عادت فرقة "ذا بيتلز" إلى دائرة الضوء، إذ يُعرَض الشهر المقبل فيلم وثائقي عنها لبيتر جاكسون يشكّل حدثاً، سبقه إلى الصدور هذا الأسبوع كتاب عنوانه "غيت باك" Get Back يتضمن حوارات بين أعضائها في الاستوديو عام 1969، السنة الفعلية الأخيرة للرباعي الشهير.
ويكتمل المشهد اليوم الجمعة بطرح ألبوم "ليت إت بي" Let It Be، في علبة خاصة بالذكرى الخمسين لإصداره الأصلي. كان من المقرر أن يرى الألبوم النور العام الماضي، لكنّ الموعد أرجئ بسبب الأزمة الصحية.
و"غيت باك" هو الاسم الأصلي للمشروع الذي من أجله عقد فريق "ذا بيتلز" جلسات تسجيل في الاستوديو في لندن، في يناير/كانون الثاني 1969. لكن شرائط هذا الألبوم وضعت في الخزانة. ووفرت جلسات التسجيل بعد ذلك المادة اللازمة لألبوم "آبي رود"، فيما أفضت المقاطع الصوتية التي عدّلها المنتج فيل سبيكتور إلى "ليت إت بي"، آخر أسطوانة أصدرتها الفرقة، وتضمنت أغنية عنوانها "غيت باك".
وتوفر جلسات العمل الخاصة بألبوم "غيت باك" الذي لم يولد، وسجلت بالكامل وصورت بهدف إنتاج فيلم وثائقي في حينه، مادة مهمة عن تاريخ الفرقة.
واستُخدِمَت الحوارات الواردة في الأشرطة الصوتية بين أعضاء الفرقة بول مكارتني وجون لينون وجورج هاريسون ورينغو ستار في إعداد كتاب "ذي بيتلز: غيت باك" الذي صدر في وقت واحد الثلاثاء بأكثر من لغة، بينها الإنكليزية، عن دار "كالاواي".
وقال الناقد الشهير في مجال موسيقى الروك ميشكا أساياس الذي تولى إعداد النسخة الفرنسية من الكتاب، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن "ثمة أمورا لم نكن نعتقد أنها موجودة. إنها بمثابة كنز لعشاق" الفرقة.
وأضاف أساياس الذي أصدر معجماً مرجعياً عن موسيقى الروك: "كنت أول من صدّق كل أنواع الخرافات، ومنها مثلاً أن بول (مكارتني) وجون (لينون) كانا يتبادلان الكره، ولم يكونا يتواصلان كثيراً، وأن الأمور سارت بشكل بالغ السوء في ما يتعلق بالألبوم المُجهَض. إلا أن من يطّلع على الحوارات التي أورد الكتاب نصها، يلاحظ انسجاماً كبيراً بين الاثنين، وتسير الأمور بينهما بشكل رائع، وتنساب الأغنيات كما النكات".
إلا أن المشاهد المتوافرة عن هذه المرحلة في فيلم "ليت إن بي" كانت توحي حتى الآن أن توتراً كان يسود في الاستوديو.
وتعليقاً على إبراز شجار في الفيلم، أكد أساياس أن "شجارات من هذا النوع تحصل في كل الفرق خلال التسجيل في الاستوديو"، معتبراً أن هذا المشهد من الفيلم "صدم الناس، لأن أحداً لم ير من قبل شجاراً" بين أعضاء "ذا بيتلز".
وأضاف أن "ما قيل من أن المجموعة كانت تحتضر في ذلك الوقت، وأن النتيجة كانت سيئة، ليس صحيحاً على الإطلاق، فقد كانت الأمور تسير على خير ما يرام مطلع عام 1969".
حتى ذلك الحين، كان عامة الناس ينسبون مسؤولية الانفصال إلى بول مكارتني الذي لم يفعل سوى إعلانه رسمياً في بيان، في إبريل/نيسان 1970. ولكن في مقتطف عُرض أخيراً، من مقابلة تعرضها "بي بي سي" في 23 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، قال مكارتني "أنا لم أتسبب في الانفصال، بل إنه جوني (لينون)".
وروى أساياس أن "لينون ابتعد عن الفرقة منتصف عام 1969". ولكن لم يكن كل شيء في أفضل الأحوال مطلع السنة. وقال أساياس "في منتصف الجلسات، رحل جورج (هاريسون)، إذ لم يعد يريد أن يعامَل (من بول وجون) وكأنه الأخ الأصغر (...). ويقول رينغو (ستار) في الشريط: (إذا كنا ثلاثة، علينا العزف بصوت أعلى)، ثم تُسمح ضحكات. ويعلّق جون مستفزاً (ما علينا إلا أن نطلب من (إريك) كلابتون أن يأتي)، نشعر أن كل شيء ممكن في الواقع".
ولكن ما لبث هاريسون أن عاد. ورفض أساياس النظر إلى وضع الفرقة من خلال هذه المحطة وحدها، وقال "ما لمسته (...) أنهم اشبه بمجموعة من الأطفال الذين يضحكون، وبالتالي لم يكن الوضع قاتماً على الإطلاق".
كذلك، ركّز وثائقي بيتر جاكسون، وهو مخرج سلسلة أفلام "سيد الخواتم" الشهيرة، على جو الفرح في الاستوديو، في إعلانه عن عمله المنتظر. وقال أساياس "لم أشاهد الفيلم، ولكن قيل لي إن فيه الكثير من الأشياء الأخرى مقارنة بالكتاب".
ويشكّل هذا الوثائقي حدثاً، إذ تتضمن ساعاته الست صوراً ومشاهد مرممة لم يسبق أن نُشرَت، وستعرض أقسامه الثلاثة على منصة البث التدفقي "ديزني بلاس"، في 25 و26 و27 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ومعه تتواصل كتابة قصة فرقة "ذا بيتلز"، بعد أكثر من نصف قرن على انفراط عقدها.
(فرانس برس)