استمع إلى الملخص
- أكدت "إنفورماسيون" أن المشجعين الإسرائيليين بدأوا بالعنف، حيث مزقوا الأعلام الفلسطينية وأطلقوا هتافات عنصرية، وتم توقيف عشرة منهم قبل المباراة.
- أشارت "بوليتيكن" إلى استمرار الهتافات المعادية للعرب في مطار بن غوريون، وانتقدت إزالة موقع "إكس" للفيديوهات التي تظهر الاستفزازات، مما يتناقض مع تصريحات عمدة أمستردام.
تناولت الصحف الدنماركية، يومي الأحد والاثنين، الاشتباكات التي وقعت في العاصمة الهولندية أمستردام مساء الخميس الماضي، بطريقة مغايرة للتغطية المنحازة التي قدمتها العديد من وسائل الإعلام الغربية والعبرية، والتي صورت ما جرى على أنّه "معاداة سامية منظمة". واعترفت صحيفتا إنفورماسيون وبوليتيكن بأن التغطية الصحافية الأولية في أوروبا لأحداث أمستردام كانت "مليئة بالارتباك"، بعد أن غمرت وسائل التواصل مقاطع العنف.
"إنفورماسيون" تترجم شعارات الإسرائيليين
وترجمت صحيفة إنفورماسيون الهتافات العنصرية التي كان يردّدها المشجعون الإسرائيليون ضد العرب، والتي تمجّد حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، منبهةً إلى طابعها الاستفزازي لمؤيدي فلسطين، كما أشارت إلى أن زعيم اليمين المتطرف في هولندا خيرت فيلدرز (وهو صديق مقرب للصهيونية الدينية المتطرفة) "ذهب مع غيره من الأحزاب المتطرفة نحو تأجيج النار ومحاولة استخدام ما جرى للتعبئة السياسية".
وأشارت الصحيفة إلى انتقاد مناصري فلسطين في الدنمارك قَفْزَ رئيسة حكومتهم ميتا فريدركسن على حصان الدعاية الصهيونية لأحداث أمستردام، لافتةً إلى أن "مجموعة أوقفوا الضم المؤيدة لفلسطين، والتي يتابعها نحو 50 ألف شخص على إنستغرام، وجهت انتقادات لاذعة لفريدركسن، متسائلين عن غياب تعاطفها مع 20 ألف طفل قتلوا في غزة".
في تقريرها قدمت "إنفورماسيون" رواية مغايرةً للرواية الإسرائيلية التي سارعت صحفٌ أخرى لتبنيها، فأشارت لى أن "مقاطع الفيديو، التي جرى التحقق من صحتها من قبل ذا نيويورك تايمز الأميركية، أظهرت أن الاضطرابات بدأت عندما وصل مشجعو فريق مكابي تل أبيب إلى أمستردام". كما لفتت إلى أنّ المشجعين الإسرائيليين مزقوا ونزعوا الأعلام الفلسطينية من على الشرفات، وردّدوا هتافات، يقول أحدها: "دع جيش الدفاع الإسرائيلي ينتصر، سوف ننكح العرب". ولفتت إلى أنّ مشجعي الفريق الإسرائيلي "هم من هاجموا سيارات الأجرة الأربعاء، وجرى توقيف عشرة منهم، قبل بداية المباراة"، كما نبهت إلى أنّهم كانوا يرددون شعارات تدعم الإبادة في غزة بوجود مئات رجال الشرطة الهولنديين، مثل "لماذا لا توجد مدرسة في غزة؟ لأنه لم يبق أطفال".
وفي العموم، يبدو أن ترجمة الهتافات والخطب والتصريحات من العبرية أصبحت تساهم في تفكيك وفضح السردية الصهيونية، كما جرى في أمستردام، برغم محاولات بعض وسائل الإعلام الأوروبية اعتبار ممجدي الفاشية والإبادة "ضحايا تزايد معاداة السامية". وبالطبع انساقت عمدة أمستردام، فيمكي هالسيما، إلى اعتبار ما جرى بمثابة "تعريض الحياة والثقافة اليهودية للتهديد"، وهو ما يتكشف زيفه بوجود آلاف اليهود في أمستردام الذي يرفض بعضهم الأفكار الصهيونية، ممن لم يتعرضوا لأي مضايقات.
بحسب "إنفورماسيون"، فإنه رغم كل محاولات تضخيم ما جرى لم ينجم عن هذه الأحداث "سوى جرح خمسة أشخاص خرجوا من المستشفى يوم الجمعة الماضي، على الرغم من الأرقام السابقة عن إصابات واختفاء مشجعين إسرائيليين".
"بوليتيكن": هتافات معادية للعرب قبل المباراة
من ناحيتها، انضمت صحيفة بوليتيكن في كوبنهاغن إلى ما ذهبت إليه هيئة البث العام (دي آر) منذ الخميس حول استفزازات المشجعين الإسرائيليين والتعدي على شرفات تضع العلم الفلسطيني وإطلاق الهتافات المشينة. وأشارت الصحيفة في تطابق مع ما نقلته شقيقتها "إنفورماسيون" إلى قيام أنصار مكابي تل أبيب بالتعدي على المباني لإنزال وتمزيق العلم الفلسطيني "وسط هتافات معادية للعرب"، قبل حدوث الصدامات الخميس. ولفتت إلى أن مقاطع الفيديو "تثبت أن المشجعين الإسرائيليين كانوا يهتفون بشعارات معادية للعرب وهم في طريقهم إلى المباراة وسط مرافقة الشرطة لهم"، بل "ردّدوا أيضاً هتاف أن لا مدارس في غزة لأنه لم يبق أطفال فيها"، وأشارت إلى أن "الهتافات المعادية والعنصرية ضد العرب تواصلت في مطار بن غوريون في تل أبيب بعد عودة المشجعين إليه".
والمثير وسط مراجعة صحف أوروبية لأحداث أمستردام التي نفخ فيها اليمين المتطرف الأوروبي والصهيونية الدينية أن موقع إكس ("تويتر" سابقاً)، بحسب الصحيفتين الدنماركيتين، قام بإزالة الفيديوهات التي تظهر استفزاز مشجعي الفريق الإسرائيلي لمؤيدي فلسطين. ونقلت الصحيفتان عن عمدة أمستردام هالسيما زعمها أن "مشجعي الفريق الإسرائيلي غير معروفين بالعنف"، بل واعتبرت أن سلوك أنصار الفريق الإسرائيلي واستفزازاته "ليست عذراً أبداً"، بحسب موقع دي فولكسرانت الهولندي.