها في رمضان وتندب انفصالهما. عقب ذلك، أطلّت على قناة "لنا" السورية الخاصة في برنامج "شو القصة" مع الإعلامية رابعة الزيات. لم تتحدث فواخرجي بشكل مباشر عن سبب انفصالها، لكنها نقلت للمشاهدين الكثير من السجالات التي كانت تحدث بينهما، منها ادعاؤها بأن رمضان كان غير موافق على مشهد القبلة في مسلسل "شارع شيكاغو"؛ الأمر الذي يتعارض مع كل التصريحات السابقة. فحين عُرض مسلسل "شارع شيكاغو" قبل عامين، وكثرت الانتقادات حول مشاهد القبلات بين أبطال العمل، نشر رمضان بوستر المسلسل الذي يجمع زوجته ببطل العمل مهيار خضور وهما على وشك تقبيل بعضهما، وعبّر بشكل مباشر عن دعمه الكبير لسلاف. علماً أن رمضان كان مشاركاً في العمل ذاته، وكان لديه مشهد قبلة مع الفنانة نادين سلامة.
في الكثير من اللحظات بدا الهدف من المقابلة هو تبرؤ فواخرجي من تصريحات أدلى بها رمضان في وقتٍ سابق؛ تصريحات يبدو أنها تسببت لها في الكثير من المشاكل على الصعيد المهني، أبرزها تصريح رمضان حول دورها في مسلسل "العنبر 6" حين قلل من جهود بقية الممثلين في العمل وأثنى فقط على جهود فواخرجي. اعتذرت فواخرجي عن هذا التصريح، وبررت تعليق زوجها بأن الغرض منه كان دعمها، لأنّها كانت تمر بحالة نفسية سيئة بعد وفاة والدها، وادعت أن هذا التصريح لا يعكس قناعته الشخصية، فهو من أكبر المعجبين بالعمل.
معظم التصريحات التي أدلت بها فواخرجي في المقابلة تحمل أهدافاً سياسية، منها إعلان الولاء لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إذْ تبرأت من كل التصريحات التي أدلى بها رمضان حول السعودية، وفصلت نفسها بشكل حاد عنها، ولاسيما تصريح رمضان السابق بنيته صناعة فيلم حول قصة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي. وبررت فواخرجي التصريح بحكاية بوليسية خرافية، حين ذكرت أن رمضان أدلى بالتصريح مرغماً، بسبب اختطاف أبنائهما. لكن هذه الحادثة التي استثمرها الإعلام من قبل، والتي نوهت بنفسها أنها تعود زمنياً إلى بداية "الحرب" السورية، لا يمكن ربطها زمنياً بتصريحات رمضان حول فيلم خاشقجي، والذي قُتل بعد ذلك بعدة أعوام.
حكاية الاختطاف قد تكون حدثت بالفعل، وذكرت فواخرجي تفاصيلها في وقتٍ سابق، حين ادعت أن "العاملة المنزلية تآمرت مع الإرهابيين لاختطافهم"، بسبب مواقفها "الوطنية" الداعمة لبشار الأسد؛ لتستثمر الحكاية لأول مرة بتشويه صورة المعارضة وتلميع صورة النظام. لكن فواخرجي عندما أعادت سرد القصة في برنامج "شو القصة" أضافت تفاصيل جديدة لتستثمرها بطريقة مختلفة، إذْ صرحت بأن أحد المتآمرين على خطف أولادها سعودي الجنسية، وهو معارض لولي العهد محمد بن سلمان؛ فقام بتهديد رمضان والضغط عليه ليصرح بأن لديه نية بتصوير فيلم عن مقتل خاشقجي. وأعقبت هذه التصريحات التي لا يمكن رسم إطار منطقي لها، بإعلانها عن ولائها واحترامها لولي العهد السعودي، وأعربت عن أمانيها باستضافتها في المهرجانات والفعاليات الفنية التي تستضيفها السعودية.
وفي خضم ذلك، لم تنس فواخرجي التهليل والتطبيل للنظام السوري خلال المقابلة، على الرغم من أنها طيلة المقابلة كانت تؤكد على أنها فنانة، وليس لها أي دور سياسي، وذلك رداً على الأسئلة التي وُجِهت إليها بخصوص لقائها مع بشار الأسد، والذي بررته فواخرجي برغبة الأسد في دعم قطاع الدراما السورية. وهذا الأمر الذي يثبت بالدليل القاطع أن الدراما التي تنتجها شركات الإنتاج الموالية للنظام هي دراما ليست بريئة وإنما مؤدلجة وتهدف إلى تلميع صورة النظام السوري، وتتم صناعتها بتوجيهات من الأسد. وللتأكيد على "مواقفها الوطنية"، ختمت فواخرجي المقابلة بغنائها أغنية "موطني" باللغة السريانية؛ الأمر الذي أثار موجة كبيرة من السخرية حولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
