يمكن حالياً لأي مستخدم إرسال البريد الإلكتروني بين حسابات "جيميل" و"هوتميل" و"ياهو" و"أوتلوك" من دون أيّ مشكلة، بالرغم من أنها شركات مختلفة، فهل من الممكن أن يتحقّق ذلك في مواقع التواصل؟
تتزايد الطموحات للوصول إلى مرحلة حيث يمكن لمستخدم يملك حساباً على موقع تواصل معين أن يتواصل مباشرة مع مستخدمين على مواقع التواصل الأخرى، حيث تكون مشتركة في كون افتراضي كبير واحد بلا حدود تفصل بينها.
هذا الحلم يُسمّى Fediverse، وهي تجربة يعمل عليها منافسا "تويتر": "ثريدز" و"ماستودون".
Fediverse.. الكون الفيدرالي
كلمة Fediverse هي اختصار لعبارة Federated Universe، أي "الكون المتّحد" أو "الكون الفيدرالي"، وهو عبارة عن مجموعة من البروتوكولات والخوادم والمستخدمين الذي يمكن أن يتواصلوا بعضهم مع بعض.
ويمكن للمستخدمين في هذا الكون تبادل الرسائل القصيرة والمنشورات والموسيقى ومقاطع الفيديو.
والمحتوى الذي يُنشَر هو محتوى موحّد، إذ يمكن نقل المحتوى إلى شبكة أخرى بمجرد نشره في شبكة واحدة.
ويسمح اتحاد من هذا النوع لمستخدمي الخدمات المختلفة بالتفاعل بعضهم مع بعض من دون إنشاء حساب لكل منصة مشاركة.
ويمكن لمسؤولي خدمة هنا حظر محتوى هناك إذا حدثت مشكلة، ويمكن للمستخدمين أيضاً حظر المستخدمين في المنصات المشتركة كلها بخطوة واحدة، بحسب موقع أوبن سورس.
ويرغب الناس في التواصل عبر الإنترنت بسهولة كما يفعلون في الحياة الواقعية، على أوسع نطاق.
في المقابل، تحرص مواقع التواصل على إبقاء المستخدم داخل حدودها لأطول وقت ممكن، وتقطع الطريق على أيّ تواصل بين المنصات المختلفة.
"ماستودون" مثالاً عن Fediverse
الخدمة الفيدرالية الأكثر شهرة اليوم هي "ماستودون"، وهو موقع تدوين مصغر شبيه بـ"تويتر"، لكن يمكن لأي شخص استضافة محتواه في خادم وتعديله ليناسب احتياجاته.
ويمكن لكل خادم بناء تجربته الخاصة للمستخدمين، ولا يُجبَر المستخدمون على خدمات لا يحبونها لمجرد وجودهم في المنصة.
ويعمل "ماستودون" ببروتوكول مفتوح يسمى ActivityPub، وهي طريقة قوية ومرنة لربط جميع أنواع الخدمات والأنظمة.
وجميع ميزات "ماستودون" هي مجرد جزء صغير من عالم واسع من الخدمات القابلة للتشغيل البيني، بحسب مؤسسة الحدود الإلكترونية.
مارك زوكربيرغ نحو خوض غمار Fediverse
ومثل "ماستودون"، سيكون "ثريدز"، التطبيق الجديد المنافس لـ"تويتر" من شركة ميتا، مجموعة من الخوادم التي أنشأها المستخدمون.
وإذا أراد منشئو أحد الخوادم إتاحة المحتوى الخاص بهم لأولئك الموجودين على خادم آخر، فإن هذه الخوادم تصبح "موحدة" ويمكنها التواصل بعضها مع بعض.
وتقول مجلة فورتشن أن "ثريدز" سيكون أوّل خطوة لـ"ميتا" لاقتحام الشبكات الاجتماعية المفتوحة.
ووفقاً لبيان صحافي لـ"ميتا"، سيسمح "ثريدز" بالتواصل مع المستخدمين على تطبيقات أخرى.
وقدّم رئيس "إنستغرام" آدم موسيري صورة عن الشكل الذي قد يبدو عليه دخول "ثريدز" إلى الكون الفيدرالي.
وكتب موسيري في تدوينة: "في حال اخترت يوماً ما ترك ثريدز، أو في حال انتهى الأمر بإلغاء المنصة (...) إذا حدث ذلك في أي وقت، فيجب أن تكون قادراً على اصطحاب جمهورك معك إلى خادم آخر".
الكون الفيدرالي لن يكون مثالياً
حتى الـFediverse لن يكون خالياً من الجوانب السلبية، إذ لن يحل جميع التحديات المطروحة في منصات الوسائط الاجتماعية التقليدية، بحسب مؤسسة الحدود الإلكترونية.
ويمكن أن يستخدم العالم الفيدرالي كمهرب لذوي النيات السيئة، وذريعةً للتحايل على سياسات محاربة خطاب الكراهية، تحت ستار إنشاء منتدىً "متخصص".
كما يرى البعض أن انضمام شركات مثل "ميتا" إلى الكون الفيدرالي يتعارض مع وجهة نظر الفيدرالية بالكامل، لأنه هدفه هو التحرّر من سطوة هذه الشركات في المقام الأول.