يقف المغني اللبناني فضل شاكر أمام عتبة جديدة يسعى لتخطيها، في محاولة منه لكسب المزيد من الرأي العام إلى صفه، بعد أن قرر منذ أكثر من عامين العودة إلى الساحة الفنية التي غادرها قبل أحد عشر عاماً.
والعتبة التي يقف أمامها شاكر تسير في اتجاهين: أولاً ظهوره في الأيام القليلة المقبلة في أحد البرامج التلفزيونية اللبنانية في حوار مسجل من المقرر عرضه قبل رمضان، يرد فيه على الأسئلة حول موقفه القانوني ومشاريعه الفنية، وسط إصراره على عدم تسليم نفسه إلى القضاء اللبناني لخوفه من محاكمة كيديّة وسياسية غير نزيهة، وثانياً تحول الغزل عبر منصات التواصل الاجتماعي بينه وبين "روتانا" إلى فعل واقع، بعدما تردد في الكواليس عن رغبة الشركة السعودية في إنتاج ألبوم غنائي لشاكر، على إثر النجاحات التي حققتها أغنياته الأخيرة التي حصدت مشاهدات مليونية على صفحته الرسمية في "يوتيوب".
مرحلة جديدة
تأتي فكرة التعاون بين الشركة السعودية والمغني اللبناني بعد اتصالات مباشرة بين رئيسها سالم الهندي وشاكر، تابع الطرفان على إثرها بعضهما البعض عبر "تويتر"، في المرحلة التي أعقبت صدور أغنية "وينك حبيب"، وهو ما مهّد لاحقاً لعرض الأغنية على قنوات "روتانا" التلفزيونية، بالتزامن مع بدء صفحات الشركة بعرض أغاني شاكر التي أنتجتها سابقاً على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتطوى صفحة الخلاف الذي استمر طويلاً بين الطرفين، وأعلنه شاكر صراحة في إطلالته التلفزيونية التي أعلن فيها اعتزاله الغناء على شاشة "روتانا خليجية" صيف عام 2012.
وأكثر ما يدل على حدوث انفراجة في العلاقة بين الطرفين هو الفيديو الترويجي الذي بثّته "روتانا" على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" يوم أمس الثلاثاء لجمهورها، طالبة التعليق عليه، تحت عنوان: "روتانا وفضل شاكر قصة نجاحات... ما هي أكثر أغنية تحبها؟"، تمهيداً للمرحلة الفنية المقبلة بينهما.
ألبوم قديم أم جديد؟
لا يعرف أحد سوى "روتانا" وفضل شاكر أسلوب التعاون المقبل بينهما. هل سيكون الألبوم الذي قيل إن شاكر يسعى لإنجازه حالياً، بعد تعافيه قبل أيام من "كوفيد-19"، حسبما أعلن نجله محمد، والمتوقع صدوره في عيد الفطر، يحمل أغنيات جديدة حضرها المغني اللبناني في الشهور الماضية؟ أم سيكون الألبوم نفسه الذي أنجزه موسيقياً قبل إعلانه الاعتزال ولم يضع صوته حينها على أغانيه، ومن بينها آخر ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدي "يهون العمر لحبيبي" الذي تملك "روتانا" حقوقه؟
"لسه الحالة متسرش"
قبل شهر أصدر شاكر أغنيتي "وينك حبيب" باللهجة اللبنانية و"لسه الحاله متسرش" باللهجة المصرية خلال وقت متقارب، وبينهما ظهر عبر قناة "الجديد" شاكراً جمهوره على الاحتفاء بأغانيه، ورافضاً حكم المحكمة العسكرية في لبنان بحقه.
وأعلن تحديه جميع الفنانين بأن ينافسوه بأغنياتهم لا أن يشنوا حروبهم عليه لمجرد عودته إلى الغناء، واصفاً إياهم بـ"الفنانين التنك" من دون أن يسميهم، ومؤكداً: "أسجل أغنياتي من تحت صفائح الزينكو، وليس في استديوهات باريس ولندن".
ولاقت عودة شاكر للغناء ترحيباً من بعض زملائه، ومنهم شيرين عبد الوهاب ونوال الكويتية وأصالة.
وكانت المحكمة العسكرية اللبنانية قد برأت شاكر من تهمة قتال وقتل الجيش اللبناني عام 2018، ثم أعادت الحكم عليه غيابياً في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بالسجن لاثنين وعشرين عاماً مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية، بتهمة "التدخل في أعمال الإرهاب"، على خلفية دعمه مجموعات إسلامية متشددة.