استمع إلى الملخص
- تضمنت الإصدارات الجديدة "آي أو إس 18"، "آيباد أو إس 18" مع ميزات مثل الرموز التعبيرية الخاصة، و"ووتش أو إس 11" مع تركيز على الصحة واللياقة البدنية.
- تواجه آبل تحديات في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بمنافسيها لكنها تسعى لتعزيز مكانتها بالاستثمار في هذا المجال وتحسين خدماتها مع التركيز على حماية البيانات.
أعلنت شركة آبل مساء أمس الاثنين، في كوبرتينو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، نظامها الجديد المرتقب جداً "آبل إنتليجنس" Apple Intelligence، الهادف إلى تحسين استخدام مختلف أجهزتها من "آيفون" إلى "ماك" بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويرتكز "آبل إنتليجنس" على أداة المساعدة "سيري" التي خضعت لتحديث جذري، يُتوقع أن يتيح لها تعويض تأخّرها عن المنتجات التي أطلقتها في الآونة الأخيرة شركتا أوبن إيه آي ومايكروسوفت. وأقامت شركة آبل لهذا الغرض شراكة مع "أوبن إيه آي" التي دشّنت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 حقبة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، من خلال طرحها "تشات جي بي تي". وكتب الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، سام ألتمان، في منشور على منصة إكس: "نحن متحمسون جداً للتعاون مع آبل لإدراج تشات جي بي تي في أجهزتها في وقت لاحق من هذه السنة!". وأضاف ألتمان: "أعتقد أنكم ستحبون ذلك حقاً".
"آبل إنتليجنس"
سيتوافر "آبل إنتليجنس" في الإصدار الجديد من نظام التشغيل "آي أو إس 18" الذي أُعلِن عنه أيضاً الاثنين خلال مؤتمر المطورين الذي يستمر طوال الأسبوع. وقال الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك، خلال عرض تقديمي نُقِل عبر الإنترنت: "نعتقد أن آبل إنتليجنس سيصير عنصراً لا غنى عنه للمنتجات التي لها أصلاً دور أساسي في حياتنا".
ويهدف "آبل إنتليجنس" إلى أن يكون وظيفة تساعد في تحسين استخدام الأجهزة وتطبيقاتها وتبسيطها. ومن أبرز ما سيتيحه النظام الجديد للمستخدم إنشاء الرموز التعبيرية الخاصة به بناءً على وصف باللغة اليومية أو إنشاء ملخصات للرسائل في صندوق البريد الإلكتروني. ويستطيع المستخدم تقديم طلبات إلى "سيري" كتابياً أو شفهياً.
وأبرزت "آبل" قدرة واجهة الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها على اتخاذ القرارات واختيار العناصر المناسبة، بناءً على الخصائص الخاصة بمستخدم كل جهاز "آيفون" أو "آيباد".
"آيباد أو إس 18" وتحديثات أخرى
كشفت شركة آبل رسمياً عن نظام "آيباد أو إس 18" الموجه إلى أجهزة "آيباد"، بعدد من المزايا والترقيات المميزة في جوانب النظام المختلفة. ومثل نظام "آي أو إس 18"، يجلب نظام "آيباد أو إس 18" العديد من المزايا والتحسينات الجديدة، مثل تطبيق الصور المعاد تصميمه، وأدوات تخصيص الشاشة الرئيسية التي تتيح تغيير ألوان الأيقونات، وتغيير موضع التطبيقات في الشاشة الرئيسية بسهولة.
ويقدم النظام تطبيق الآلة الحاسبة إلى أجهزة "آيباد" لأول مرة منذ إطلاقها، مع مزايا جديدة مثل سجل العمليات وتحويل الوحدات، كما يمكن لميزة "ملاحظات الرياضيات" حل المعادلات الرياضية عند كتابتها يدوياً باستخدام قلم "آبل". وتقدم "آبل" أيضا ميزة "سمارت سكريبت" التي تعمل على تحسين مظهر النص أثناء الكتابة باستخدام التعلم الآلي، بالإضافة إلى إعادة إنشاء الكتابة اليدوية والتدقيق الإملائي وتحويل النص المكتوب إلى أسلوب المستخدم الخاص. ومن خلال ميزة "شير بلاي" يمكن للمستخدمين الآن النقر على الشاشة والرسم عليها أثناء المشاركة، مع إمكانية التحكم عن بعد في أجهزة "آيفون" و"آيباد" الأخرى.
