تعرّض الإعلامي اللبناني رياض قبيسي للاعتداء أمام إحدى محطات الوقود في منطقة الجيّة في لبنان، حيث قام شخص على الطريق بتحطيم زجاج سيارته أثناء مروره من المكان وتوثيقه الخروقات التي تحصل أمام المحطة.
إذ كان قبيسي يوثق بالفيديو تسهيل عناصر من قوى الأمن الداخلي مرور السيارات عكس السير للدخول إلى المحطة ما تسبب بزحمة سير خانقة. وحمّل قبيسي المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان مسؤوليّة أي ضرر جسدي يصيبه.
— riad kobaissi (@riadkobaissi) September 8, 2021
ويعدّ رياض قبيسي من أبرز الصحافيين الاستقصائيين في لبنان، وهو متخصص في كشف قضايا الفساد، ودأب منذ انفجار مرفأ بيروت العام الماضي على نشر وثائق وحقائق تظهر المسؤولين عن تخزين نترات الأمونيوم في المرفأ، وهي قضيّة تعرقلها السلطة اللبنانية ولا تسمح بالتحقيق فيها بشفافية، كون أبرز المتهمين هم وزراء وقادة أجهزة أمنية. وقد تعرّض سابقاً لاعتداءات وملاحقات بسبب عمله الصحافي.
ويشهد لبنان أزمة اقتصاديّة ومالية خانقة تأثرت بها مختلف القطاعات، وأدّت إلى شح الوقود وجميع أنواع المحروقات من السوق، في ظلّ احتكار كميات هائلة منها لدى متنفذين. ويشهد لبنان طوابير طويلة للمقيمين للحصول على كميات قليلة من الوقود، فيما تغرق البلاد في ظلام دامس جراء انقطاع المواد من السوق أو ارتفاع أسعارها.
وتتكرر حالات الاعتداء على الصحافيين في لبنان في الفترة الأخيرة، وكان بينهم صحافيون استقصائيون ومراسلون ميدانيون ومصوّرون تم تعمد الاعتداء عليهم بالضرب بغية عدم نقل الصورة الكاملة. وأخيراً، تم الكشف أنّ سلطات مطار بيروت قامت بترحيل صحافي أردني من وكالة "رويترز" بعد احتجازه من دون توضيح الأسباب.
وأثار الاعتداء على قبيسي غضباً واسعاً في الوسط الصحافي خصوصاً وفي لبنان عموماً، في ظل استمرار التحريض عليه كونه فاضحاً للفساد.
وقال تجمع نقابة الصحافة البديلة في بيان تعليقاً على الاعتداء على قبيسي "إن الاعتداء على الزميل قبيسي الذي رفع الصوت بوجه مخالفات فاضحة، ليس إلا بلطجة موصوفة ضد الناس أولا والصحافيين ثانيا وضد كل من يسلط الضوء على الكارتيلات بأنواعها". ودعا إلى "وقف التجاوزات وأن تركز الأجهزة عملها على ملاحقة مافيات المهربين والمحتكرين والمخزنين بدل رعايتهم وتسهيل مرورهم وغضّ النظر عنهم".
أوقفوا التجاوزات ولتركز الأجهزة عملها على ملاحقة مافيات المهربين والمحتكرين والمخزنين بدل رعايتهم وتسهيل مرورهم وغضّ النظر عنهم!#الصحافة_مش_مكسر_عصا
— تجمّع نقابة الصحافة البديلة (@NakabaBadila) September 8, 2021