أثارت زيارة صحافيين ومدونين مغاربة للاحتلال، استجابةً لدعوة وزير خارجية الإسرائيلي، غضباً واسعاً في صفوف مناهضي التطبيع ومسؤولي نقابة الصحافيين في المغرب.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت وصول وفد من الإعلاميين والمدونين، مكون من 8 أشخاص، من المغرب إلى إسرائيل، يوم الأحد الماضي، في أول زيارة رسمية لهم.
وقال القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ديفيد غوفرين، في تغريدة له على موقع "تويتر"، إن الزيارة تأتي لما قال إنه "تعزيز وترسيخ التعاون الثقافي والإعلامي والاجتماعي بين البلدين".
وفيما لم يعلن القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ديفيد غوفرين، أسماء أولئك الأشخاص، كشف رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد "، أن الوفد يترأسه كل من سميرة بار، التي تعمل موظفة لدى الحاخام الأكبر أبراهام غلون، الذي قدم إلى المغرب أخيراً، بدعوى محاربة الفقر من خلال الزكاة، بالإضافة إلى شخص يقدم نفسه كإعلامي ويسمى سالم الكارح.
وبحسب ويحمان، فإن "الوفد لا يضم وجوهاً إعلامية معروفة، ولا أسماءً وازنة في المجتمع المدني المغربي، بل يضم أشخاصاً لهم سوابق قضائية سنعمل على الكشف عنها في الأيام المقبلة".
وأضاف: "طبيعة الوفد تظهر طينة من يعتمد عليهم الكيان الصهيوني، في محاولته إحداث اختراق للشعب المغربي الرافض للتطبيع وتبييض جرائمه. ولهذا فنحن مطمئنون إلى أن التطبيع لن يذهب بعيداً".
في السياق ذاته، كشفت وسائل إعلام محلية عن أنه يوجد ضمن الوفد متابع سابق في إحدى خلايا ما كان يعرف بـ"السلفية الجهادية"، التي فُكِّكَت عقب الأحداث الإرهابية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء في 16 مايو/أيار 2003، حيث كان قد قضى بضعة أشهر في جناح المعتقلين الاحتياطيين للسلفية الجهادية، قبل أن يحصل على البراءة.
وأشار الموقع إلى أن الشخص المعنيّ كان قد خضع للتحقيق في ملف الخلية النائمة لتنظيم القاعدة التي أعلن المغرب تفكيكها صيف 2002، والتي كان يتزعمها 3 سعوديين أدينوا على إثرها بـ10 سنوات سجناً، قبل أن يُرحَّلوا إلى بلدهم الأم.
إلى ذلك، اعتبر رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الله البقالي، زيارة وفد من الصحافيين المغاربة لإسرائيل "سبة وإهانة وإذلالاً في حقهم، خصوصاً أن الكيان الصهيوني هو من تكفل بمصاريف السفر والإقامة لـ6 أيام على الأراضي الفلسطينية المغتصبة".
وأكد البقالي، في تصريحات صحافية، أن الزيارة التي قام بها عدد من الصحافيين والإعلاميين والمثقفين بطريقة سرية، وبكفالة من الكيان الصهيوني، ستبقى نقطة عار على جبينهم وعلى الصحافة المغربية، خصوصاً أن الجهات المعنية من الطرفين تعمدت إخفاء الزيارة في البداية، ثم إعلانها في آخر لحظة، ما يكشف طبيعتها وما وراءها من مخططات".
وقال المصدر ذاته إن "النقابة ترفض مثل هذه الزيارة، وهذه الأشكال من التطبيعات المشينة لصورة الصحافيين المغاربة". ولفت إلى أنه "ليس ضد زيارة فلسطين للقيام بتغطيات إعلامية صحافية لفائدة الرأي العام، لكن أن تتكفل وزارة الخارجية الإسرائيلية بمصاريف السفر والإقامة، فهذا يندرج في عمق التحقير والتقليل من قيمة الصحافيين المغاربة".
وزار الوفد أول أمس متحف "ياد فاشيم" لتخليد ذكرى الهولوكوست (المحرقة النازية)، ومن ثم التقى أعضاء الوفد في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية مع وزير الخارجية يائير لبيد، والمدير العام للوزارة ألون أوشبيز.
وخلال السنوات الأخيرة، نُظِّم، سرّاً، عدد كبير من الزيارات لصحافيين وإعلاميين مغاربة من طرف وزارة الخارجية الإسرائيلية. وواكب تلك الزيارات التي تسربت منها مجموعة من الصور جدل كبير داخل المغرب في تلك الفترة، والأمر نفسه حدث مع بعض ناشطي الحركة الأمازيغية ممن اعتادوا زيارة إسرائيل علناً في وقت سابق.