نية ترامب إعلان الفوز قبل النتائج النهائية للانتخابات الأميركية: هكذا تتحضّر وسائل الإعلام للتغطية
تستعدّ غرف الأخبار في جميع أنحاء الولايات المتحدة لليلة انتخابية يحتمل أن تكون متقلبة، بعد أن أشارت التقارير إلى أن دونالد ترامب يخطط لإعلان "النصر" يوم الثلاثاء حتى قبل تحديد النتائج من الولايات التي تمثل ساحة معركة حرجة.
وأثارت نية الرئيس لإلقاء خطاب انتصار سابق لأوانه - وربما خاطئ - بحلول نهاية ليلة الثلاثاء الانتخابيّة، مع وجود عدد كبير من بطاقات الاقتراع عبر البريد التي لم يتم فرزها بعد، نقاشًا صحافيًا مكثفًا، حسبما نقلت صحيفة "ذا غارديان"، اليوم الثلاثاء. إذ ستتعرض القنوات التلفزيونية لضغوط لبث مثل هذا الحدث على أساس أنه "أخبار"، مع إدراك أنه يرقى إلى مستوى التضليل الخطير الذي يمكن أن يثير العنف في جميع أنحاء البلاد ويقوض العملية الديمقراطية.
ومثل هذا الصدام في المسؤوليات من شأنه أن يرقى إلى ذروته في علاقة وسائل الإعلام الأميركية المزعجة للغاية مع ترامب على مدى السنوات الأربع الماضية.
إذا حاول ترامب القيام بحيلة "الانتصار" هذه، سوف يتناغم ذلك مع الشك الذي زرعه لأشهر حول الانتخابات، مع ادعاءات كاذبة متكررة بأن التصويت عبر البريد مليء بالاحتيال. تشير تعليقاته إلى أن هدفه هو خلق الوهم بأن الانتخابات مسروقة منه في ولايات مثل بنسلفانيا حيث النتائج المبكرة من التصويت الشخصي قد تكون لصالح ترامب في ما يسمى بـ "السراب الأحمر"، وهو ما قد ينقلب لترجيح بايدن بعد احتساب الأصوات الغيابية بعد يوم الانتخابات.
وأشار كبير مراسلي "سي أن أن" في واشنطن، جيك تابر، في تغريدة إلى أن أي ادعاء سابق لأوانه بالفوز سيكون بلا معنى من الناحية الانتخابية، وهو ما يعادل تفاخر مدرب كرة قدم بفوزه في الشوط الأول. وقال: "هذه ليست الطريقة التي يعمل بها والأمر لا يعود له".
This would be like Coach Pederson telling confidants that he will declare victory at halftime tonight if the @Eagles are “ahead” over the Cowboys.
— Jake Tapper (@jaketapper) November 1, 2020
That’s not how it works and it’s not up to him. https://t.co/8NHSJxfj8g
لكن كيف تغطي وسائل الإعلام خطاب "النصر" الرئاسي الذي لديه القدرة على إحداث خلاف عام خطير؟ تقول الرئيسة السابقة والمديرة التنفيذية للإذاعة الوطنية العامة والتي كانت أيضًا كبيرة المسؤولين الرقميين في "إن بي سي نيوز" فيفيان شيلر، إن المؤسسات الإخبارية ليس لديها أي عذر لعدم الاستعداد لمثل هذا الاحتمال. وقالت لـ"ذا غارديان" إن عناوين مثل "ترامب يعلن النصر"، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن "تشكل الرأي العام وتصبح سلاحًا ضد الحقيقة والثقة في العملية الديمقراطية".
واقترحت شيلر، التي شاركت في دورها الحالي كمديرة تنفيذية لـAspen Digital في كتابة خطة من 10 نقاط لغرف الأخبار حول كيفية تغطية انتخابات سامة تاريخياً، أن القنوات التلفزيونية يجب أن تتصدى بنشاط لأي مناورة لترامب. تتمثل إحدى التقنيات في عرض لافتة ثابتة على الشاشة لتذكير المشاهدين بأنه لا يزال يتم عد الأصوات دون الإعلان عن فائز حتى الآن.
وقالت: "إذا استمر ترامب لأكثر من دقيقة أو دقيقتين في تقديم الأكاذيب، يجب الابتعاد عن البث المباشر والطلب من المراسلين أن يشرحوا لماذا هذا الإعلان المبكر عن النصر هو أمر خاطئ وخطير في نفس الوقت".
ودعا أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك، جاي روزين، غرف الأخبار للتصعيد ومواجهة التحدي. سيكون إعلان "انتصار" ترامب السابق لأوانه أهم اختبار حتى الآن لما سماه "مبدأ التلاشي" الذي يقول إن كل ما يقوله الرئيس الأميركي هو خبر. وكتب على تويتر أن هذه المقولة "تآكلت بشكل يتعذر إصلاحه من قبل مسيء استخدامها".
Most important moment yet for the fading maxim, "what the president says is news." Once dominant, now corroded beyond repair by its abuser. Still capable of doing damage. https://t.co/9WtuSmjW7q
— Jay Rosen (@jayrosen_nyu) November 1, 2020
ويستعد صحافيون أيضاً لسيناريوهات فوضى أو اعتداءات وانتهاكات خلال تغطيتهم الانتخابات، عبر ارتداء ملابس تقيهم الغاز والرصاص.
For the attention of anyone advising journalists on how to report an election who might not have set foot in a newsroom recently ...or at all https://t.co/tWw45VaaNv
— emily bell (@emilybell) November 3, 2020
من جانبها، أعلنت شركات التواصل الاجتماعي أنّها ستمنع إعلان الفوز من قبل أيّ من المرشحين قبل النتائج النهائيّة.