كسرت المعلمة الفلسطينية، بنياس أبو حرب، رتابة التعليم الإلكتروني التقليدي الذي يحصل عليه الطلبة الفلسطينيون، سواء في فلسطين أو خارجها خلال جائحة كورونا، عبر دمجه بعروض الدمى المعروفة باسم "الماريونيت".
وسخّرت أبو حرب (27 عاماً) خبرتها في مجال تدريس اللغة الإنكليزية بجانب تطويع الدمى لتقديم طريقة جديدة للتعليم الإلكتروني تجذب معها الأطفال متلقي المعلومات عبر البرامج المحوسبة أو تلك المتوفرة عبر الهواتف الذكية لتقديم الدروس على طريقتها الخاصة.
وينجذب الأطفال تلقائياً للأسلوب والطريقة التي تقدم بها أبو حرب الدروس نظراً لدمج العروض التي تستخدم الدمى، إلى جانب القصص وهو ما يجعل الأطفال يتفاعلون معها بشكل أكبر رغم الاعتماد على التعليم الإلكتروني.
ولم يقتصر الأمر على تشكيل مجموعات محلية في قطاع غزة لتدريسهم، إذ تمكنت بنياس من تكوين مجموعات يوجد بعضها في دول عربية مثل السعودية وتركيا، تتبع معهم ذات الطريقة من أجل كسر رتابة التعليم التقليدية.
وتركز في تقديم دروسها الإلكترونية المدمجة بعروض "الماريونيت" على الفئة العمرية من سن 6 سنوات إلى 12 عاماً، إذ تميل إلى محاولة تأسيس الطلبة باللغة الإنكليزية مع دمج بعض الأشياء المتعلقة بالمنهاج المدرسي.
وتقول أبو حرب لـ "العربي الجديد" إن اختيارها لهذا النوع من الفن على وجه التحديد ودمجه في إطار التعليم الإلكتروني المقدم للأطفال جاء لكون الجيل الحالي لا يعرفه نظراً للإقبال على الأجهزة الذكية والتكنولوجيا مقارنة بالأجيال السابقة.
وحاولت الشابة العشرينية أن يكون استخدام عروض "الماريونيت" وسيلة لتعريف الأطفال به إلى جانب أنه يكسر الأسلوب التقليدي المتبع في وسائل التعليم الإلكترونية القائمة على التلقين وتقديم الدروس بشكل جامد.
وجاء تركيز أبو حرب على الأطفال في تقديم هذا النوع من التعليم، نظراً لرغبتها في تأسيس الأجيال الصاعدة التي تحتاج إلى مجهود كبير خصوصاً في اللغة الإنكليزية، مقارنة مع البالغين الذين يستطيعون القراءة ومساعدة أنفسهم.
وتشير إلى أنه في بداية تجربتها كانت تقدم درساً أسبوعياً للأطفال إلا أنه ومع زيادة الطلب من الأطفال والأهالي رفعت عدد الدروس المقدمة لهم إلى 3 أسبوعياً، طورت فيها الأساليب المتبعة في التعليم الإلكتروني.
وبحسب أبو حرب فإنها وجدت أن الطفل حقق من وراء الأسلوب الذي اتبعته نتيجة أفضل من الوسائل التقليدية المتبعة، خصوصاً أنه يكسر الملل لدى الطفل ويزيد من تفاعله معها خلال إعطاء الدروس رغم تقديمها إلكترونياً.
وبدأت الشابة الفلسطينية تجربتها مع بداية جائحة كورونا وانتشاره عالمياً أواخر فبراير/ شباط الماضي، وهو ما انعكس إيجابياً عليها على المستوى المادي أو من خلال عامل معنوي تمثل في ارتفاع مستويات تحصيل الطلبة في اللغة الإنكليزية.
وواجهت أبو حرب صعوبات عدة خلال عملها تمثلت في طلب بعض البرامج والمنصات اشتراكات مدفوعة، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي وسوء شبكة الإنترنت، وهو ما ينعكس بالسلب على عملها في أوقات تقديم بعض الدروس.