تخوض الممثلة السورية، كاريس بشار، في عالم الدراما المُشتركة، بعد مشاركة لم تضمن لها نجاحاً في مسلسل "ستيلتو"، المستنسخ عن Ufak Tefek Cinayetler التركي. كاريس بشار المقيمة في بيروت منذ عشر سنوات حاولت من البداية تحصين نفسها لجهة الأدوار التي تختارها، فأبلت حسنًا في مجموعة من الأعمال التي أثرت تجربتها ما بعد الحرب السورية.
في "غداً نلتقي" (إخراج رامي حنّا)، أعطت بشار دروساً في فهم وتقديم شخصية لاجئة سورية. يومها لم تكن حكايا اللجوء والنزوح السوري ورقة رابحة لبعض الكتّاب أو المنتجين. هكذا، تخطى مكسيم خليل وشريكته كاريس بشار كل المفاهيم التجارية، وحلّقا عالياً في واحد من الأعمال السورية التي حصنت الدراما السورية في عز أزمتها. وحضرت بشّار في "مسافة أمان" (تأليف رامي كوسا وإخراج الليث حجو)، إذ قدّمت دوراً لافتاً مرتبطاً بتداعيات الحرب في سورية، بعيداً عن التنميط، وحملت في شخصية الأم التي تفتقد زوجها المسافر أبعاداً درامية صوّرت المرأة وحاجاتها اليومية، وما يترتب عليها من ضغوط نفسية، حاولت أن تصارعها أمام زملائها عبد المنعم عمايري وسلافة معمار ونادين تحسين بيك، ونجحت في ذلك.
ولم تقتصر التجارب على هذا النوع من الأعمال الاجتماعية التي شهدت على صعود الدراما السورية منذ عقود، بل استعادت بشار نجاحاً آخر في "سوق الحرير"، للمخرج مؤمن الملا، أمام زميلها بسام كوسا، حيث لعبت دور الزوجة الثانية التي تحيك الروايات للفوز أمام أبناء البيئة الذين يرجمون المرأة، ورجل يتصرّف مع زوجته بذكورية.
وأخيراً تجسّد كاريس بشار دور مريم في مسلسل "النار بالنار" (كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز). يمكننا انتظار العرض للحكم بشكل موضوعي على تجربة المخرج محمد عبد العزيز، بعدما صادر في المسلسل حقوق الكاتب، وسمح لنفسه بأن يبحر في المشروع وحيداً، في وقت التزم فيه رامي كوسا الصمت، منتظراً العرض.
فرض محمد عبد العزيز على كاريس بشار دور اللاجئة المحجبة. وعلى الرغم من التنميط الواضح في طريقة استغلال الحجاب في مثل هذا النوع من الدراما، فإن الممثلة التغلب على بعض الشكوك الخاصة بالعمل، أمام حرب باردة بين الكاتب والمخرج، فيما تلتزم شركة سيدرز آرت برودكشن الصمت، وتؤكد أن الكاتب رامي كوسا هو من اختار المخرج محمد عبد العزيز لمشروعه.
تؤدي بشار دور لاجئة سورية تعاني العوز، وتحاول بعد هجرتها إلى بيروت أن تجد بر الأمان، لكنها تقع فريسة في قضايا كثيرة، منها العنصرية، في قالب يبدو مشوقاً، سيقلب بالطبع المعادلة مع محمد عبد العزيز الذي لم يحقق كثيراً في سورية، خصوصاً أنه عُرف عنه بأنه يصادر أعمال الكتاب الذين تعاون معهم في مختلف المسلسلات التي عرضت من قبل. من المحتمل أن يكون "النار بالنار" مفترق طريق في مسيرة كاريس بشار، وها هو جمهورها ينتظر انطلاق العرض، آملين أن تؤدّي دوراً لا يُنسى.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
