أعلن علماء في إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) رسمياً أن مسباراً تابعاً لها "لامس" الشمس، مخترقاً الغلاف الجوي الشمسي الذي يطلق عليه اسم "الهالة" (corona)، خلال اجتماع لـ"الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي" الثلاثاء.
حلّق مسبار "باركر سولار" عبر "الهالة" في إبريل/نيسان الماضي، أثناء الاقتراب الثامن للمركبة الفضائية من الشمس. قال العلماء إن الأمر استغرق بضعة أشهر لاستعادة البيانات ثم أشهرا عدة أخرى للتأكد منها.
وأوضح العلماء أن ملامسة المسبار للشمس "لا تزودنا فقط برؤى أعمق حول تطور شمسنا وأثر ذلك على نظامنا الشمسي، ولكن كل ما نتعلمه عن نجمنا يعلمنا المزيد عن النجوم في بقية أرجاء الكون". وأفادوا بأن المسبار وجد الظروف المغناطيسية والجسيمات المناسبة لدخول الغلاف الجوي الشمسي عند 18.8 شعاعا شمسيا (نحو 1.3 مليون كيلومتر) فوق السطح الشمسي، خلال رحلته الثامنة حول الشمس يوم 28 إبريل، واستمر المرور بضع ساعات.
وأشاروا إلى أنه مع استمرار دنو المسبار من الشمس، سيصل في النهاية إلى قرب 8.86 أشعة شمسية من السطح، وأنه من المرجح خلال الرحلة المقبلة، المقررة في يناير/كانون الثاني المقبل، أن يدلف عبر الهالة مرة أخرى.
يذكر أن "ناسا" أطلقت المسبار إلى مدار الشمس في أغسطس/آب عام 2018، لدراسة الجزء الخارجي من الغلاف الجوي للشمس الذي يتسبب في حدوث الرياح الشمسية، في مهمة مدتها 7 سنوات.
وكان مسبار يُطلق عليه اسم "هيليوس 2" وصل عام 1976 إلى أقرب مسافة سابقة للشمس، وهي 43 مليون كيلومتر.
تسبب الهالة الشمسية الرياح الشمسية التي تمثل تدفقاً مستمراً لجزئيات مشحونة تتخلل النظام الشمسي. وتسبب الرياح الشمسية التي لا يمكن التكهن بها خللاً في الحقل المغناطيسي لكوكب الأرض، ويمكن أن تدمر تكنولوجيا الاتصالات على الأرض. وتأمل "ناسا" في أن تمكن النتائج العلماء من التكهن بالتغيرات في البيئة الفضائية للأرض.
وأطلق على المسبار هذا الاسم نسبة إلى عالم الفيزياء الفلكية الأميركي يوجين نيومان باركر، وصُمم لتحمل الأوضاع الصعبة المتعلقة بالحرارة والإشعاع.