تواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، منتقداً تغطية الإعلام الناطق بالإنكليزية لموقف فرنسا من "التطرف الإسلامي"، بعد الاعتداءات الأخيرة في البلاد، متهماً إياه بـ"إضفاء شرعية" على العنف.
وفي تعليقات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأحد، قال ماكرون للمراسل بِن سميث: "حين تعرضت فرنسا لاعتداءات قبل 5 سنوات دعمتنا كل دولة في العالم (...) لذا، عندما أشاهد صحفاً، من دول تشاركنا قيمنا، تضفي شرعية على العنف وتقول إن جوهر المشكلة هو أن فرنسا عنصرية وعدائية إزاء الإسلام، فسأقول إن المبادئ التأسيسية قد ضاعت".
وقال سميث في عموده إن الرئيس الفرنسي جادل بأن "وسائل الإعلام الأجنبية فشلت في فهم" العلمانية، وهي إحدى ركائز السياسة والمجتمع الفرنسيين.
تجدر الإشارة إلى أن مواقف ماكرون أثارت جدلاً، منذ جريمة قتل المدرس صموئيل باتي الذي عرض على تلاميذه رسوماً كاركاتورية مسيئة لرسول الإسلام محمد، على يد اللاجئ من أصول شيشانية عبد الله أنزوروف.
إذ دافع ماكرون عن القيم العلمانية الصارمة والحق في التعبير والسخرية، متعهداً بـ"عدم التخلي عن الرسوم الكاريكاتورية". وخرجت تظاهرات غاضبة ضد فرنسا وضده شخصياً في عدد من الدول الإسلامية بعد تصريحاته، وانتشرت الدعوات إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.
الانتقادات لم تقتصر على العالم الإسلامي، بل ظهرت في صحف ناطقة بالإنكليزية وعلى المستوى السياسي العالمي. وأبدى ماكرون أخيراً أسفه للدعم الدولي الخجول نسبياً بعد الاعتداءات الأخيرة في بلاده.
ومن الصحف التي انتقدت ماكرون "فايننشال تايمز" البريطانية التي نشرت مقالاً عنوانه "حرب ماكرون على (الانفصالية الإسلامية) تقسم فرنسا أكثر". وحذفت الصحيفة التقرير لاحقاً، قائلة إنه ضمّ أخطاء في الوقائع.
ودافع ماكرون عن موقف فرنسا في رسالة وجهها إلى "فايننشال تايمز" في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، نفى فيها تشويه سمعة الإسلام. وكتب أن "فرنسا تلتزم القيم العلمانية مع المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والمؤمنين كلهم، وتُحارب على ذلك".