وأعلنت شركة آبل أيضاً عن "ووتش أو إس 11"، وهو نظام التشغيل المشغل لساعتها الذكية. ويأتي كل إصدار من "ووتش أو إس" مزوداً بمزايا صحية جديدة، ويحصل المستخدمون هذا العام على وضع تدريب يأخذ بيانات ومقاييس شخصية لمعرفة مدى تأثير شدة التدريبات ومدتها في الجسم بمرور الوقت. ويتميز تطبيق النشاط بقدرات جديدة، مثل "ترينينغ لود" الذي يقيس شدة التمرين ومدته لمعرفة مدى تأثيره بمرور الوقت. وباستخدام بيانات مثل معدل ضربات القلب والوتيرة، إلى جانب التفاصيل الشخصية، مثل العمر والوزن، يحدد التطبيق تقييماً لكل تمرين. وفي ملخص ما بعد التمرين، يمكن معرفة إذا كان المتمرن يتدرب أعلى من المتوسط أم أقل منه. ويعمل نظام "ووتش أو إس 11" على تمكين أخذ يوم راحة مع حلقات النشاط من دون فقدان أي سلسلة مهمة.
وتوفر "آبل" تطبيق "فيتالز" الجديد الذي يمنح نظرة سريعة على المقاييس الصحية المهمة، ومزايا جديدة لتتبع الحالة الصحية للمرأة، ويمنح طريقة جديدة تماماً لعرض البيانات الصحية واتخاذ قرارات مهمة بخصوص الصحة واللياقة البدنية. وتتضمن التحديثات الأخرى معلومات إضافية بخصوص "سمارت ستاك" التي تحتوي قائمة متجددة من عناصر واجهة المستخدم النشطة والتي يمكن الوصول إليها عن طريق التمرير إلى الجهة العلوية للشاشة.
شركة آبل تصل متأخرة
بعد مرور عام ونصف على إطلاق "تشات جي بي تي"، برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي المُبتكَر من "أوبن إيه آي"، عملت "مايكروسوفت" و"غوغل" و"أمازون" و"ميتا" جاهدةً لإدراج هذه التقنية في خدماتها، لكنّ شركة آبل بدت متأخرة في هذا المجال. ومع أنّ شركة التكنولوجيا العملاقة تعتمد أصلاً في أجهزتها "آيفون" و"آيباد" و"ماك" الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، فإنها لم تصدر أي إعلان مرتبط بهذه التقنية حتى الاثنين.
ويقول المحلل في شركة فوريستر ديبانجان تشاترجي، لوكالة فرانس برس: "كانت الشركة دائماً مهووسة بما تقدمه منتجاتها لزبائنها" لا "بمعجزات الرقمنة والتصغير"، و"لهذا السبب كانت آبل تكره الحديث عن التكنولوجيا الأساسية التي تعمل على تشغيل أجهزتها". لكن وسط الضجة التي أعقبت "تشات جي بي تي"، بات "لصمت آبل وقع"، على قوله.
وبسبب ولع المستثمرين بالذكاء الاصطناعي التوليدي، ضيّقوا الخناق على أسهم "آبل" التي ارتفعت بنسبة 2.5% فقط منذ بداية العام، مقارنة بارتفاع أسهم "مايكروسوفت" 13%، وأسهم "أمازون" 21%، وأسهم "ألفابت" (الشركة الأم لغوغل) 25%.
وعبر خوضها سباق الذكاء الاصطناعي، تحاول "آبل" إعادة صورتها الأسطورية كشركة معتادة على إطلاق منتجات وخدمات قادرة على تغيير عادات الاستهلاك، من أجهزة "ماك" إلى هواتف "آيفون" مروراً بمنتجات "آيبود". وسبق أن حققت "آبل" أول تحوّل كبير في فبراير/ شباط، عبر طرح خوذة "فيجن برو" للواقع "المختلط" (الافتراضي والمعزز). وتشكل هذه الخوذة منتجاً متطوراً (سعره 3499 دولاراَ)، يستهدف نسبة محدودة من جمهور "آبل" التقليدي.
وبالإضافة إلى التقدّم الذي حققه منافسوها، أصبح هذا السعي لتحقيق نجاحات جديدة طارئاً لـ"آبل"، بسبب انخفاض مبيعات "آيفون" بنسبة 10% على أساس سنوي في الربع الأول من العام 2024. ومن خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي، تستثمر شركة آبل في نشاط خدماتها الذي أصبح شريان الحياة لنموّها.
وتشير شركة كاناليس إلى أنّ 16% من الهواتف الذكية التي ستُطرح هذا العام ستكون مجهزة بميزات ذكاء اصطناعي توليدي، وهي نسبة يُتوقَّع أن ترتفع إلى 54% عام 2028. ويلفت بعض المحللين إلى مسألة استخدام البيانات الشخصية الضرورية لتوليد الذكاء الاصطناعي، والتي لطالما أظهرت "آبل" أنها تحميها، لدرجة جعلها أحد أسباب شعبيتها.
يُذكر أن الهوس بالذكاء الاصطناعي هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع قيمة "إنفيديا" السوقية من حوالي 300 مليار دولار في نهاية عام 2022 إلى نحو 3 تريليونات دولار. سمحت الرحلة النيزكية للشركة بتجاوز "آبل" لفترة وجيزة، الأسبوع الماضي، باعتبارها ثاني أكثر شركة قيمة في الولايات المتحدة.