كلّ رجال إيلون ماسك في "تويتر"

في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي استكمل إيلون ماسك استحواذه رسمياً على شركة تويتر، وطرد فوراً أربعة من مسؤوليها التنفيذيين. استعاض الملياردير الأميركي عن هؤلاء بمجلس صغير من المساعدين، للنظر في عمل الشركة والعمل من أجل تحقيق رؤيته. تضم هذه المجموعة المحامي الشخصي لماسك، ورئيس الموظفين لديه، وصديقين من المستثمرين، ومسؤولاً تنفيذياً ترك وظيفته في "تويتر" قبل سنوات.

بدأ هؤلاء عملية تسريح جماعية لموظفي الشركة، وناقشوا خططها للإشراف على المحتوى، ووجهوا الموظفين للبدء بالعمل على علامة توثيق جديدة مدفوعة. كما اجتمعوا مع معلنين يؤمنون لـ"تويتر" معظم إيراداتها وأبدوا قلقهم إزاء كيفية إدارة ماسك للشركة. ليس واضحاً الفترة التي ستظل فيها هذه المجموعة ممسكة بزمام الأمور في "تويتر"، ولكن مهمتها الآن هي ضمان سيرورة "تويتر" وزيادة أرباحها.

نستعرض هنا وجوه هذه المجموعة وخلفياتها.

إيلون ماسك

الرجل الأغنى في العالم، يملك ثروة تقدّر قيمتها بـ200 مليار دولار، وفقاً لوكالة بلومبيرغ نيوز. منذ استحواذه رسمياً على "تويتر" يصف نفسه بأنه رئيس المنصة، وأكدت وثائق مالية رسمية تعود للشركة، الإثنين، أنه الرئيس التنفيذي رسمياً. لدى ماسك شركات أخرى، أبرزها تِسلا وسبيس إكس. المالك الجديد لمنصة تويتر لديه نفوذ واسع، إذ يستطيع تغيير طريقة تعاملها مع المحتوى، وكذلك فرض رسوم مالية على المستخدمين، فضلاً عن تسريح مئات الموظفين.

جيسون كالاكانيس

مستثمر في مجال التكنولوجيا، ويقدم برنامجاً إذاعياً عبر الإنترنت (بودكاست)، وشريك قديم لماسك. روّج لأفكار ماسك حول كيفية تغيير عمل المنصة قبل الاستحواذ عليها. منذ أن أصبح ماسك المالك رسمياً، يطلب كالاكانيس من المستخدمين إبداء ملاحظاتهم بشأن الميزات التي يرغبون فيها. في رسائله الخاصة إلى ماسك اقترح أن يطلب من الموظفين العودة للعمل من المكتب ليومين أسبوعياً على الأقل، في خطوة من شأنها تقليل عدد القوى العاملة بنحو 20 في المائة، عبر ترك الوظائف "طوعياً"، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست. انتقد بعض ميزات "تويتر"، واقترح توسيع نطاق علامة التوثيق لتشمل المزيد من الحسابات. في رسالة خاصة وجهها لماسك قال إن "حلمه" أن يكون الرئيس التنفيذي لـ"تويتر". لا يتبوأ حالياً هذا المنصب. وغرّد الإثنين بأنه في نيويورك، للقاء المعلنين، نيابة عن "تويتر".

جاريد بيرتشال

واحد من أقرب مستشاري ماسك، إذ يدير ثروته الخاصة ومكتب عائلته منذ عام 2016. عمل سابقاً مديراً للثروات في "مورغان ستانلي"، وساعد ماسك في تأمين الأموال اللازمة لشراء "تويتر". وهو أيضاً رئيس تنفيذي في شركة نيورالينك التي يملكها ماسك. يمكن القول إنه مدبر أمور ماسك، فقد ساعده في شراء وبيع منازله، وفي تعيين حراس الأمن، وفقاً لـ"بلومبيرغ". خلال الأيام الأخيرة، كان بيرتشال واحداً من الأشخاص الذين يتولون الاستراتيجيات داخل "تويتر".

أليكس سبيرو

هو محام في شركة المحاماة كوين إيمانويل في نيويورك، ما ساعده في تعزيز مكانته لدى ماسك خلال السنوات الماضية. ساعده في الفوز بقضية تشهير، بعدما نشر تعليقات أهان فيها غواصاً ساهم في إنقاذ فريق كرة قدم تايلاندي علق في كهف قبل سنوات. مثّل سبيرو عدداً من الرياضيين والموسيقيين المعروفين، وبينهم آرون هيرنانديز في محاكمته بجريمة قتل عام 2016، وجاي زي الذي خاض نزاعاً تجارياً حول صفقة لبيع العطور. عندما رفعت "تويتر" دعوى قضائية على إيلون ماسك، لتراجعه عن صفقة شرائها، كان سبيرو واحداً من فريق الدفاع عنه. عاد ماسك واستحوذ على "تويتر"، لكنه لم يتخل عن سبيرو. يدير المحامي الآن الفرق القانونية والعلاقات الحكومية والسياسة والتسويق في "تويتر"، وفق ما قال أربعة أشخاص مطلعين على المناقشات الداخلية لـ"واشنطن بوست". كما شارك في خطة التسريح التي دخلت حيز التنفيذ في الأيام الأخيرة.

ديفيد ساكس

عمل ساكس مع ماسك منذ أن كانا جزءاً من فريق "باي بال" مطلع الألفين. حقق الاثنان ثروات ضخمة حين بيعت الشركة، واستثمر ساكس أموالاً في سلسلة من المشاريع الرائدة الناجحة منذ ذلك الوقت، بينها "إير بي إن بي" و"فيسبوك" و"أوبر". كما أصبح من الشخصيات الإعلامية المحافظة، ومن أبرز المتبرعين للحزب لجمهوري في الولايات المتحدة. في سبتمبر/أيلول الماضي، كتب مقالاً يدعو إلى إجراء استفتاء شرق أوكرانيا الذي تحتله روسيا، لسؤال السكان عما إذا كانوا يريدون الانفصال والانضمام إلى روسيا، وهي فكرة غرّد عنها ماسك لاحقاً.

سريرام كريشنان

يساعد في قيادة استثمارات العملات المشفرة في شركة أندريسون هورويتز التي استثمرت 400 مليون دولار أميركي في صفقة استحواذ إيلون ماسك على شركة تويتر. عمل أيضاً في أقسام تطوير المنتجات في "فيسبوك" وسناب شات"، وعمل كذلك في "تويتر" بين عامي 2017 و2019. قال، الإثنين، إنه يساعد ماسك في أموره داخل الشركة "مؤقتاً". ليس من الواضح ما يتولاه كريشنان، لكنه الوحيد في فريق ماسك الذي عمل في "تويتر" سابقاً.