في جنوب شرق الجزائر، على حدود ليبيا والنيجر ومالي، تقبع منطقة منسية تدعى طاسيلي ناجر، وهي هضبة شاسعة تغطي مساحة قدرها 72 ألف كيلومتر مربع، ولها تاريخ عريق مرسوم على جدرانها وطبيعتها.
تنتمي المنطقة إلى قائمة التراث العالمي المحميّ للأمم المتحدة منذ 1982، وتضم مجموعة استثنائية من الرسومات والنقوش وبقايا عصور ما قبل التاريخ.
(Getty)
وقد تركت الشعوب المتعاقبة على المنطقة منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد إلى القرون الأولى من العصر الحديث، عدداً كبيراً من البقايا الأثرية، والمساكن، والمدافن، والمعدات.
علاوة على ذلك، حوّل الفن الصخري (النقوش واللوحات) المنطقة إلى مركز أضواء عالمي منذ 1933. وقد رصد العلماء 15 ألف نقش حتى الآن، بحسب الأمم المتحدة.
(Getty)
وتعرض الرسومات التغييرات في الطقس وهجرة الثروة الحيوانية وتطوّر الحياة البشرية في هذه المنطقة القاحلة، كما تمتع المحبين للطبيعة بـ"الغابات الصخرية " التي تتشكّل من الصلصال الرملي المتآكل.
وتضم الرسومات تمثيلات لرؤوس مستديرة غامضة قد تمثل ممارسات دينية سحرية محتملة تعود إلى نحو 10 آلاف عام، بينما يتمتع المستكشفون بتمثيلات الماشية التي تصور الحياة اليومية والاجتماعية، والتي تعد من أشهر الفنون الجدارية في عصور ما قبل التاريخ، وتتمتع بواقعية طبيعية وجمالية.
(ميشال هويه/Getty)
وحافظ الحجر الرملي في المنطقة على آثار وعلامات الأحداث الجيولوجية والمناخية الكبرى. ساهمت التأثيرات المسببة للتآكل ،كالمياه والرياح، في تكوين شكل معين لصخور المنطقة، وهو شكل هضبة منحوتة بالمياه ومخفّفة بالرياح.
تقول منظمة "يونيسكو": "يعد الفن الصخري لطاسيلي ناجّر التعبير الأكثر بلاغة عن العلاقات بين الإنسان والبيئة، بأكثر من 15 ألف رسم ونقش تشهد على التغيرات المناخية، وهجرات الحياة البرية، وتطور البشرية على حافة الصحراء. يصور هذا الفن الأنواع التي تعتمد على الماء مثل فرس النهر والأنواع التي انقرضت في المنطقة منذ آلاف السنين. هذا المزيج من العناصر الجيولوجية والبيئية والثقافية هو شهادة على الحياة.
(Getty)