حثت منظمة مراسلون بلا حدود، اليوم الأربعاء، البرازيل على ضرورة تقديم جميع المتورطين في جريمة القتل المزدوج، التي راح ضحيتها الصحافي البريطاني دوم فيليبس والخبير البرازيلي من السكان الأصليين برونو بيريرا، إلى العدالة. وجاء هذا الطلب في أعقاب اختتام الشرطة الفيدرالية البرازيلية، الاثنين، تحقيقاً استمر عامين في عمليات القتل التي وقعت في غابات الأمازون المطيرة.
وخلُص هذا التحقيق إلى أن فيليبس، الذي كان يعمل لحساب منابر إعلامية من بينها "ذا غارديان" و"واشنطن بوست"، وبيريراً، قد قُتلا بالرصاص بسبب رصد بيريرا الصيد غير المشروع وغيره من الأنشطة غير القانونية التي تجري في منطقة الأمازون الشاسعة. وقال التقرير إن العقل المدبر المحتمل وراء عمليات القتل متهم بأنه "قدّم الدعم المالي لأنشطة المنظمة الإجرامية، وشارك في تنسيق عمليات إخفاء الجثث".
ولم يذكر تقرير الشرطة اسم العقل المدبر المحتمل، إلا أن تقارير وسائل الإعلام البرازيلية عرّفته بأنه روبن داريو دا سيلفا فيلار، وهو مواطن كولومبي موقوف منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، ويجري التحقيق معه بتهمة الصيد غير المشروع وتجارة المخدرات.
خطر الصحافة في الأمازون
اختفى فيليبس (57 عاماً) وبيريرا (41 عاماً) في 5 يونيو/حزيران 2022 أثناء سفرهما عبر محمية نائية للسكان الأصليين في منطقة الأمازون، بالقرب من حدود كولومبيا وبيرو. وقد عُثر على جثتيهما مقطوعتين وجرى التعرّف عليهما بعد أيام، بعد أن اعترف شريك محتمل بدفنهما. وأظهر تشريح الجثث أنها تعرّضت لإطلاق النار بقذائف تُستَخدم في الصيد. ووفقاً للشرطة، فقد شارك آخرون في عمليات القتل وإخفاء الجثث. وألقي القبض على ثلاثة صيادين، وقُدّموا إلى المحاكمة.
وأصبحت عمليات القتل هذه رمزاً في البرازيل وخارجها للفساد والخروج عن القانون الذي يؤجج تدمير غابات الأمازون، أكبر الغابات المطيرة في العالم، والمخاطر التي يواجهها الصحافيون والخبراء من السكان الأصليين في البلاد. وقالت "مراسلون بلا حدود" إنها ترحب بما خلُص إليه تقرير الشرطة البرازيلية، لكنها شدّدت على ضرورة محاكمة جميع الجناة.