لكنّ معظم المجتمعات العربية باتت تضمّ في منازل أهلها "غرفة سفرة"، حيث تجتمع العائلة لتناول الطعام، وأحيانا لا تُستعمل إلا لاستقبال الضيوف، فيما يتناول أفراد العائلة طعامهم في الصالون أو في المطبخ.
في حديث إلى "العربي الجديد"، شدّدت المهندسة الداخلية، ناديا صبرا، على أهمية الكرسي بشكل عام: "والعنصر الأهمّ في الأثاث المنزلي". وأضافت: "اختياره يخضع لعوامل عدّة تختلف باختلاف نوعية الوظيفة المخصّص لها والمساحة المخصّصة لهذه الوظيفة، بالإضافة إلى طراز الأثاث الذي يختاره أصحاب المنزل بشكل عام".
وبرأي صبرا أنّ اختيار حجم الكراسي وعددها يخضع للمساحة المتوفرة لغرفة الطعام ولاحتساب عدد أفراد الاسرة وعاداتها الاجتماعية: "يختلف الكرسي المخصّص لغرفة الطعام، من حيث المقاييس ومن حيث الحجم، عن الكرسي المستعمل في غرفة الاستقبال مثلا". وتؤكّد أنّ "ارتفاع الكرسي عن الأرض يجب أن يكون 45 سنتمترا فقط، وأن يكون ارتفاع الطاولة 75 سنتمترا، بحيث يكون هناك مسافة كافية بين سطح المقعد وسطح الطاولة حتّى يستحكم الشخص في الجلوس مستقيم الظهر أثناء تناول الطعام"، وهو الأمر الصحّي.
وعن كيفية اختيار الكراسي تشرح: "برز ابتداء من العام 1960 اتجاهان، واحد يدعو إلى الحداثة بشكل كامل، وآخر يدعو إلى المحافظة على الفنّ الحرفي في صناعة الأثاث. وتعود عملية اختيار الطراز إلى أصحاب المنزل أو إلى المهندس الداخلي الذي يقوم بالتنسيق بين مختلف أنواع الأثاث في الداخل لتتناسب مع بعضها البعض ومع الجوّ العام الذي يريده أصحاب المنزل".
تختلف المواد المستعملة في صناعة الكرسي بحسب طراز الأثاث وبحسب مكان استعمال الكرسي. فالكرسي المصنوع من البلاستيك مثلا يستعمل في الحدائق والشرفات، في المطبخ أو في الأماكن العامة، بسبب سهولة تنظيفه حيث يكون عرضة للغبار والتلوّث بمواد مختلفة.
أما الكرسي المصنوع من الخيزران فمن الأفضل استعماله في الشرفات، وهو جميل الشكل وخفيف الوزن. ولا يكون مريحا إلا إذا كان مجهّزا بالمساند الوثيرة. وهو بشكل عام قليل المتانة ويتأثّر بسهولة بالعوامل الحرارية ولا يمكن صيانته عند حصول أيّ تشوّهات بفعل تلك العوامل.
هناك أنواع عدّة من الكراسي المعدنية، بعضها مصنوع من الحديد المشغول والمدهون بتصاميم متنوّعة، وآخر مصنوع من الحديد المغطّس بالكروم، أو من الألواح المعدنية المثقوبة والمعالجة ضدّ الصدأ. وبعضها مصنوع من الألومينيوم. وتكون هذه الكراسي عادة ذات خطوط بسيطة وقد تكون منجّدة بالجلد ويمكن استعمالها في غرف الطعام داخل المنازل إذا كان طراز المنزل حديثا أو في المطابخ ، كما تصلح للمكاتب أو المطاعم والأماكن العامة. وهي متينة وتتحمّل عوامل الضغط المختلفة.
بالنسبة إلى الكراسي الخشبية فهي أفضل الأنواع. لأنّ الخشب يعتبر مادّة غنية وجميلة الشكل، متنوّعة الألوان والمظهر، ومطواعاً في عمليات التشكيل والتلوين. يمكن تصنيعها بسهولة بواسطة أدوات بسيطة أو متطوّرة. ويمكن تحويلها إلى قطعة فنية حديثة أو قديمة. ويمكن استعمالها في الداخل كما في الخارج، شرط معالجتها بطلاء يحميها من العوامل الخارجية.