لم يضف الجزء الخامس من مسلسل "الهيبة" لحضور الممثل السوري عبد المنعم عمايري. على العكس، ينعدم دور البطولة أمام حضور زميله، بطل السلسلة، تيم حسن، لتتحول المواجهة بين قوتين متصارعتين، الرابح ضمنها، من دون شك، هو "جبل".
قبل قرابة عام، قدم عبد المنعم عمايري واحداً من أبرز أدواره في مسلسل "قيد مجهول"، من كتابة لواء يازجي ومحمد أبو لبن، من إخراج السدير مسعود. يومها، توسم جمهور الرجل خيراً في القفزة النوعية التي استحقها بطل "بقعة ضوء"، وطالبه بالمزيد من العمل على مثل هذه الأدوار.
يجسد عبد المنعم عمايري في "الهيبة: جبل" دور "بديع"؛ ركيزة الخصم الأساسية في الحبكة لمواجهة "جبل" داخل القرية الحدودية: الهيبة، التي يعيش سُكانها على التهريب كمصدر رزق أول، إلى جانب معارك "الهيبة" المفتوحة مع العصابات في العراء والسهول.
تحدي هذه العصابات يبقى في التخلّص من "جبل"، كمحاولة لبسط نفوذ المافيا، وتسيير أمورها ومصالحها. هكذا، استنجدت شركة الإنتاج بعمايري، ضمن سيناريو يقضي بتعيينه مهندسًا لسد مياه يقام في "الهيبة".
من دمشق باتجاه لبنان، يقطع المهندس "وديع"، صاحب السوابق، بجواز سفر مزور، الحدود. ويصل الهيبة لتسهيل مهمة عبور مقاتلي "داعش" إلى لبنان، وتهريب آثار مدينة تدمر، عن طريق سدّ المياه، إلى أوروبا، لبيعها في مزاد علني هناك.
في الشكل، استطاع كتّاب الجزء الخامس تصوير التباين بين عملاء "داعش"، وقياداتها. "وديع" الهارب من العدالة في سورية، لا يهتم إلاّ بالمال، ويسقط أمام امتحان أول امرأة تصادفه، وينافس أصدقاءه في نوعية الخمر المفضلة لديه، وجل ما يسعى إليه هو تهريب آثار وبيعها إلى أوروبا، مقابل عمولة مالية كبيرة.
ينفذ عمايري دوره بحرفية، لكن ذلك لا يعفيه من كونه مسؤولاً عن مساحة الدور الذي وافق عليه، ما وضعه في قالب هامشي قياسًا بالصراع بين "جبل" و"داعش". في الوقت نفسه، ينفذ "وديع" أجندة أسياده من خلال "الختيار"، قائد المافيا "السري" الذي لا يظهر، لكنه يتحدث في الهاتف مع عملائه، رغبة في الانتصار على جبل مرة أخرى، ذلك بعد أربعة مواسم من الصراع والحرب. لكن النتيجة مخيبة، إذ لا بد من خسارة "وديع" أمام البطل الذي لا يُقهر، أي "جبل"، وتحويل القصة إلى فيلم أكشن، وتوقع انهيار الأبطال، وكشف الحقائق كاملة قبل الحلقة الأخيرة، من باب تشويق المشاهد، واللعب على عنصر المفاجأة في أن الخير المتمثل في أحقية "جبل" وزعامته لـ "الهيبة" سينتصر مهما بدا الظلام محيطاً بالقرية وأهلها ومصيرها.
ربما، لم يستطع عمايري رفض العرض المقدم له من شركة الصبّاح للمشاركة في هذا الجزء، لكن الواضح أنه وافق بسرعة، ولم ينتبه إلى بعض الشوائب التي كان بإمكانه تفاديها، بعيداً عن "نمطية" الانتصار المفروض أن يلازم البطل الأوحد تيم حسن، لسبب واحد يدخل في إطار صدقية المبارزة بين "القطبين"، الأول رغم سجله الحافل بالتهريب والقتل هو "الخير"، والثاني هو "الشر" المستطير الذي يريد دمار القرى، مقابل نزواته ومآربه، والأمر سيان.