تبرر الفنانة الأردنية مارغو حداد غيابها عن الساحة الفنية أخيراً بتشبعها من حصرها في أعمال الدراما البدوية.
تقول حداد في حديثها إلى "العربي الجديد" إنها تدرّس حالياً مساقاً أكاديمياً لطلاب الفنون في إحدى الجامعات الأردنية، ما يجعلها متأنية أكثر في اختياراتها أيضاً. تضيف: "عليّ ألا أخالف ما أدرّس نظرياً في اختياراتي العملية أمامهم وأمام الجمهور الذي يقرأ ما أكتبه من مقالات".
تشير أيضاً إلى الصورة النمطية المأخوذة عنها في أذهان الجمهور، فهم يظنون أنها فتاة سمراء البشرة والعيون والشعر، وهي الصورة النمطية التي يعرفونها جراء ارتباطها بالأعمال البدوية الأردنية لأكثر من 12 عاماً، موضحة أن الجمهور العربي كان يفاجأ بأنها على الواقع مختلفة تماماً شكلاً وحديثاً ولهجة عن الدراما التي تقدمها في معظم أدوارها.
توضح حداد أن ورطة عدم ربط صورتها مع اسمها في ذهن الجمهور ساعدتها لتكون بطلة فيلم "بيت ست" (نتفليكس، 2019). كان صنّاع العمل يبحثون عن وجه غير مألوف لتقديم فيلم رعب عربي. وحقق العمل نسبة مشاهدات جيدة على المنصة العالمية. كما شاركت حداد في أعمال تاريخية واجتماعية في مصر، أشهرها "السلطان والشاه" و"أوركيديا" و"مملكة الغجر" و"بيت النور" و"بلقيس" و"الطريق إلى كابول" و"شهرازد" و"الطريق الوعر"، مع مخرجين مثل شوقي الماجري، ومحمد عزيزية، ومحمد لطفي، وباسل الخطيب.
حول قدرتها على الابتعاد عن الساحة الفنية، في ظل الشهرة والنجومية والأضواء، لإعادة حساباتها وموافقة قناعتها مع الأعمال الجديدة التي تنوي تقديمها، تقول حداد: "دائماً أقول ما أكثر النجوم وما أقل المبدعين، فالفنان الحقيقي لا يهتم بالنجومية بقدر ما يهتم بالمحتوى الذي سيقدمه، بعكس الفنان الباحث عن الأضواء، لأن الشهرة هي ما يعنيه بالمقام الأول".
تجد حداد الحل في خروج الدراما الأردنية من اللون البدوي المحصورة فيه منذ عشرات السنين، من خلال الجيل الجديد من الفنانين. توضح: "طلاب الفنون الذين أدرسهم مختلفون، ويريدون إبراز مواهبهم بعيداً عن النمطية المسيطرة على الدراما الأردنية. لكن العائق أمامنا وأمامهم بعض المنتجين الذين لا يريدون الخروج من هذا اللون، بحجة عدم رغبة القنوات العربية بشراء أعمال أردنية غير بدوية، وهذا غير صحيح لسببين، الأول: منصة نتفليكس عرضت أعمالاً درامية أردنية مثل "مدرسة الروابي للبنات" الذي حقق انتشاراً عالمياً، وهذا دليل على قدرة الدراما الأردنية على النجاح والانتشار، عندما نقدمها بصورة حقيقية واقعية بشوارعها وحكاياتها ومشاكلها وهمومها، وما يقوم به بعض المنتجين الأردنيين غير مقبول. والثاني: وجود فنانين أردنيين يقدمون أدوار بطولة في بعض الأعمال العربية وهم مطلوبون بالاسم".
وحول فكرة اجتماعها مع صبا مبارك وإياد نصار ومنذر رياحنة وصفاء سلطان ومحمد لطفي ومحمد عزيزية في عمل درامي أردني موجه للجمهور العربي، وهي الأسماء الفنية الأردنية الأكثر شهرة عربياً، رحبت مارغو بالفكرة متسائلة: "جميع الأسماء التي ذكرتها مبدعة ومتفوقه في مجالها، ولا أعتقد أن أحداً منهم سيمانع، لكن أين هو المنتج القادر على تقديم عمل أردني بتفاصيل اجتماعية أردنية تقدمنا للجمهور العربي بشكل صحيح؟ الفكرة جميلة، لكن تطبيقها صعب في ظل عدم وجود رغبة حقيقة لتغيير شكل الدراما الأردنية الحالي، والانطلاق به عربياً".
وترى حداد أن الحراك الفني الأردني مصاب بالشلل، وأن علاجه يبدأ من قرار سياسي بنهضة الفن الأردني بمختلف تشعباته: "إذا لم تحظَ الدراما بقرار حكومي واضح بدعمها وتقديم أعمال تنهض بها ستبقى تراوح مكانها ولن تتقدم، فالدراما بحاجة لإنتاجات ضخمة وإعطاء الفرصة للمبدعين للتعبير عن فنهم بحرية، وإلا سنبقى ندور في حلقة مفرغة بلا نهاية".
عن تحضيراتها الفنية، تشير حداد إلى أنها في الوقت الذي تواصل فيه مهمتها مع طلاب الفنون، تحضر لبرنامج تلفزيوني ثقافي يتناول المرأة العربية، يجرى التحضير له بتأنٍ شديد، حتى يظهر للجمهور بصورة محكمة.