أُوقف صانع المحتوى الفرنسي الشهير على منصة يوتيوب، نورمان تافو، في 5 ديسمبر/كانون الأول الحالي، للتحقيق معه في قضايا استغلال واغتصاب نساء بينهن قاصرات، وفق ما كشفت صحيفة ليبراسيون. نورمان هو ثالث أشهر نجم على "يوتيوب" في فرنسا، إذ تجذب قناته 12 مليون متابع.
ما نشرته الصحيفة الفرنسية أكدّه لها ولوكالة فرانس برس مكتب المدعي العام الفرنسي الذي أشار إلى أن التحقيق في هذه القضية مفتوح منذ يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد ادّعاء 6 نساء على تافو. وأفادت "ليبراسيون" بأنّ 5 من المدعيات اتّهمن تافو بالاغتصاب، بينما لم تكن اثنتان منهن قد بلغتا سن الرشد القانوني عند حصول الواقعة.
خبر توقيف تافو تناولته أغلب وسائل الإعلام الفرنسية الإثنين، خاصة أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها اسمه في هذا النوع من القضايا. بدأ الأمر عام 2018، في خضمّ حملة "اكشفي يوتيوبر (Youtuber) متحرّش " التي لحقت بحملة "اكشفي خنزيرك"، وهي النسخة الفرنسية من حملة #MeToo (أنا أيضاً) المناهضة للتحرش والاعتداء الجنسي. سبق تداول اسم تافو حينها إقدام صانع المحتوى الأكثر مشاهدة على "يوتيوب" في فرنسا، لوكاس هوشارد، على نشر تغريدة استنكر فيها السلوك غير اللائق لبعض صانعي المحتوى الذين يستغلون هشاشة متابعيهم من صغار السن في الحصول على علاقات جنسية. وكتب حينها: "عاجلاً أم آجلاً ستظهر الحقيقة".
هذه التغريدة فتحت باباً أمام توالي الشهادات عن سلوك نجوم "يوتيوب"، وتكرّر فيها اسم نورمان تافو. ونشرت حينها صحيفة لو باريزيان تحقيقاً، جمعت فيه شهادات مراهقات تعرّضن للتحرش من قبل عدد من صانعي الفيديوهات عبر "يوتيوب" في فرنسا. لكن القضية لم تتجاوز ذلك، ولم يتمّ التأكد من هذه الاتهامات ولا متابعتها قضائياً.
في 8 يوليو/تموز 2020، تحدثت ماغي ديماري، عبر حسابها في "إنستغرام"، عن تلاعب تافو بها عبر تطبيق سناب شات، وذلك للحصول على صور وفيديوهات ذات طابع جنسي. دعّمت الشابة حديثها بلقطات للرسائل المتبادلة مع تافو، كما أعلنت تقدّمها بشكوى قضائية ضدّه، وعن تلقيها شهادات ورسائل من شابات تعرّضن لنفس الأمر من قبل الشخص نفسه. ديماري كانت في الـ16 حينها، بينما كان تافو يبلغ 31 عاماً. وفي وقت لاحق، أدلت بشهادتها علناً، عبر منصة أوربانيا الإعلامية، وأوضحت كيفيّة تلاعب تافو بها مستغلاً كونها إحدى معجباته صغيرات السنّ. وحسب معلومات "ليبراسيون"، ديماري واحدة من الشابات الست اللواتي استمع إليهنّ القضاء الفرنسي. وباستثناء ديماري، كل المدعيات الأخريات تعرّضن للاغتصاب.
فور انتشار هذه المعلومات، أعلنت منصة ويبيديا، المسؤولة عن إنتاج محتوى أشهر نجوم "يوتيوب" في فرنسا، عبر حسابها على موقع تويتر، عن تعليق تعاونها مع نورمان تافو. وجاءت أغلب التعليقات نقديّة ومُستغربة لكيفيّة تجاهل الشهادات سابقاً، وانتظار الشركة إلى الآن لتّتخذ موقفاً.
نجم "يوتيوب" الفرنسي ليو غراسي، المتخصّص في نشر محتوى علمي، مُتّهم أيضاً في قضايا اغتصاب وتحرش جنسي. وفُتح تحقيقان هذا العام، في باريس وليون، للتأكّد من هذه الاتهامات واتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة بناءً على النتائج.
الإثنين أيضاً، أصدرت محكمة جنايات باريس حكمها بحق الصحافي الفرنسي جان مارك مورونديني، وذلك بتهمة استغلال قاصرين. الحكم قضى بسجنه لمدة عام مع وقف التنفيذ، ويعود إلى حوادث وقعت بين عامي 2009 و2013، قام خلالها مورونديني باستغلال مراهقين قاصرين. حصل الأمر عبر مراسلات إلكترونية، وخلال تجارب أداء أجراها لهم في منزله. محكمة جنايات باريس أصدرت حكمها على فعل "الاعتداء"، لكنها لم تعتبر مورونديني "مُفترساً أو بيدوفيلي (مُعتدٍ جنسيّاً على قاصرين)". محاميتاه أعلنتا عن تقدّمهما بطلب استئناف، بينما أعلنت محطة سي إن نيوز، لصحيفة "ليبراسيون"، أن مورونديني سيواصل تقديم برنامجه اليومي، لأنّ الاستئناف يعني أن قرينة البراءة تنطبق في هذه الحالة.
وفقاً لتقرير صدر في بداية العام عن وزارة الداخلية الفرنسية، ارتفعت البلاغات عن العنف الجنسي في فرنسا بنسبة 82 في المائة، خلال السنوات الخمس الماضية. عدد البلاغات في باريس، على سبيل المثال، ارتفع بنسبة 30 في المائة مقارنة بالعام الفائت، وذلك فقط حتى منتصف سبتمبر/أيلول الماضي. هذا لا يعني أن عدد الإدانات أو المحاسبة إلى ارتفاع، أو أن تعامل الشرطة الفرنسية مع هذا النوع من القضايا في تحسّن.