سادت حالة من الغضب والاستياء مواقع التواصل المصرية، بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وقلق المصريين على أبنائهم وذويهم هناك، حيث يتجاوز عدد الطلبة أربعة آلاف، يضاف إليهم أهاليهم، وسط عدم تجاوب السلطات في القاهرة والسفارة المصرية في كييف مع استغاثاتهم للإجلاء وتقطُّع السبل بهم بين عدة مدن أوكرانية.
وتنبّه إعلام النظام متأخراً لتلك النداءات ودعوات الإجلاء التي عجّت بها مواقع التواصل، وحاولت الأذرع تخدير المشاهدين بكلمات وشعارات رنانة، مثل عمرو أديب على قناة "إم بي سي مصر" في برنامجه "الحكاية" الذي أشاد بوزيرة الهجرة نبيلة مكرم، وبثّ مقطع فيديو لما أسماه تواصلها عبر الإنترنت مع الطلبة المصريين، وأشاد بعمليات لها سابقة، من دون أي معلومة مؤكدة عن حقيقة الإجلاء.
وبثت المواقع المؤيدة في ساعات متأخرة من ليلة أمس أخباراً عن مطالبة السفارة المصرية للمصريين بالتوجه نحو الحدود البولندية، مع تخبطها ونفيها لبعض المواقع استقبالهم هناك، ومطالبة الموجودين شرق أوكرانيا بالتزام المنازل.
ومع تسارع النداءات والاستغاثات التي تطورت لمقاطع فيديو وفقرات من البث الحيّ لطلاب داخل مترو ومخابئ كييف، لجأوا إلى مواقع التواصل لتبادل المواقع ونقاط التماس وأرقام الهواتف لمساعدة بعضهم بعضاً، بعيداً عن السفارة والنظام، وكان أشهرها مجموعة للسفر شهيرة على فيسبوك، تحمل اسم Travel Secrets Club Official، حوّلوها إلى غرفة عمليات لمتابعة عمليات الإجلاء والإغاثة وتبادل المعلومات.
#طلاب_مصر_في_أوكرانيا احنا الطلاب المصريين في أوكرانيا في مدن الشرق كل يوم في قلق وتوترات بسبب الوضع الحالي
— Basmala khalil (@cocobas9) February 24, 2022
ومعظم والسفارات سحبت ابنائها واحنا قاعدين هنا
اتكلموا عننا ارجوكم احنا عايشين في توتر وقلق وخوف من الحرب اللي ممكن تحصل في أي لحظة
ساعدونا نرجع بلدنا ونكمل دراستنا فيها pic.twitter.com/wHstVpoyWB
استغاثت مروة محمود بنشر فيديوهات للحرب والقصف، وقالت ضمن منشور طويل: "إحنا الطلاب المصريين في أوكرانيا، الحرب ابتدت الضرب في كل حتة، محدش سامعنا ومحدش سائل فينا، أرجوكم وصلوا صوتنا، إحنا في رعب والله، عاوزين نرجع بأمان لبلدنا".
وفعلت مثلها دعاء عبد الهادي، وكتبت: "#إحنا_سندك، جماعة أنا أخويا في خيرسون ومش لاقيين أي مواصلة توديهم لأوديسا يتصرف إزاي القصف شغال فوق دماغهم لو حد يقدر يساعد أو في حل يبعتلي".
وتطوع أحمد من ألمانيا قائلاً: "شباب لو في حد في أوكرانيا ويعرف يدخل بولندا أو ألمانيا ومعندوش مكان يروحه يبعتلي وأنا هروح أجيبه بالعربية يقعد معايا، أنا قريب من الحدود دلوقتي #احنا_سندك".
وعبّرت سارة خيري عن فرحتها بوصول صديقتها إلى بر الأمان، وشكرت المتعاونين قائلة: "الحمد لله حمداً كثيراً صاحبتى وصلت بولندا بالسلامة، شكراً لكل اللي حاول يساعد ولو بالدعاء، شكراً لأدمن الغروب، الحمد لله، #احنا_سندك".
وقصّ عبد الرحمن فاضل تجربته في عبور الحدود، وقال: "#احنا_سندك، احنا أول مصريين يعدو حدود رومانيا من أوكرانيا، منظمات كتير استقبلت الناس هنا في رومانيا وبيقدموا مساعدات، عبور الحدود الأوكرانية قعدنا 10 ساعات فيه، وربنا يحفظ كل اخواتنا اللي في باقي المدن يا رب".
ونشر جرجس جاد الرب موقعه في رومانيا، وقال: "الله المستعان، جاري استقبال 32 طالباً من أوكرانيا إلى رومانيا بتسهيل يا رب".