مجزرة المعمداني: فيلم يفضح أكاذيب الاحتلال

18 نوفمبر 2024
المستشفى المعمداني في مدينة غزة بعد إخلائه، 8 يوليو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأكيد تورّط الاحتلال: يعرض الفيلم "عندما لم تعد حرباً" تفاصيل مجزرة مستشفى المعمداني في غزة، مستندًا إلى شهادة الطبيب غسان أبو ستة وتحليل Forensic Architecture، مؤكداً تورّط الاحتلال الإسرائيلي في الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 500 شخص.

- فضح لأكاذيب الاحتلال: يكشف الفيلم زيف الادعاءات الإسرائيلية التي حاولت تحميل حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية المجزرة، مؤكداً أن الانفجار لم يكن نتيجة صاروخ أطلقته المقاومة، مما يفضح محاولات الاحتلال للتنصل من مسؤوليته.

- ردود الفعل على الفيلم: أثار الفيلم جدلاً واسعاً واعتبره اللوبي الإسرائيلي محاولة لنشر معلومات مضللة، بينما ناقش أبو ستة في لندن أن المجزرة كانت بداية لإبادة جماعية، مما يعكس أهمية الفيلم في تسليط الضوء على الكارثة.

تعرض دار سينما في لندن فيلماً يفضح تورّط الاحتلال الإسرائيلي في مجزرة مستشفى المعمداني في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عندما أسفر استهداف قوات الاحتلال المستشفى الأهلي المعمداني وسط غزة عن استشهاد أكثر من 500 شخص ومئات الجرحى من النازحين والمرضى.

تأكيد تورّط الاحتلال في مجزرة المعمداني

يحمل الفيلم عنوان "عندما لم تعد حرباً" (When it Stopped Being a War)، أنتجته مجموعة Forensic Architecture البحثية في جامعة لندن، ويستند إلى شهادة الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، الذي كان من أوائل من سجّلوا مقطع فيديو لمكان مجزرة المعمداني عقب القصف مباشرةً. وحدّدت المجموعة البحثية الموقع الجغرافي لمقاطع أبو ستة، إضافةً إلى مقاطع فيديو أخرى التقطها صحافيون، ووضعتها ضمن نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد للمستشفى ومحيطه المباشر. واستناداً إلى مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية التي سُجّلت في أعقاب الهجوم، بَنَت المجموعة نموذجاً رقمياً للمستشفى، وأجرَت تحليلاً مكانياً لملامح الانفجار، بما في ذلك الحفرة وعلامات الارتطام.
يُفتتح الفيلم ويُختتم بمؤتمر صحافي عقده أبو ستة في مستشفى الشفاء بعد ساعات من المجزرة، إذ قال إن "هذه جريمة حرب شهدها العالم أجمع". يظهر في الفيلم تعاون بين الطبيب والباحثين أمام شاشة كمبيوتر لتتبع خطواته ليلة المجزرة باستخدام إعادة بناء ثلاثية الأبعاد للمستشفى، مؤكداً أن الأمر يتعلّق بقنبلة انشطارية بالاستناد إلى أنواع الجروح التي تركتها.

فضح لأكاذيب الاحتلال

فضح الفيلم أكاذيب المسؤولين العسكريين الإسرائيليين التي نشروها بعد مجزرة المعمداني لمحاولة التنصّل من مسؤوليتها تجاه المجزرة، بزعم أن حركة الجهاد الإسلامي مسؤولة عن "هجوم صاروخي فاشل" أصاب المستشفى، وهو ما نفته الحركة وأكّدت أنه أكاذيب واتّهامات باطلة. 
ومن هذه الأكاذيب مقطع فيديو، ادعى الاحتلال أنه لقذيفة أطلقتها المقاومة وتفكّكت فوق المستشفى، ما تسبب في المجزرة. لكن المجموعة أكدت أن الفيديو في الحقيقة كان لصاروخ اعتُرض خارج غزة، بعيداً عن المستشفى. قالت المجموعة: "منذ أن فضحنا من بين آخرين هذا الادعاء، لم تقدم إسرائيل حتى الآن أي دليل قاطع يدعم ادعاءها بأن الانفجار المميت الذي وقع في المستشفى الأهلي كان بسبب صاروخ أطلقته حماس أو الجهاد الإسلامي".

"عندما لم تعد حرباً"

يرى "عندما لم تعد حرباً" أن مجزرة المعمداني كانت اللحظة التي بدأت فيها الإبادة الجماعية، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم. وناقش ذلك أبو ستة في جلسة تلت عرض الفيلم في سينما جينيسيس في العاصمة البريطانية، يوم 17 نوفمبر الحالي.
لم يرق هذا الفيلم للوبي الإسرائيلي الذي شرع في محاربته قبل عرضه في السينما. فقد نشرت صحيفة ذا جويش كرونيكال الصهيونية مقالاً ينتقد الفيلم ويصف أبو ستة بالمشيد بالإرهاب، ويندّد باستضافته في وسائل الإعلام، معتبراً أنه ليس مصدراً موثوقاً بحسب ادعاءات الصحيفة. كما نقلت عن متحدث باسم منظمة كاميرا الصهيونية لمراقبة الإعلام والضغط عليه أنه "من المقلق للغاية بالطبع أن نرى سينما في لندن تستضيف حدثاً يهدف فقط إلى نشر معلومات مضللة لأفراد الجمهور، تماماً كما هو الحال مع استمرار وسائل الإعلام البريطانية في إجراء مقابلات مع أبو ستة، كما لو كان مصدراً موثوقاً وليس بائعاً متجولاً لمعلومات مضللة متعمدة ذات دوافع سياسية"، وفقاً لادّعاءاتها.

المساهمون