يضغط مدير شركة ميتا، المعروفة سابقاً باسم فيسبوك، مارك زوكربيرغ، على كبار مساعديه والموظفين من أجل زيادة أداء الشركة وتحسين الخدمة من أجل مواجهة المنافسة والمخاطر.
ضغوط كبيرة
تقول صحيفة نيويورك تايمز إن زوكربيرغ دعا كبار مساعديه هذا الشهر إلى اجتماع لمناقشة خريطة الطريق لتحسين تطبيق فيسبوك الرئيسي، بما في ذلك تجديد من شأنه تغيير كيفية تصفح المستخدمين للخدمة.
وقبل أسابيع من ذلك، كان زوكربيرغ قد أرسل رسائل إلى مديريه التنفيذيين حول التحضير لخطة إصلاح شامل، وضغط عليهم لزيادة سرعة عملهم وتنفيذه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن بعض المديرين التنفيذيين اضطروا إلى قراءة مجموعة ملفات من 122 صفحة حول التغييرات المرتقبة.
وجاء المسؤولون في الشركة من جميع أنحاء العالم لحضور هذا الاجتماع، وعرض زوكربيرغ عليهم خطته بالتفصيل الممل. وفي غضون أيام كشف الفريق النقاب عن تحديث لتطبيق فيسبوك لمواجهة تيك توك الذي يهدده.
ميتا... مرحلة جديدة
رفع زوكربيرغ الإيقاع بوتيرة لا هوادة فيها بينما يوجه شركته التي تبلغ كلفتها 450 مليار دولار، والتي أصبحت تسميتها ميتا، إلى مرحلة جديدة تبعتد عن الشبكات الاجتماعية وتركّز على عالم ميتافيرس الافتراضي. وقال مؤسّس "فيسبوك" في مقابلة سابقة مع موقع ذا فيرج: "آمل في أن ينظر الناس إلينا في غضون خمس سنوات، كشركة ميتافيرس، قبل أيّ شيء آخر".
وترى نيويورك تايمز أن هذه اللحظة التي تعيشها ميتا تذكر بمراهنات الشركات الأخرى، مثل نتفليكس عندما أوقفت نشاطها في مجال إرسال أقراص DVD في العقد الماضي للتركيز على البث عبر الإنترنت.
وقالت مديرة سياسة فيسبوك السابقة كاتي هارباث: "عندما يركز مارك (زوكربيرغ) بشكل كبير على خطة جديدة ما، تصبح هذه الخطة عملياً كل شيء داخل الشركة".
بدأ زوكربيرغ تغيير وضع ميتا بشكل جدي، العام الماضي، عندما أعاد ترتيب المساعدين
وبدأ زوكربيرغ تغيير وضع ميتا بشكل جدي، العام الماضي، عندما أعاد ترتيب المساعدين من خلال سلسلة من الترقيات، كما نقل آلاف العمال إلى فرق مختلفة من أجل ميتافيرس، ووجّه تركيزهم على المشاريع الطموحة مثل نظارات الأجهزة، والأجهزة القابلة للارتداء، ونظام التشغيل الجديد لتلك الأجهزة.
وقال المدير التنفيذي التقني السابق في الشركة ومؤلف كتاب عن ميتافيرس ماثيو بول: "إنه رهان وجودي على المكان الذي سيتواصل فيه الناس خلال العقد المقبل ويعبرون عن أنفسهم ويتعرفون بعضهم على بعض".
ميتا... معارك على أكثر من جبهة
الجهود التي تبذلها ميتا ليست رخيصة الكلفة. منتجات الواقع الافتراضي تسببت في انخفاض الميزانية العامة للشركة، وخسرت وحدة الأجهزة ما يقرب من 3 مليارات دولار في الربع الأول وحده. لكن ارتفاع الكلفة لا يضمن النجاح، ففي الأشهر الأخيرة تراجعت أرباح ميتا وتباطأت الإيرادات حيث أنفقت الشركة بسخاء على "ميتافيرس" وأضر التباطؤ الاقتصادي بأعمالها الإعلانية وانخفض مخزونها. وشهدت الشركة، للمرة الأولى في تاريخها، تراجعاً في إيراداتها الفصلية. إذ انخفضت إيراداتها بنسبة واحد في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني.
ولاحظت المحللة في إنسايدر إنتلجنس ديبرا أهو ويليامسون أن هذا التراجع "يبيّن مدى سرعة تدهور أعمال المجموعة".
وأقرّ زوكربيرغ للمحللين في الشركة في مؤتمر عقد أخيراً عن بعد بأن "الوضع يبدو أسوأ مما كان عليه قبل 3 أشهر"، مشيراً إلى توجه لإبطاء وتيرة الاستثمار، بما في ذلك "تقليص نمو الموظفين خلال السنة المقبلة".
وزاد عدد الناشطين يومياً في فيسبوك إلى 1.97 مليار مستخدم، لكن الشبكة فقدت مليوني مستخدم شهري، وترك نحو مليون مستخدم ناشط يومياً الشبكة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021.
وتتصارع ميتا مع تغييرات الخصوصية مع آبل التي أعاقت قدرتها على قياس فعالية الإعلانات على أجهزة "آيفون". كما سرق تطبيق الفيديو تيك توك الصيني جماهير الشباب من تطبيقات ميتا الأساسية، مثل إنستغرام وفيسبوك.
وتعرّض إنستغرام للانتقادات بسبب إصرار زوكربيرغ على تحويله إلى تيك توك، وهي انتقادات أيّدها مشاهير.
فقد استنسخت ميتا، ومثلها غوغل ويوتيوب، نموذج مقاطع الفيديو القصيرة والجذابة التي ابتكرتها تيك توك التي تتولى خوارزمية قوية جداً توصية المستخدمين بها بعد أن ينشرها منتجوها الأصليون.
وأكد مارك زوكربيرغ هذا التوجه، وقال إن نحو 15 في المائة من المحتوى الذي يشاهده مستخدمو فيسبوك وإنستغرام راهناً يعود إلى توصيات الخوارزمية، وتوقع أن "تتضاعف هذه الأرقام على الأقل قبل نهاية السنة".
زوكربيرغ والتوظيف
هذا الشهر، خفضت ميتا أهدافها الخاصة بالتوظيف الهندسي لهذا العام، وقالت إنها ستترك بعض الوظائف شاغرة. ويجري تقليص الميزانيات التي كانت ذات يوم ضخمة، وقيل للمديرين ألا يتوقعوا وجود عدد غير محدود من الموظفين في فرقهم.