لبنان في "مهرجان القارات الثلاث الـ42"

20 نوفمبر 2020
"بيلسوفار" لإلفن أدريغوزل (الموقع الإلكتروني للمهرجان)
+ الخط -

 

في المسابقة الدولية للدورة الـ42 لـ"مهرجان القارات الـ3"، المُقامة بين 20 و29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 في المدينة الفرنسية "نانت"، يُشارك فيلمٌ عربيّ واحد بعنوان "يومٌ بلا غدٍ"، للّبناني محمد سويد، إلى جانب 7 أفلام أخرى من دول آسيوية وأميركية لاتينية عدّة. وسويد الذي أمضى 15 عاماً في تصوير فيلمٍ (170 دقيقة)، يُريده محاولة لفهم مسائل عدّة متعلّقة بالقلق والأرق والارتباك الحياتي، متواصلاً في ذلك مع أصدقاء ومقرّبين، يروون له قصصاً تساعدهم على النوم. أعوامٌ مديدة تُؤدّي إلى فيلمٍ يعكس محطات وحالات وتفاصيل، تبدأ من الفرد كي تكشف، بشكلٍ أو بآخر، أحوال بيئة وتأمّلاتٍ وعيشٍ يومي في بلدٍ، تتبدّل أحواله يوماً تلو آخر، في مواجهة مطبّات وانزلاقات يعيشها البلد وناسه معاً.

وإذْ يبدو العنوان العربي (يوم بلا غدٍ) متواضعاً في اختزال نصٍ سينمائيّ وثائقي عن حياةٍ وأحلامٍ وهواجس ومخاطر وهوامش، فإنّ للعنوان الإنكليزي ثقلاً درامياً وحياتياً أكبر، بكشفه مستوراً في ذاتٍ وبيئة: The Insomnia Of A Serial Dreamer. لكنّ الترجمة الحرفية للعنوان الإنكليزي تُلغي حيويته واختزاله وتكثيفه الجماليّ لمضمونٍ، يتابع مساراً سينمائياً وثائقياً لسويد، يبدأه مطلع تسعينيات القرن الـ20، ويُنوِّع أنماط اشتغاله مواضيع مختلفة، من دون الخروج على كلِّ تجديدٍ ممكن في صُنع سينما وثائقية لبنانية عربية، مفتوحة على وقائع وحكايات وانفعالات وأحوالٍ وتفاصيل.

يهدف المهرجان ـ المؤسّس عام 1979 في المدينة الفرنسية "نانت"، بفضل الأخوين فيليب وآلان جالّادو ـ إلى تقديم أفلامٍ سينمائية جديدة، مُنجزة في دول القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية؛ ويهتمّ بأفلامٍ "مُهمَلة"، غالبيتها الساحقة غير معروضة خارج بلدان إنتاجاتها، ما يؤهّله لإبراز أسماء سينمائية، تُصبح لاحقاً وجوهاً أساسية في اختبارات فنية ودرامية وجمالية، في الفن السابع العالمي، أمثال وونغ كار ـ واي (هونغ كونغ) وسليمان سيسي (مالي) وعباس كياروستامي (إيران) وزهاو ليانغ (الصين) وغيرهم.

وتضمّ المسابقة الدولية في الدورة الـ42 أفلاماً وثائقية وروائية طويلة:

"طريح الفراش (Hevtriin Hun)"، لبِيَامبا ساكِيَا (منغوليا، 2020، روائي، بالأسود والأبيض، 114 دقيقة): كلّ شيء يتوقّف ذات صباح، في لامبالاة تامّة، بالنسبة إلى كاتبٍ شابٍ (26 عاماً)، يعتبر هذه اللحظة إشارة للاحتجاج على حياةٍ حارمة إياه من جزءٍ من ذاته. لكنّ خطيبته ترى في موقفه هذا أنانيّة وعبثية. فهل لا يزال الكاتب الشاب، طريح الفراش، يمتلك إرادة كافية تسمح لخياله بالتوسّع والانتشار؟

"بيلسوفار (Bilesuvar)"، إلفَن أديغوزِل (أذربيجان ـ فرنسا، 2020، روائي، بالألوان، 85 دقيقة): في بيلسوفار، المدينة المنسية في جنوب أذربيجان، يسعى رجال ونساء إلى العثور على ما يوجِّه لهم حياتهم العادية جداً. يسمحون لمشاعرهم ورغباتهم ونزاعاتهم الحميمة بالتسلّل خارجاً عنهم. قصّة تلو أخرى، تتشكّل روح المدينة.

"كوكولوكو (Kokoloko)"، جيراردو نارانجو (المكسيك، 2020، روائي، بالألوان، 106 دقائق): في أواكْساكا، تحلم ماريسول بعيش حياتها كما تريد، لكنّها "مُقيمة" في الحيّز الضيق بين عشيق يُقرِّر عنها مصيرها، وقريبٍ عنيفٍ ومستبدّ. قصّة حبّ مأسوية في مدينة ساحلية مكسيكية.

"لاس راناس (Las Ranas)" لإدغاردو كاسترو (الأرجنتين، 2020، وثائقي، بالألوان، 77 دقيقة): مرة واحدة في الأسبوع، تزور شابّةٌ رجلاً تحبّه، مسجوناً في سجن يبعد عنها ساعاتٍ عدّة في بوينس آيرس. عنيدةٌ، تتدبّر لوحدها أمورها لإنجاز مهمّتها: تزويد حبيبها بالطعام والمخدّرات والحبّ. كما تجتهد في تحصين علاقتهما أيضاً.

 

موقف
التحديثات الحية

 

"الأعمال والأيام (من تايوكو شيوجيري في حوض شيوتاني)" لسي. دبليو. وينتر وأندِرْس أدسْتروم (اليابان والمملكة المتحدة والسويد والولايات المتحدّة الأميركية، 2020، روائي وثائقي، بالألوان، 518 دقيقة): "تنصّ القاعدة الأولى في الزراعة على عدم البحث عن الأسهل. فالأرض تتطلّب جهداً". انطلاقاً من هذا المنطق، يرسم الفيلم (5 أجزاء) بورتريه لعائلة وجغرافيا ريفية في قرية جبلية في جنوب كيوتو، في 5 فصول و14 شهراً.

Moving On ليوون دان ـ بي (كوريا الجنوبية، 2019، روائي، بالألوان، 104 دقائق): بعد إفلاس والدهما، ينتقل أوكجو ودونغجو إلى منزل جدّهما. بعد فترة، تأتي الخالة إليهم، التي تعاني زواجاً سيئاً للغاية. هناك 3 أجيال في منزل واحد، وعلى أفراد هذه الأجيال أنْ يعيشوا معاً، وأنْ "يتعايشوا" تحت سقف واحد.

"البروفسور ياماموتو (Seishin O) لكازوهيرو سودا (اليابان والولايات المتحدة الأميركية، 2020، وثائقي، بالألوان، 119 دقيقة): في ستينيات القرن الـ20، كان البروفسور ماساتومو ياماموتو (طبيب نفسي) رائداً في حركة مدنية تهدف إلى فتح أبواب المستشفيات النفسية أمام من يحتاج إليها. عند بلوغه 82 عاماً، يتقاعد من عمله، فيقلق أناسٌ عديدون يأتون إليه للعلاج. مُنطلقاً مع زوجته يوشيكو في حياة جديدة لهما، يواجِه سريعاً تحدّيات لم يعرفها سابقاً في حياته.

المساهمون