مدير مهرجان القاهرة السينمائي: هناك تفاصيل تلتهم الميزانية

10 نوفمبر 2024
الناقد السينمائي عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يركز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على عرض الأفلام كحدث فني، مع مواجهة تحديات لوجيستية كبيرة، واعتمد سياسة ترشيد النفقات لتعزيز التغطية الإعلامية.
- اتخذ المهرجان خطوات لتعزيز الاعتماد على الخبرات المحلية وترشيد الإنفاق على حقوق عرض الأفلام، مما أتاح عرض أفلام عالية الجودة بمضامين إنسانية.
- في دورته الخامسة والأربعين، يعتزم المهرجان عرض أفلام مصرية مرممة، مما يعزز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث السينمائي المصري.

في تصريح أدلى به الناقد السينمائي المصري ومدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عصام زكريا، أكد أن التركيز الرئيسي للمهرجان هو عرض الأفلام بوصفه حدثا فنيا، إلا أن الجانب اللوجيستي يمثل تحديا كبيرا لتحقيق هذه الغاية. وأوضح زكريا أن تجهيزات مثل حفل الافتتاح والختام، وتوفير الإقامة والنقل للمشاركين، بالإضافة إلى تكلفة شراء حقوق عرض الأفلام، كلها تستهلك جزءا كبيرا من الميزانية المخصصة للمهرجان.

وأضاف في بيان صحافي صادر مساء السبت أن سياسته في إدارة المهرجان منذ توليه المسؤولية ركزت على ترشيد النفقات وليس خفضها. وقد عمل على إعادة توزيع هذه الموارد بشكل غير تقليدي، يتيح الاستفادة القصوى منها دون التأثير على مكانة المهرجان الدولية. من بين تلك الإجراءات، كانت إعادة التفكير في نظام استضافة الصحافيين والإعلاميين، حيث أُقرِّر نظام يسمح لهؤلاء الضيوف بتحمل تكلفة الطيران، بينما يتكفل المهرجان بتغطية تكاليف إقامتهم مدة عشرة أيام، وهي مدة مهرجان القاهرة السينمائي كاملة، بدلاً من استضافتهم نصف المدة كما كان يحدث سابقا. وأشار زكريا إلى أن هذا التغيير أسهم في زيادة عدد الصحافيين والإعلاميين الدوليين والعرب المشاركين، ما يعزز التغطية الإعلامية ويتيح لهم الانغماس في تجربة المهرجان بكل معنى الكلمة ومتابعة الفعاليات المتنوعة التي يقدمها من عروض أفلام وفعاليات الصناعة.

كما اتخذ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قراراً بتعزيز الاعتماد على الخبرات المحلية بدلاً من اللجوء إلى خبرات أجنبية ذات تكاليف مرتفعة، وذلك دون المساس بجودة العمل. ورغم إيمانه بأن الاستعانة بالخبرات الأجنبية تثري التجربة وتضيف إلى تنوعها، إلا أن الفريق قرر الاستفادة منها فقط في حدود الضرورة وفي المجالات التي تمثل إضافة حقيقية للمهرجان، خاصة أن الخبرات المحلية يمكن أن تنفذ الأعمال نفسها بالجودة نفسها.

وفي ما يتعلق بشراء حقوق عرض الأفلام، أشار زكريا إلى اتباع سياسة جديدة لترشيد الإنفاق في هذا الجانب مع الحفاظ على جودة الأفلام المختارة. جرى تعزيز فريق البرمجة من خلال تشكيل لجان مشاهدة تتولى دعم المبرمجين المتخصصين جغرافياً، بحيث تُناقَش الأفلام وتُصنَّف جماعياً، ما يضمن اختيار الأفلام بناءً على تقييم موضوعي وتعددي. وبهذا الأسلوب، تمكن المهرجان من تجنب شراء الأفلام الأكثر شهرة والتي غالبا ما تعرض بأسعار مرتفعة، ومنح الفرصة للأفلام عالية الجودة والتي تحمل قصصها مضامين إنسانية رائعة وتستحق العرض.

كما كشف عصام زكريا عن توجه المهرجان في دورته الخامسة والأربعين إلى عرض عدد غير مسبوق من الأفلام المصرية المرممة. وقد جرى ذلك بدافع الاهتمام من حيث الكم والكيف بكلاسيكيات السينما المصرية، وأشار إلى أن عرض هذه الأفلام يأتي في توقيت يلاحظ فيه تزايد حنين الناس إلى الماضي في ظل الوتيرة المتسارعة للحياة، وهو ما يدعو إلى إعادة التواصل مع تراث السينما المصرية العريق.

ولفت زكريا إلى أن الوعي بأهمية الحفاظ على تراث السينما المصرية قد تصاعد في الفترة الأخيرة، لا سيما أن هذا التراث تعرض فترات طويلة للإهمال، ما أدى إلى مخاوف كبيرة من احتمال ضياعه وفقدان إرث مهم للأجيال القادمة. لذا، حرصت إدارة المهرجان على أن تكون هذه الأفلام متاحة للجمهور بشكل غير مسبوق، حيث خُصّصت قاعات خارج الأوبرا لعرضها، ما يمنح شريحة واسعة من الجمهور فرصة مشاهدة هذه الأعمال الكلاسيكية بجودة عالية على شاشات كبيرة.

يذكر أن الدورة الخامسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ستقام خلال الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، لتستمر في تعزيز مكانة المهرجان إحدى أهم الفعاليات الثقافية والسينمائية في المنطقة، وتشكل فرصة لإبراز تنوع الأفلام المعروضة واستقطاب جمهور متنوع.

 

المساهمون